آخر الأخبار

الاستعداد للموسم الدراسي المقبل ينعش الإقبال على تعلم اللغات في الصيف

شارك

تشهد مراكز تعليم اللغات الموجودة بعدد من المدن المغربية، منذ نهاية الموسم الدراسي الأخير، إقبالا ملحوظا من قبل التلاميذ الذين يسعون إلى استثمار عطلتهم الصيفية في تطوير مهاراتهم اللغوية، بعيدا عن ضغوط الدراسة التي تميز باقي أشهر السنة.

ووفقا لإفادات مسيّرات مراكزَ للدعم اللغوي، فإن الخوف من حدوث تراجع في المستوى المعرفي يدفع أسرا إلى تسجيل أبنائها في حصص مفتوحة خاصة بتعلم اللغات الأجنبية خلال هذه الفترة، في استعدادٍ ضمني للدخول المدرسي المقبل.

لكن بالمقابل، طرحت هذه الإفادات إشكالية وجود نوع من التحفّظ لدى كثير من تلاميذ المرحلة الابتدائية ممن لا يبدون حماسة كبيرة لفكرة قضاء شهري يونيو ويوليوز داخل حجرات الدرس، حتى وإن تعلّق الأمر بدروس الدعم اللغوي؛ إذ يرون ضرورة أخذ قسط من الراحة بعد سنة من الاشتغالين الذهني والجسدي.

وأكدت سلوى فيلالي، مسيّرة مراكزَ للدعم وتعليم اللغات بمدن طنجة وفاس وبرشيد، أن “فصل الصيف يبقى مناسبة جيدة أيضا لتعلّم اللغات”، مشيرة إلى أن “المراكز تستقبل، خلال هذه الفترة، أفواجا من تلاميذ السلك الابتدائي وباقي المستويات”.

وقالت فيلالي لهسبريس: “هناك حرص من قبل كثير من الآباء على تسجيل أبنائهم في مراكز تعلّم اللغات ابتداء من نهاية شهر يونيو، أي مباشرة بعد انتهاء الموسم الدراسي. وقد لوحظ أن الرهان قائم على الاستفادة من هذه الفترة قبل بداية الموسم الجديد”.

وأكدت المتحدثة “إقدام مجموعة من المراكز على توفير تخفيضات في رسوم التسجيل، خلال هذه الفترة التي تتميز بهامش زمني واسع؛ مما يُمكّن من برمجة مجموعة من الأنشطة التطبيقية ذات الصلة بتعلّم مختلف اللغات، بداية بالفرنسية مرورا بالإنجليزية وانتهاء بالإسبانية أو لغة أجنبية أخرى”، متابعة: “تم إغناء برنامج شهر يوليوز الماضي بعدد من الأنشطة الخاصة بالتدريب على التواصل بها”.

من جهتها، لفتت إكرام آيت حدوت، مسيّرة مركز للدعم اللغوي بمدينة سلا، إلى “تنامي الوعي لدى كثير من الآباء بضرورة تسجيل أبنائهم في مراكز التهيئة اللغوية خلال أشهر الصيف، لتجنّب هدر المزيد من الوقت وضمان تمسّكهم بالمعارف التي اكتسبوها خلال آخر موسم دراسي”.

وأوضحت آيت حدوت، في تصريح لهسبريس، أن “هذا الحرص من قبل الآباء يقابله، مع الأسف، تراخٍ من قبل الأبناء، حيث يُلاحظ أنهم داخل المركز وكأنهم مرغمون على التعلّم، حيث ينتظرون بشغف نهاية الأنشطة المبرمجة خلال كل يوم”، مبيّنة أن “هؤلاء التلاميذ يرغبون أساسا في المزيد من الحرية قبل حلول موعد الدراسة الإلزامية من جديد”.

وسجّلت المتحدثة ذاتها أن “إلحاق التلاميذ بمراكز تعليم اللغات يُعدّ خيارا ناجعا، باعتباره يساهم في تثبيت معارفهم، وتجاوز الشرخ المعرفي الذي قد يحصل خلال هذه الفترة”، مبرزة أن “الانقطاع عن التعلّم لمدة أربعة أشهر كاملة تكون له تكلفة باهظة على التلميذ؛ وهو ما يكتشفه عند التحاقه من جديد بحجرات الدرس”.

وأبرزت المتحدثة “وجود إقبال على مثل هذه المراكز من قبل مختلف الفئات السنية، بالموازاة مع بروز وعي لدى الآباء بأهمية استثمار أشهر الصيف للحفاظ على المستوى التعليمي واللغوي لأبنائهم، أمام التحديات التي تفرضها الوسائل التكنولوجية الحديثة”.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا