آخر الأخبار

زراعة الأسطح.. ستيني يحول سطح منزله إلى مزرعة مستدامة بأكادير (فيديو) - العمق المغربي

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

في ظل التوسع العمراني المتسارع والضغط المتزايد على الموارد الغذائية، تبرز زراعة الأسطح كإحدى الحلول الذكية والمستدامة لتقليص آثار التغيرات المناخي وتعزيز الأمن الغذائي داخل المدن المكتظة.

هذه الممارسة البيئية الحديثة تسمح بتحويل الفضاءات المهملة فوق البنايات من مطارح للنفايات إلى مزارع مستدامة لإنتاج بعض المواد الغذائية البيولوجية، مع ما تحمله من فوائد صحية، واقتصادية، وجمالية على البيئة الحضرية.

ومن مدينة أكادير، يقدم المتقاعد المغربي حسن نموذجا واقعيا وملهما لهذا التوجه، بعد أن حول سطح منزله إلى مزرعة مصغرة تفيض بالخضرة والتنوع، وتخدم أسرته ومحيطه المجتمعي.

وفي حوار مع جريدة العمق المغربي، كشف حسن أن علاقته بالزراعة بدأت منذ الطفولة، حيث نشأ في أسرة فلاحية وتعلم مبادئ الفلاحة من والده، هذا الشغف، كما أوضح، لم يفارقه حتى بعد تقاعده من العمل، بل شكل دافعا رئيسيا للبحث عن طريقة يحيي بها هذه الهواية.

وأكد حسن أن سطح منزله الكائن بالحي المحمدي، وفر له المساحة التي كان يحتاجها للبدء، مضيفا أن التجربة كانت بسيطة في بدايتها لكنها تطورت مع مرور الوقت لتتحول إلى مزرعة تنتج مختلف أنواع الخضروات والفواكه.

على سطح لا تتجاوز مساحتهعدة أمتار، استطاع حسن أن يزرع تشكيلة واسعة من المزروعات، معتمدا على الخضروات الورقية مثل الخس والنعناع والقزبرة، إلى جانب الطماطم، البطاطس، الفلفل، والبصل.

كما شدد على أهمية إدخال الفواكه الاستوائية في تجربة الزراعة المنزلية، مشيرا إلى أنه يزرع فاكهة التنين المعروفة بـ”الدراجون فروت”، وفاكهة العاطفة التي يطلق عليها “الباشن فروت”، فضلا عن أشجار قزمية من الليمون والبابايا.

وبين حسن خلال حديثه مع جريدة العمق المغربي، أن زراعة السطح لا تتطلب مساحات شاسعة بقدر ما تتطلب فهما للتقنيات الزراعية الحديثة، موضحا أن كل شيء يمكن زراعته على السطح، شريطة اختيار الطرق المناسبة والعناية المستمرة.

هذا، وشدد على أن الزراعة على الأسطح لم تكن لهدف شخصي فقط، بل أصبحت وسيلة لتعزيز الاستدامة البيئية والغذائية في محيطه.

وأضاف أن وجود هذه المساحة الخضراء ساهم في تحسين جودة الهواء في منزله. وربما في الحي كلل، وخفض درجات الحرارة خلال الصيف، فضلا عن تقليل الاعتماد على الخضر والفواكه المشتراة من السوق، حيث ساعدته الزراعة على تقليص نفقات المواد الغذائية، خاصة في ظل ارتفاع الأسعار.

وزاد ذات المتحدث أن نجاح تجربته شجعه على مشاركتها مع الآخرين، فبدأ منذ أكثر من عشر سنوات في تقديم النصائح والمساعدة لجيرانه وأصدقائه، مبرزا أن الإقبال كان كبيرا، إذ بدأ عدد من سكان الحي في استغلال أسطح منازلهم بطريقة مماثلة، ما من شأنه أن يحول مستقبلا أسطح مدينة أكادير إلى نواة خضراء داخل الجهة.

ورغم كل ما حققته تجربة حسن من النجاح، إلا أنه لم ينكر وجود تحديات في زراعة الأسطح، حيث أشار إلى أن محدودية المساحة وضرورة توفير تربة جيدة ونظام ري فعال تبقى من أبرز العوائق، إلا أنه أكد أن هذه التحديات قابلة للتجاوز، موضحا أن استخدام صناديق الزراعة والاعتماد على تقنيات الري بالتنقيط ساعده كثيرا في تذليل هذه العقبات.

في ختام حديثه، جدد حسن التأكيد على أهمية تعميم ثقافة زراعة الأسطح في المدن المغربية والعربية، موضحا أن هذه الممارسة لا توفر فقط الغذاء، بل تمنح الناس راحة نفسية وشعورا بالإنجاز، وتعيد لهم جزء من العلاقة المفقودة مع الأرض والطبيعة، متمنيا أن تتحول أسطح منازل الجميع إلى حدائق خضراء، تنتج وتبهج وتلطف حياة الناس.

العمق المصدر: العمق
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا