في ظل استمرار تحديات ندرة المياه، استقبل الفلاحون المغاربة، يوم الجمعة المنصرم، فترة “الصمايم” التي تعرف بالحرارة الشديدة وتستمر حتى شهر شتنبر المقبل.
وتدخل هذه الفترة الفلاحين في حسابات ترشيد المياه بشكل أعقد في ظل معضلة “التبخر والجفاف الهيكلي” وتضرر محاصيل جراء الإجهاد الحراري، مقابل نضج أنواع أخرى، مع سعي كبير إلى حفر آبار جديدة.
محمد الهلالي، فلاح بإقليم طاطا، قال إن هذه الفترة تدفع فلاحي الواحات إلى “الاعتماد على نظام الخطارات التقليدي بشكل أكبر لترشيد المياه”.
وأضاف الهلالي، في تصريح لجريدة هسبريس، أن السعي نحو حفر آبار جديدة يعد من الخيارات المهمة في هذه الفترة الحارة، بجانب توسيع الاستعانة بنظام السقي بالتنقيط في مواجهة ندرة المياه.
وأوضح الفلاح عينه أن هذه الفترة تنقسم وفق التقويم الفلاحي إلى 20 يوما أولى تؤثر بقوة على جميع الكائنات الحية بما فيها الإنسان، والعشرين يوما المتبقية لتحديد مواعيد الزراعة بشكل أدق؛ وذلك باختلاف المناطق، حيث “صمايم الجنوب” لا يشبه “صمايم الشمال”.
وتابع المتحدث سالف الذكر: “فلاحو الشرق والجنوب الشرقي يتأثرون بقوة من الصمايم عكس نظرائهم في الغرب، حيث الجبال تساعدهم كثيرا في صد هذه الموجات الحارة”.
وأورد محمد الهلالي أن تلف المحاصيل هو عنوان “الصمايم” بمنطقة الشرق والجنوب الشرقي بسبب الإجهاد الحراري، ومن جهة نضج منتوجات فلاحية وأخرى محلية مثل الحناء والتمر، مشيرا إلى أن “البطيخ لم يعد يدخل في هذه الحسابات؛ بالنظر إلى تحوله إلى صناعة فلاحية على طول السنة”.
من جانبه، اعتبر المصطفى العيسات، خبير في المجال البيئي والتنمية المستدامة والمناخ، أن هذه الفترة الموسمية “تؤثر على محاصيل عديدة تشكل موردا لفلاحين بمناطق مختلفة بالمغرب”.
وأضاف العيسات، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الفلاحين مدعوون إلى استثمار التكنولوجيا الخاصة بترشيد المياه.
وأشار الخبير في المجال البيئي والتنمية المستدامة والمناخ إلى الاستثمار في زراعات مستدامة وتتأقلم مع الحرارة المرتفعة.
وشدد المتحدث عينه على أن العودة إلى تقنيات تقليدية “أمر ضروري”، كما هو الحال بالنسبة لنظام الخطارات بهدف ترشيد المياه.