طالبت شبكة الجمعيات الدكالية غير الحكومية بإقليمي سيدي بنور والجديدة، وزارة الداخلية بإصدار قرار عاجل يقضي بالمنع الكلي للمبيت وسط الخيام في فضاء المواسم التي تقام بمنطقة دكالة، وذلك على خلفية جريمة الاغتصاب البشعة التي تعرض لها طفل قاصر لم يتجاوز عمره 13 سنة.
وأدانت الشبكة، في بلاغ استنكاري توصلت به جريدة “العمق”، بشدة هذه الجريمة التي وقعت يوم الخميس 14 غشت الجاري، حينما تم هتك عرض الطفل الذي يعيش في وضعية هشة، من طرف مجموعة من القاصرين والشباب داخل خيمة بفضاء موسم مولاي عبد الله أمغار، وهو الحادث الذي قالت إنه يمثل خرقا سافرا للقيم ولحرمة الطفولة البريئة.
وحملت الهيئة الجمعوية ذاتها المسؤولية للجهات الوصية والمنظمة للموسم بسبب ما وصفته بغياب الضوابط التنظيمية وضعف توفير أدنى شروط الحماية والأمن، التي من شأنها حماية الأطفال والنساء والزوار، مشيرة إلى أن الفاجعة تكشف عن اختلالات بنيوية في تدبير الموسم الذي تتعدد مشاكله سنويا.
وسجل المصدر نفسه العديد من المشاكل التنظيمية، من بينها الازدحام المروري والاكتظاظ والفوضى وبعض من الانفلات الأمني، إضافة إلى الافتقار لبنية تحتية ملائمة لأعداد الزوار، خاصة قلة المرافق الصحية وضعف الإنارة العمومية وصبيب المياه الصالحة للشرب، فضلا عن المشاكل البيئية المرتبطة بالنفايات.
ودعت الشبكة في بلاغها السلطات الإقليمية إلى إصلاح عميق وشامل لعملية تنظيم الموسم بما يحفظ كرامة الإنسان ويصون هوية المنطقة وتراثها اللامادي، معلنة تضامنها المطلق مع الضحية وأسرته ومطالبتها بتمكينه من المواكبة الضرورية، ومثمنة في الوقت ذاته تعبئة الآلية الوطنية للتكفل النفسي من طرف المرصد الوطني لحقوق الطفل بتعليمات من الأميرة للا مريم.
واستنكرت الفعاليات المدنية ما اعتبرته “ممارسات سياسوية وحملات انتخابية سابقة لأوانها” مورست طيلة فترة الموسم، كما نددت ببعض المظاهر المشبوهة كاستعمال رموز غريبة مثل وضع النجمة السداسية على أعمدة الإنارة العمومية بدل الشعارات الوطنية، والفوضى في التسيير وخصوصا عملية الكراء العشوائي للبقع التي تنصب فيها الخيام.
وطالبت الشبكة في ختام بلاغها بالإسراع في البحث في حيثيات القضية وتطبيق أقصى العقوبات في حق مرتكبيها، مع ضرورة تفعيل مؤسسة وسيط المملكة لوسيط الطفولة، كما دعت الجماعة الترابية لمولاي عبد الله إلى تنظيم لقاء لتقييم حصيلة الموسم وإعمال الشفافية في تقديم الأرقام المتعلقة بمداخيله وأثرها على تنمية المنطقة.