آخر الأخبار

ظاهرة التسول تجتاح شوارع تنغير

شارك

في شوارع مدينة تنغير، حيث الظلال تتشابك مع الألم، تظهر ظاهرة المتسولين كجرح مفتوح على جسد المدينة، أطفال بعيون دامعة، ونساء بأجساد منهكة، ورجال بأرواح محطمة، كلهم يطلبون المساعدة المالية من المارة كأنهم يطلبون الخلاص من براثن الفقر واليأس.

هذه المدينة، التي كانت يوما ما تعج بالحياة والأمل وكانت تلقب بعروس الجنوب الشرقي للمغرب، أصبحت اليوم مسرحا لمأساة إنسانية، حيث يجد الكثيرون أنفسهم مجبرين على التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

مصدر الصورة

الأرصفة والشوارع، التي كانت يوما ما مشهدا للفرح والاحتفال، أصبحت الآن مسرحا للبؤس واليأس، حيث ينتشر المتسولون باحثين عن قطعة خبز أو دريهمات قليلة لمواجهة يومهم. هذه الصورة الحزينة تعكس واقعا مريرا يعيشه الكثيرون في هذه المدينة، وتطرح تحديات كبيرة أمام السلطات المحلية والفاعلين الاجتماعيين لمعالجة هذه الظاهرة وإعادة الأمل إلى قلوب الناس.

محمد أوصالح، فاعل حقوقي بمدينة تنغير، قال في تعليقه على الموضوع: “لقد أصبحت مدينة تنغير تعاني من مشكلة انتشار المتسولين، حيث أصبحت الشوارع والمناطق العامة مكتظة بالأشخاص الذين يطلبون المساعدة المالية من المارة. هذه الظاهرة لا تقتصر على فئة معينة، بل تشمل مغاربة ومهاجرين أفارقة على حد سواء، مما يثير قلق الساكنة والزوار ويطرح تساؤلات حول أسباب هذه الظاهرة وسبل معالجتها”.

وأضاف الحقوقي ذاته، في تصريح لهسبريس، “مشكلة المتسولين في مدينة تنغير مشكلة معقدة ومتعددة الأوجه، وتتطلب معالجة هذه الظاهرة تعاونا بين مختلف الفاعلين الاجتماعيين والجهات المسؤولة”، مشيرا إلى أن عشرات الأشخاص يتسولون يوميا في شوارع وازقة تنغير وفي المقاهي والطرقات، خاصة المهاجرين المتحدرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، الذين يحتلون أماكن خاصة حولوها إلى أماكن للمبيت”، داعيا السلطات إلى البحث عن سبل محاربة الظاهرة وحماية هؤلاء المتسولين.

كريمة بهرى، من ساكنة تنغير وفاعلة جمعوية، قالت: “أصبح من الصعب التنقل في شوارع المدينة دون أن يتعرض لك المتسولون. هذا يخلق فوضى ويشكل خطرا على السلامة العامة”، مضيفة “نحن لا نمانع في مساعدة المحتاجين، لكن يجب أن تكون هناك آليات للتمييز بين من يحتاج حقا المساعدة ومن يستغل هذه الظاهرة”.

مصدر الصورة

عبد الرحمان، الذي قدم من الدار البيضاء من أجل إنجاز مشروع في المدينة، قال في تصريح لهسبريس: “كنت أظن أن مدينة تنغير آمنة، لكنني فوجئت بوجود عدد كبير من المتسولين في الشوارع. هذا يخلق انطباعا سيئا عن المدينة”، مضيفا “يجب على السلطات المحلية أن تتخذ إجراءات لوقف هذه الظاهرة”.

فيما قال مصدر مسؤول بالمدينة: “نحن ندرك خطورة هذه الظاهرة، ونعمل على معالجتها من خلال التعاون مع مختلف الفاعلين الاجتماعيين والجهات المسؤولة”، مضيفا أن عناصر الأمن تقوم بشكل دوري بتوقيف هؤلاء المتسولين وإنجاز محاضر رسمية في حقهم.

وأشار إلى أن ظاهرة التسول لا يجب تحميل مسؤوليتها فقط للسلطات المحلية أو الأمن، بل للمواطنين أنفسهم الذين يساهمون في انتشار هذه الظاهرة عبر منح دراهم وصدقات للمتسولين. وطالب بوقف منح الصدقات لهؤلاء في المقاهي والشوارع، وبالتالي المساهمة في محاربة التسول من طرف المواطنين، مضيفا أنه سيتم تقديم المساعدة لعناصر الأمن التي ستقوم بتوقيف هؤلاء وتقديمهم للعدالة.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا