آخر الأخبار

"عاصمة الأنوار" تجني ثمار الرؤية الملكية وتطوير البنيات الاجتماعية التحتية

شارك

رغم كونها عاصمة إدارية للمملكة، تستمر مدينة الرباط في جني ثمار ومكاسب تعزيز الجاذبية والتنافسية السياحية، وهو ما تبيّن بجلاء من خلال مؤشرات عديدة خلال هذا الصيف، أبرزها بلوغ عدد الوافدين إلى مطار الرباط–سلا 88 ألفا في شهر يوليوز المنصرم، بـ”زيادة قدرها 26 في المائة مقارنة بالشهر نفسه من سنة 2024″، وفق معطيات رسمية توفرت لهسبريس.

كما رُصدت خلال صيف السنة الجارية حركية دؤوبة للوافدين على مجموعة من المعالم السياحية والثقافية-التراثية بالمدينة، بقصد زيارتها والاستمتاع بتنوع معالمها بين التراثي التاريخي والحديث المعاصر.

وعدَّ فاعلون ممن تحدثت إليهم هسبريس أن العاصمة بصدد تتويج مسار للنهضة التنموية الحضرية التي قادها المشروع الملكي: “الرباط مدينة الأنوار عاصمة المغرب الثقافية”، وهو الذي كان يروم، منذ إطلاقه في 2014، “الارتقاء بالرباط إلى مصاف الحواضر العالمية الكبرى، مع إسهام متجدد في تحديث عاصمة المغرب من جهة، وتعزيز مكانة الحاضرة باعتبارها وجهة سياحية رائدة”.

“مدينة الأنوار تجني الثمار”

هشام أقمحي، النائب الثالث لعمدة الرباط عضو مقاطعة حسان، أكد أن الرباط تجني ثمار مشاريع “مدينة الأنوار”، البرنامج الطموح الذي تم إطلاقه تحت الرعاية الملكية منذ عام 2014، والهادف إلى جعلها قطباً للإشعاع الثقافي بأفق سياحي واضح، مبرزا أن البرنامج جاء في إطار “تحديث وتطوير البنيات التحتية للعاصمة، مما يسهم في تحسين جودة الحياة اليومية للمواطنين والزوار على حد سواء”.

من خلال هذا المشروع، يقول المسؤول الجماعي ذاته، في تصريح لهسبريس، “تم تعزيز الجاذبية السياحية للعاصمة الرباط بشكل ملموس”، معددا “إتمام العمل على تطوير وصيانة الإنارة العمومية، وتحديث المرافق الإدارية، والثقافية، وتنويع البنيات الترفيهية، مما جعل الرباط وجهة سياحية بارزة. كما شمل المشروع الاهتمام البالغ بتثمين التراث (شالة، والأوداية أساساً) وحماية الفضاءات الخضراء، إضافة إلى “تحسين الولوج إلى مختلف الخدمات الضرورية”.

وبحسب نائب عمدة الرباط، فإن هذه “المنجزات جزء من رؤية استراتيجية لتطوير مدينة الرباط على مدار عشر سنوات، مما أدى إلى الإقبال المتزايد على العاصمة من قبل السياح المغاربة والأجانب. وقد كان لهذا التطوير المستمر دور كبير في تعزيز بنية الاستقبال من خلال تحسين الفنادق وتجويد خدمات المرافق السياحية، مما وفر ظروف الراحة اللازمة للزوار”.

كما شهدت المدينة “زخماً في الأنشطة السياحية بفضل التعاون المستمر والتناسق في التنفيذ بين شركات التهيئة المحلية والجهوية ومصالح جماعة الرباط”، مما أكسب الأخيرة “مكانة مرموقة على الخارطة السياحية العالمية”. وأرجع المصرح لهسبريس فضل الجاذبية السياحية للرباط إلى “المشاريع الملكية التي ساهمت بشكل مباشر في تحسين قدرة العاصمة على استقطاب المزيد من السياح وتوفير الراحة لهم؛ مما يُكرِّسها واحدة من الوجهات المفضلة للسياح المحليين والدوليين على حد سواء”.

عوامل الجذب والتنافسية

من جهتها، قالت الفاعلة الجمعوية إلهام بلفحيلي، الكاتبة العامة للشبكة المغربية للتحالف المدني للشباب، إن “التقدم الكبير على مستوى البنيات التحتية المختلفة الذي شهدته مدينة الرباط خلال السنوات الثلاث الأخيرة أعطى دينامية غير مسبوقة أعادت رسم معالم عاصمة المملكة، ورسخت مكانتها كوجهة سياحية جاذبة على الصعيدين الوطني والدولي، في إطار المشروع الملكي ‘مدينة الأنوار'”.

وسجلت بلفحيلي، ضمن حديث لهسبريس، أن “هذه النهضة العمرانية شملت ترميم معالم تاريخية كقصبة الأوداية، موقع شالة، وأسوار وأزقة المدينة العتيقة، إضافة إلى إعادة تأهيل الشاطئ والممرات والأنفاق وتوسيع الطرقات. كما امتدت الإصلاحات إلى مختلف الأحياء، مما أضفى على العاصمة رونقا حضريا جديدا”.

ومن عوامل التنافسية السياحية المتزايدة للرباط، ذكرت الفاعلة الجمعوية ذاتها “تعزيز صورة العاصمة كمدينة آمنة بفضل الانتشار الأمني الدائم، واعتماد أنظمة مراقبة بالكاميرات، ورقمنة الخدمات، وهو ما ساهم في استقرار ورفع جاذبية الأحياء المحيطة بالمناطق السياحية”.

كما طالت التطويرات “قطاع النقل، مع تحديث مطار الرباط-سلا، وتوفير رحلات مباشرة داخلية ودولية، وتشغيل القطار فائق السرعة، وإنشاء المحطة الطرقية الجديدة بمعايير حديثة، إضافة إلى تجديد أسطول سيارات الأجرة”.

وبحسب الفاعلة المدنية المقيمة في الرباط، فقد “عززت هذه التحولات البنية الاجتماعية والثقافية للمدينة، حيث يتميز المواطن الرباطي بوعي ثقافي وتسامح وانفتاح على الآخر، ما جعل العاصمة فضاءً للتعايش الحضاري وتقبّل الزوار”.

ورجحت بلفحيلي أن “تتعزز جاذبية الرباط السياحية بعد اكتمال مجموعة المشاريع الجارية، لتنافس بقوة وجهات سياحية كبرى، مثل مراكش وأكادير وطنجة، في المستقبل القريب”.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا