نفت مصادر مهنية في قطاع إنتاج وتصدير المنتجات الفلاحية في المغرب أن يكون ارتفاع أسعار بعض أصناف الخضر، خاصة تلك الأكثر استهلاكا بين المغاربة (البصل والبطاطس)، “قد تسببت فيه وتيرة التصدير لتلبية الطلب الإفريقي المتنامي”، الذي يرتفع مع حلول كل فصل صيف.
وأفاد الحسين أضرضور، رئيس الفيدرالية البيمهنية لمنتجي ومصدّري الخضر والفواكه في المغرب، بأن “تزويد الأسواق الوطنية والمحلية بمختلف أنواع الخضر يبقى مستقراً ولم يُسجل أي اضطراب”، مؤكدا في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية أن “ارتفاع سعر منتجات البصل والبطاطس يعزى في جزء كبير منه إلى أن هذه الفترة من الصيف تعرف الاستعداد للشروع في مراحل الغرس”.
وقال الفاعل المهني ذاته في قطاع إنتاج الخضروات وتصديرها إنه رغم الطلب المتزايد على المنتجات الفلاحية المحلية التي يكون مصدرها الحقول المغربية، خاصة من طرف دول غرب إفريقيا انطلاقاً من موريتانيا، إلا أن “هذا المعطى يبقى غير مؤثِّر بشكل كبير وحاسم في تحديد السعر النهائي للبيع”.
وزاد مطمئنا بأن تزويد السوق الوطنية من الخضر والفواكه مستمر لتلبية حاجيات المواطنين رغم النقص في المعروض المسجل خلال بعض الفترات، مبرزا في السياق ذاته أن الأسعار قد تكون تأثرت بـ “موجات الحر الموسومة بظاهرة الشركي في هذه الظرفية من الصيف الجاري”.
من جهته، يرى محمد الزمراني، رئيس الجمعية المغربية لمصدري مختلف السلع نحو إفريقيا والخارج، أن صيف سنة 2025 الجارية “لا يشهد دينامية قوية على مستوى صادرات منتجَيْ البصل والبطاطس، اللذين يعرفان عادة إقبالًا من طرف بعض دول إفريقيا خلال هذه الفترة”، خاصة في ظل تأثير الحرارة على نمو المحاصيل بتلك البلدان.
وقال الزمراني في إفادة سابقة لهسبريس: “نحن نريد مقاربة تشاركية يكون فيها المهنيون جزءا من خطط التصدير إلى الخارج”، مشيرا إلى أن عامل التصدير عبر “الكوطا” ما يزال متحكّما في منتجَي البصل والبطاطس نحو إفريقيا، قبل أن يضيف أنه مازال يعدّ “مستقراً”.
وفي معطى دال، أكد رئيس الجمعية المغربية لمصدري مختلف السلع نحو إفريقيا والخارج أنه مقارنة بالأعوام الماضية، “هناك تراجع في الصادرات إجمالا في هذه الفترة بما يفوق خمسين بالمائة، نتيجة سياسات غير موفقة من قبل السلطات المغربية تجاه هذه الأسواق”، وفق تعبيره.
يشار إلى أن مصدرا مهنيا مطلعا كان قد كشف لهسبريس، منتصف يوليوز الماضي، توجّه عدد من المصدرين المغاربة إلى السوق المصرية لتصدير البصل والبطاطس نحو موريتانيا، هربا من تداعيات “الرسوم الجمركية” على تعاملاتهم.