آخر الأخبار

عصيد: النخبة المثقفة تركت الساحة فارغة أمام "المؤثرين وصناع المحتوى"

شارك

قال الباحث المغربي البارز أحمد عصيد إن “السؤال المحوري الذي يفرض نفسه اليوم هو دور النخب”، مسجلا أن هذا الدور كان دائما هو البحث عن المعنى وإنتاجه؛ فالنخبة هي التي تبني المفاهيم وتصقلها وتنحتها، وهذا دور الفيلسوف مثلا والمفكر والناقد. في عملية بناء المفاهيم يوجد مسار طويل للبحث عن المعنى، والانتهاء إليه وتحديده وهيكلته وتأطيره”.

وأشار عصيد، وهو يتحدث ضمن الدورة الـ19 لمهرجان “ثويزا” الثقافي بمدينة طنجة، مساء الجمعة، إلى أن “هذه النخب، اليوم، تركت فراغا ما، لمّا رأت ظواهر جديدة متسارعة في ظهورها، إلى درجة عدم إمكان اللحاق بها بالتفسير والتحليل”، معتبرا أنه “تباطأت عن القيام بعمل البحث عن المعنى، وحدَث فراغ جرى ملؤه بالعنف اللفظي وبالقلق وبدور من يُسمّون اليوم المؤثرين أو صناع المحتوى”.

وأكد الأكاديمي المغربي والناشط الحقوقي، خلال ندوة “التفكير في اللامعنى.. محاولة لفهم ما يجري”، المنعقدة ضمن فعاليات الحدث الثقافي، أنه “علينا التساؤل اليوم بشأن كيف يمكن استعادة دور هذه النخب اليوم، ولو في سياق آخر، ولو بمعنى آخر؟”، وزاد قائلا: “ولكن أنا أرى أن هناك فراغا كبيرا يفسح المجال أمام خطاب التفاهة، الذي يصبح تعويضا عن المعنى الغائب”.

وتابع الباحث في الفلسفة وفي الثقافة الأمازيغية أنه “في هذه الحالة، يصبح من الصعب أن نخرج من الدوامة، ما دام أنه لا يوجد عمل للبحث عن المعنى وإدراكه”، خصوصا أننا “نناقش إشكالية تتعلق بوضعية توجد فيها البشرية كلها، وأنها في نهاية حقبة من التاريخ، وفي مدخل حقبة جديدة، وفي مثل هذه اللحظات من التاريخ تكثر الأسئلة القلقة ويكثر أيضا العنف”.

كما أشار المتحدث إلى أننا “في نهاية دورة للنسق الليبرالي العالمي، الذي وصل إلى حد الإنهاك، وربما لم يعد بإمكانه أن يعطي أكثر مما أعطى”، ولهذا، يعد مفهوم المعنى في حد ذاته ملتبسا، لكونه “يتضمن قدرا من اللامعنى، وهو الجانب غير المفهوم أو غير المدرك من المعنى ذاته. والعكس صحيح. وهو ما نستشفه عند تحليل الظواهر التي نسمّيها “لا معنى”.

ووضّح هذه الفكرة قائلا: “مثلا، هناك الآن دراسات وتحليل لخطاب المؤثرين، والذي يدخل في إطار ما نسمّيه اليوم تفاهة أو سخافة”، وسجل “وجود تحليلات جدية وعلمية لهذه الظواهر، انتهت إلى نتائج، وهي بمثابة معنى في قراءة اللامنعنى”.

ويستمر مهرجان “ثويزا” إلى غاية الأحد، وترى الجهة المنظمة للمهرجان أنه “في هذا المناخ العام من الاستقرار والانتعاش الثقافي، دَاوم الحدث على استضافة العديد من الأسماء البارزة من مجالات الثقافة والفكر والفن والإعلام؛ مساهمة منه في التنشيط الثقافي والسياحي والاقتصادي، بموازاة مع تثمين مؤهلات بلادنا، عموما، ومدينة طنجة على وجه الخصوص؛ والترويج للإنجازات التنموية الكبرى، على كافة الأصعدة، التي يشهدها المغرب”.

وستشهد الدورة التاسعة عشرة، المنظمة تحت شعار “نحو الغد الذي يسمى الإنسان”، “تنظيم سلسلة من الندوات الفكرية والملتقيات الأدبية، بمشاركة مفكرين وأدباء من المغرب ومن الخارج؛ إلى جانب معارض متنوعة تفتح أروقتها للفنّ وفضاءاتها للكِتاب والمنتجات المجالية والتقليدية، بمشاركة عارضين وناشرين من مختلف جهات المملكة”.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا