آخر الأخبار

أيت يدين تحتفي بتراثها.. موسم عبد القادر الجيلالي يضيء الخميسات بالروحانيات والتبوريدة - العمق المغربي

شارك

انطلقت بجماعة أيت يدين التابعة لإقليم الخميسات، أمس الجمعة، فعاليات موسم مولاي عبد القادر الجيلالي، وسط أجواء احتفالية، وحضور جماهيري لافت من مختلف المناطق المجاورة، في افتتاح يُعيد الحياة إلى تقليد شعبي عريق طالما شكّل جزءًا من ذاكرة المنطقة الجماعية.

الموسم، الذي يُنظم على مدى ثلاثة أيام (15 و16 و17 غشت)، يعرف مشاركة عشرات السربات القادمة من مختلف دواوير إقليم الخميسات، حيث شهد اليوم الأول عروضًا افتتاحية للفروسية التقليدية “التبوريدة”، تميزت بتناسق الطلقات وتفاعل كبير من طرف الجمهور، الذي ملأ الفضاءات المحيطة بالمحرك منذ الساعات الأولى من الصباح.

ويُنظم مهرجان مولاي عبد القادر الجيلالي سنويًا على مدى ثلاثة أيام بمركز جماعة أيت يدين، وذلك بتنسيق بين الجماعة الترابية لأيت يدين وفيدرالية التراث المغربي الأصيل والفروسية التقليدية، تحت شعار: “التبوريدة، عبق التراث”.

تزامنًا مع العروض، عرف الفضاء المحيط بالموسم انتشار خيام لبيع المأكولات المحلية والمنتوجات التقليدية، ما أضفى على الحدث اقتصاديا إلى جانب بعده الثقافي. وشهدت هذه الحركة التجارية إقبالًا كبيرًا، خصوصًا من طرف العائلات التي وجدت في الموسم فرصة للاستجمام والفرجة والتواصل الاجتماعي.

وشهد اليوم الأول عروضًا افتتاحية للفروسية التقليدية “التبوريدة”، تميزت بتناسق الطلقات وتفاعل كبير من طرف الجمهور الذي ملأ الفضاءات المحيطة بالمحرك منذ الساعات الأولى من الصباح.

حبيب حسيني، رئيس جماعة آيت يدين، أوضح أن كافة الظروف والوسائل اللوجستية تم توفيرها لضمان نجاح نسخة 2025 من موسم مولاي عبد القادر الجيلالي، وسط أجواء احتفالية مميزة.

وأوضح حسيني لجريدة “العمق”، أن الجماعة بشراكة مع فيدرالية التراث المغربي الأصيل والفروسية التقليدية، قامت بإعداد فضاءين متميزين لاحتضان عروض “التبوريدة”، تم تصميمهما وفق معايير عالية الجودة، مما سيتيح تقديم عروض فنية متميزة في فن الفانتازيا.

وأضاف المسؤول الجماعي أن المهرجان لا يقتصر فقط على إبراز فن التبوريدة وتربية الخيول، بل يشكّل أيضًا رافعة تنموية تهدف إلى تعزيز مكانة جماعة آيت يدين اقتصاديًا واجتماعيًا، سواء على المستوى الإقليمي أو الوطني.

مصدر الصورة

وفي تصريح لأحد أبناء المنطقة، أفاد نور الدين بولعكور، الفاعل الجمعوي من جماعة أيت يدين، أن نسخة هذه السنة 2025 تشهد مشاركة 63 سربة من مختلف الجماعات المجاورة، كما تعرف تنظيم مجموعة من الأنشطة الموازية لفن التبوريدة، من بينها عروض في فن أحيدوس، وسهرة ليلية مخصصة للشعر الأمازيغي المعروف بـ إينشادن”.

وأشار في تصريج للجريدة إلى أن المهرجان يعرف هذا العام حركية تجارية ملحوظة، ومشاركة قوية من حيث عدد السربات، إضافة إلى حضور جماهيري كبير، خاصة من عشاق فن التبوريدة، وأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج.

ووفقًا للتوقعات، فإن نسخة هذا العام مرشحة لتحقيق نجاح كبير، بفضل تعبئة مجموعة من الوسائل اللوجستية التي ساهمت في حسن التنظيم، ما يبشر بدورة لافتة، وفق الجهة المنظمة.

في هذا الصدد، صرّحت إحدى ساكنات أيت يدين، بأن موسم مولاي عبد القادر الجيلالي يُعد من العادات التقليدية العريقة التي يفتخر بها سكان المنطقة، ويُستقبل بفرح كبير من قِبل الجميع، صغارًا وكبارًا، لما يحمله من أجواء احتفالية وروح جماعية مميزة.

وأكدت المتحدثة أن أبرز ما يميز هذا الموسم هو فن التبوريدة، الذي يتمثل في عروض فروسية تقدمها مجموعات منظمة تحت إشراف “مقدم السربة”، وسط أجواء احتفالية رائعة تبعث البهجة في نفوس الحاضرين. وتُمنح جوائز للفرق الفائزة بالمراكز الأولى، تشجيعًا لها وتحفيزًا على تنمية مهاراتها في هذا الفن التراثي الأصيل.

وأشارت أيضا إلى أن الموسم لا يخلو من الطابع الديني، حيث يجتمع الناس لتلاوة القرآن الكريم ورفع الدعوات الصادقة، سائلين الله الخير والبركة للجميع، مما يُضفي على المناسبة طابعًا روحانيًا عميقًا.

وأضافت المتحدثة ذاتها أن الموسم يزخر أيضًا بأكلات شعبية تقليدية، من أبرزها الكسكس بالحليب، الذي يُعد طبقًا رئيسيًا يُقدم بهذه المناسبة، إلى جانب مجموعة من الألعاب الشعبية التي تبهج الأطفال وتُعيد للكبار ذكريات الطفولة.

وفي سياق الأنشطة الفنية، أشارت إلى أن الموسم يشهد تنظيم عروض فلكلورية في فن أحيدوس، حيث تتشكل فرق تؤدي مقطوعات جماعية بقيادة “المقدم”، مرتدية أزياء تقليدية تحافظ على الهوية الأمازيغية الأصيلة. وتُعرف هذه الفرق بانسجامها الموسيقي وتناغمها الإيقاعي الذي يأسر الحضور ويضفي على الأجواء سحرًا خاصًا.

كما أشادت المتحدثة نفسها بتوفير أماكن مخصصة للأكل والأسواق التقليدية، التي تتميز بجوها العائلي والحميمي، وتُعد من أبرز سمات الموسم.

العمق المصدر: العمق
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا