آخر الأخبار

ألتمان يخطط لإنفاق تريليونات الدولارات على تطوير بنية الذكاء الاصطناعي

شارك

في خطوة تكشف حجم الطموح الذي تحمله شركات الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة، أعلن المدير التنفيذي لشركة “أوبن إيه آي”، سام ألتمان، أن شركته تخطط لإنفاق تريليونات الدولارات خلال السنوات المقبلة على بناء بنية تحتية متقدمة لدعم تطوير وتشغيل خدمات الذكاء الاصطناعي على نطاق عالمي. التصريحات التي جاءت خلال لقاء صحافي غير رسمي مع عدد من الصحافيين، لم تكن مجرد تقديرات عامة، بل عكست رؤية استراتيجية عميقة لتغيير قواعد اللعبة في الحوسبة وتخزين البيانات وتوفير قدرات المعالجة اللازمة لنماذج الذكاء الاصطناعي فائقة التطور.

ألتمان، المعروف بتصريحاته الجريئة منذ أن قاد “أوبن إيه آي” لإطلاق نموذج “تشات جي بي تي” في أواخر عام 2022، أشار إلى أن الشركة تعمل على تصميم أدوات مالية جديدة كليًا لتمويل هذا الإنفاق غير المسبوق. وقال صراحة: “توقّعوا من أوبن إيه آي أن تنفق تريليونات من الدولارات، ونعتقد أن بإمكاننا ابتكار أدوات تمويل لم تُجرَّب من قبل”. ورغم عدم كشفه عن تفاصيل هذه الآليات، إلا أن حديثه يُشير إلى نوع من الهندسة المالية المصممة خصيصًا لتلبية احتياجات قطاع يشهد نموًا متسارعًا ويعاني في الوقت ذاته من محدودية البنية التحتية التقليدية.

وفي إشارة إلى مشروع مشترك أُعلن عنه في وقت سابق من هذا العام، ذكّر ألتمان بتحالفه مع ماسايوشي سون (رئيس مجموعة سوفت بانك) ولاري إليسون (مؤسس أوراكل) لإطلاق مشروع “ستارغيت” بقيمة 500 مليار دولار على مدى أربع سنوات، والذي يهدف إلى بناء مراكز بيانات عملاقة تدعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي. غير أن ألتمان أكد أن ما تفكر فيه “أوبن إيه آي” يتجاوز حتى هذا المشروع، مشددًا على أن البنية التحتية المطلوبة لاستخدام واسع النطاق للذكاء الاصطناعي تتطلب مستويات تمويل لا تُقارن بما هو قائم حاليًا.

وبينما يرى البعض أن هذه التصريحات تحمل طابع المبالغة، فإن ألتمان حرص على التأكيد بأن ما يحدث الآن يُشبه إلى حد بعيد فقاعة الإنترنت في تسعينيات القرن الماضي، من حيث الحماس الاستثماري الكبير، لكنه أضاف أن الفرق الجوهري يكمن في أن “التقنية اليوم حقيقية، وناضجة، ومستعدة لإحداث تحوّل اقتصادي شامل”. واعتبر أن المستثمرين، رغم ما وصفه بـ”السلوك غير العقلاني في بعض التقييمات”، لن يندموا على ضخ هذا الكم من الأموال في مجال الذكاء الاصطناعي.

وفي معرض حديثه عن مستقبل “أوبن إيه آي”، ألمح ألتمان إلى إمكانية طرح الشركة للاكتتاب العام في مرحلة ما، مؤكدًا أن الهيكلة المؤسسية المعقدة التي تخضع لها الشركة حاليًا قد تُمهد لذلك. لكنه أقر في الوقت ذاته بأنه لا يعتبر نفسه الأفضل لقيادة شركة مدرجة في البورصة، مشيرًا إلى أن “أوبن إيه آي” باتت تشبه أربع شركات في واحدة: مؤسسة بحثية، وشركة بنية تحتية عملاقة، ومطورًا لتطبيقات المستهلكين، ومستكشفًا لمشاريع جديدة تشمل أجهزة إلكترونية وربما تكنولوجيا الاتصال المباشر بين الدماغ والآلة.

هذه الرؤية التوسعية تأتي في وقت تواجه فيه الشركة تحديات داخلية، على رأسها الانتقادات التي رافقت الإطلاق الأخير لنموذج “جي بي تي-5″، والذي وُصف من قبل بعض المستخدمين بأنه أقل مرونة من سابقه. وقد اعترف ألتمان بأن عملية التحديث كانت متسرعة في بعض جوانبها، وأن الشركة تعلّمت الكثير من التفاعل مع ملايين المستخدمين حول العالم، مؤكدًا أن إدارة الانتقال بين الأجيال المختلفة من النماذج تتطلب حساسية تختلف عن تحديثات البرمجيات التقليدية.

ورغم حجم الاستثمارات المرتقبة، شدد ألتمان على أن “أوبن إيه آي” تتوقع في نهاية المطاف تحقيق أرباح ضخمة نتيجة التوسّع العالمي في استخدام خدمات الذكاء الاصطناعي. ولفت إلى أن الشركة تدرس أيضًا التوسع في قطاعات جديدة، منها ما يرتبط بالواجهات العصبية التي قد تتيح للمستخدم “التفكير” ليحصل على استجابة فورية من “تشات جي بي تي”، ضمن ما يشبه الحلم الذي طالما راود مؤسسي وادي السيليكون.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا