أعلنت عمدة مقاطعة “ميامي-ديد”، دانييلا ليفين كافا، ورئيس مجلس المفوضين بالمقاطعة، أنطوني رودريغيز، إلى جانب أعضاء مجلس المقاطعة، اعتماد يوم 30 يوليوز 2025 “يوماً رسمياً للاحتفال بعيد العرش المغربي في ميامي-ديد”.
جاء ذلك خلال حفل استقبال رسمي نظّمته القنصلية العامة للمملكة المغربية في ميامي، يوم الأربعاء 30 يوليوز 2025، احتفاءً بالذكرى الـ26 لعيد العرش، وحضره عدد من المسؤولين المحليين في ولاية فلوريدا، ورؤساء المراكز القنصلية العاملة في ميامي، وشخصيات بارزة من مجالات الأعمال والثقافة والإعلام والرياضة، إلى جانب حضور لافت لأفراد الجالية المغربية المقيمة في ميامي ومدن أخرى جنوب شرق الولايات المتحدة.
وخلال تلاوة الإعلان الرسمي قالت المديرة المساعدة للتنمية الاقتصادية في المقاطعة، ماريا دريفوس-أولفرت، إن “عيد العرش يمثل رمزًا للوحدة والاستمرارية في المغرب، ويتجلى ذلك من خلال مراسيم البيعة والخطاب الملكي السنوي الذي يتناول القضايا الوطنية الكبرى، ويؤكد التزام المغرب بالتقدم”، وأضافت: “هذا اليوم يُحتفل به عبر فعاليات رسمية وثقافية ومجتمعية تعبّر عن الفخر الوطني والتطور الذي أحرزته المملكة في مجالات الاقتصاد والتنمية والبنية التحتية”.
وختمت دريفوس-أولفرت كلمتها بدعوة سكان “ميامي-ديد” إلى المشاركة في الاحتفال بهذه المناسبة، مؤكدة أن المقاطعة، بما تتميز به من تنوع ثقافي، تجد في هذا الحدث فرصة لتكريس قيم التبادل الثقافي، والاحترام المتبادل، والتقارب بين الشعوب.
ويأتي تنظيم هذا الاستقبال الرسمي المغربي في “بوابة الأمريكيتين” بعد مرور شهر ونصف الشهر على الافتتاح الرسمي للقنصلية العامة للمملكة المغربية بميامي، حيث أكدت القنصل العام، شفيقة الهبطي، أن “هذا الحضور الدبلوماسي للمملكة المغربية في ميامي يجسّد انخراط المغرب في حوار دولي متجدد وحيوي، وحرصه الدائم على مدّ جسور التقارب والتواصل بين إفريقيا والأمريكيتين، في إطار رؤية تسمو على الحدود الجغرافية، وتفتح دروب التقارب بين الشعوب”.
وفي كلمتها خلال الحفل شددت الهبطي على أن “إفريقيا تشكل ركيزة أساسية لهوية المغرب ودبلوماسيته”، مشيرة إلى أن “صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، أرسى سياسة خارجية ترتكز على الفعل لا على الخطاب، من خلال جعل إفريقيا أولوية إستراتيجية وميدانية في التحركات الدبلوماسية للمملكة”، وأضافت: “المغرب لا يتحدث عن إفريقيا فحسب، بل يتحدث مع إفريقيا، ومن أجل إفريقيا، وكجزء لا يتجزأ منها”.
كما أوضحت القنصل العام للمملكة المغربية في ميامي أن “افتتاح هذا المقر الدبلوماسي المغربي يجسّد أيضًا عمق ومتانة العلاقة التي تجمع المملكة المغربية بالولايات المتحدة الأمريكية، وهي علاقة تعود جذورها إلى فجر استقلال أمريكا، وتُعد اليوم من أقدم وأعرق العلاقات الدبلوماسية على الصعيد العالمي”، مؤكدة أن قنصلية ميامي “لا تقتصر مهامها على خدمة أفراد الجالية المغربية–الأمريكية فحسب، بل تسعى أيضًا إلى الانفتاح على نسيج أوسع من الشركاء والأصدقاء الذين يتقاسمون الالتزام نفسه بقيم الاحترام المتبادل، والحوار البنّاء، والمبادئ المشتركة”.
في الصدد نفسه أكد المدير التنفيذي لـ”ائتلاف التجارة الدولية لمقاطعة ميامي-ديد”، جيرارد فيليبو، أن “المشاركة في احتفالات الـذكرى الـ26 لتربع صاحب الجلالة على عرش أسلافه المنعمين شرف كبير”، مشيرًا إلى أن المناسبة تجسّد “قوة ووحدة ورؤية الشعب المغربي وقيادته”.
وأبرز فيليبو، في تصريح بالمناسبة، الدينامية المتنامية للعلاقات الاقتصادية بين المغرب ومقاطعة “ميامي-ديد”، مشيرًا إلى أن المبادلات التجارية بين الجانبين تجاوزت عام 2024 حاجز 100 مليون دولار، في حين بلغت أكثر من 7.2 مليار دولار بين المغرب والولايات المتحدة.
وتشمل هذه المبادلات قطاعات محورية مثل النسيج، والإلكترونيات، والمنتجات الغذائية، والآليات. وأكد المسؤول الأميركي أن هذا الزخم التجاري مستمر في التصاعد، بفضل الدور الإستراتيجي الذي تلعبه ميامي-ديد كبوابة نحو الأمريكيتين، والمغرب كبوابة نحو إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط.