وجهت رابطة الرفق بالحيوان (AWL)، وهي منظمة دولية تعنى برفاهية الحيوان في النظم الزراعية عضو في تحالف “Open Wing” الذي ينشط في أكثر من 70 دولة، مراسلات إلى جهات حكومية مختلفة، على رأسها رئاسة الحكومة ووزارة الفلاحة والصيد البحري، من أجل طلب دعم حكومي لتعزيز إنتاج البيض خارج الأقفاص في المغرب، وذلك قبل حلول مونديال 2030، انسجاما مع التوجهات الدولية في هذا الشأن.
وأكدت الرابطة التي تنشط في أربع دول إفريقية، هي المغرب وجنوب إفريقيا ومصر، تقديمها الدعم لعدة دول في القارة السمراء من أجل تسهيل الانتقال نحو ممارسات زراعية أكثر استدامة وإنصافا، حيث أطلقت في المملكة سلسلة من المبادرات التعاونية مع جهات مؤسساتية وعلمية وخاصة من أجل وضع استراتيجية وطنية لإنتاج البيض الخالي من الأقفاص، مشددة على أن هذه الجهود توجت بتنظيم ورشة وطنية بمدينة الدار البيضاء الشهر الماضي، جمعت بين مسؤولين حكوميين، ومنتجين، وباحثين، وممثلين عن قطاعي الفنادق والمطعمة.
وتضمن التقرير النهائي لهذه الورشة، الذي تم رفعه إلى وزارة الفلاحة والصيد البحري والوكالة المغربية للتنمية الفلاحية (ADA)، جملة من التوصيات الاستراتيجية، وذلك من خلال إحداث علامة زراعية وطنية خاصة بالبيض المنتج من دجاج غير محبوس في الأقفاص، مكملة لشهادة “التربية في الهواء الطلق” الحالية، وإدماج هذه العلامة ضمن برامج التنمية العمومية، بما في ذلك الجيل الأخضر 2020–2030، ومبادرات التضامن الاجتماعي المدعومة من طرف الوكالة المذكورة والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وامتدت التوصيات إلى إرساء نظام وطني لوضع علامات على البيض، يوضح طريقة الإنتاج لضمان الشفافية للمستهلك وخيارات مستنيرة، وتشجيع سلاسل التوريد المسؤولة، من خلال المنصة الوطنية www.terroirdumaroc.gov.ma، فيما تتوافق هذه التوصيات مع متطلبات العديد من الشركات العالمية الكبرى في قطاعي الأغذية والفندقة، التي التزمت جميعها بالاعتماد فقط على البيض المنتج خارج الأقفاص بحلول 2025. إلا أن هذه الشركات تواجه صعوبات في إفريقيا، خصوصا في المغرب، بسبب غياب منظومات توريد بديلة وشفافة وموثوقة.
وكشف زكريا بنراضي، الممثل الميداني لرابطة الرفق بالحيوان في المغرب، وجود 251 وحدة لإنتاج البيض داخل الأقفاص في المغرب حاليا، مبرزا أن دول الاتحاد الأوروبي، مثل ألمانيا وفرنسا، حققت تقدما في إنتاج البيض خارج الأقفاص، خصوصا فرنسا وألمانيا، في أفق حظر التبييض داخل الأقفاص نهائيا بحلول 2027، موضحا أن المملكة أمامها طريق طويلة للعمل على بلوغ أهداف هذه الدول خلال الخمس سنوات المقبلة، أي قبل حلول مونديال 2030.
وشدد بنراضي، في تصريح لهسبريس، على أهمية تعميم ممارسات إنتاج البيض خارج الأقفاص في المغرب، بالنظر إلى المزايا الصحية للتبييض في الهواء الطلق، ومنع انتشار العدوى في صفوف الدواجن، وكذا الحصول على منتوجات بدرجة عالية من السلامة الصحية، منبها إلى ضرورة إصلاح وهيكلة سوق ما يعرف بـ”البيض البلدي”، وتثبيت أرقام مطبوعة على البيض المسوق للمستهلكين تشير إلى مصدره ومسارات إنتاجه، معتبر أن هذه المساعي ستساهم في تعزيز صورة المغرب دوليا في مجال السلامة الغذائية، وتدخله نادي الدول المتقدمة في هذا الشأن.
وأشار الممثل الميداني لرابطة الرفق بالحيوان في المغرب إلى إطلاق الرابطة برامج للمساعدة التقنية والدعوة السياسية في المغرب ودول إفريقية بهدف إنشاء بيئات إنتاج خالية من الأقفاص، بدعم من شراكات مؤسساتية قوية.
وقال المصدر ذاته: “نحن على يقين بأن المملكة مؤهلة بشكل فريد لتصبح رائدة إقليميا في هذا المجال، بفضل استراتيجياتها الفلاحية المنظمة، مثل الجيل الأخضر 2020–2030، نمو قطاعي السياحة والفندقة، وما يصاحبه من طلب متزايد على التوريد الآمن للمنتوجات الغذائية، وتوسع شبكات التعاونيات النسائية والشبابية النشطة في العالم القروي القادرة على تبني أنظمة تربية بديلة، بالإضافة إلى الإرادة المؤسساتية للانخراط في إصلاحات موجهة نحو الاستدامة”.
يشار إلى أن رابطة الرفق بالحيوان (AWL) ضمنت مراسلاتها التزاما بتوفير دعم مالي وتقني لإنشاء ضيعة نموذجية وطنية خالية من الأقفاص، تكون بمثابة مركز للتكوين وفضاء لتطبيق العلامة الزراعية المقترحة ونظام وضع علامات على البيض.