تعيش مدن الشمال، منذ أسابيع، على إيقاع توافد أعداد كبيرة من المهاجرين المتحدرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء المقيمين في عدد من المدن المغربية؛ وذلك طمعا في العبور نحو الضفة الأخرى في فصل الصيف، الذي تهدأ فيه نسبيا أمواج وأجواء البحر الأبيض المتوسط.
وتتصدى السلطات المغربية بشتى الوسائل والأساليب المتاحة لأفواج المهاجرين الحالمين بـ”الفردوس” الأوروبي، حيث تعمل على منع وصولهم إلى مناطق الشمال والحدود القريبة من سبتة المحتلة.
وعاينت جريدة هسبريس الإلكترونية، نهاية الأسبوع المنصرم، تصدي رجال الأمن بزي مدني للمهاجرين الأفارقة الذين كانوا على متن رحلة القطار، وجرى تجميعهم وإنزالهم في محطة أصيلة قبل أن تتم إعادتهم إلى المناطق التي وفدوا منها.
وأمام تنبيه السلطات وتحذيراتها المتكررة لسائقي سيارات الأجرة الكبيرة على مستوى الخط الرابط بين طنجة والفنيدق مرورا عبر القصر الصغير، وجد المهاجرون أنفسهم عاجزين عن الوصول إلى الوجهة المطلوبة.
وفي ظل هذا الوضع، علمت جريدة هسبريس الإلكترونية، من مصادر خاصة، أن السلطات الأمنية في مدينة طنجة عملت، طيلة الأسابيع الأخيرة، على تعقب عدد من ممتهني النقل السري الذين يكترون سيارات ويشتغلون في نقل الأشخاص، والمهاجرين بصفة خاصة مقابل مبالغ مالية مهمة.
وحسب المصادر ذاتها، فإن السلطات الأمنية أوقعت في قبضتها، خلال الأسابيع الأخيرة، عددا من هؤلاء الأشخاص الذين جرى التحقيق معهم في الأفعال التي ضبطوا في حالة تلبس بها، إذ يتابع عدد منهم بتهمة المساهمة في التشجيع على الهجرة غير الشرعية والمساعدة عليها.
ولم تفصح المصادر التي تحدثت إليها الجريدة عن عدد المتابعين أو المتورطين في هذه الأفعال المجرمة قانونا، إذ يتوقع أن تكشف الأيام والأسابيع المقبلة حصيلة هذه العمليات الرامية إلى محاربة الهجرة غير النظامية والتصدي لشبكات تهريب البشر واستغلال المهاجرين.
يذكر أن إحدى الجماعات القروية التابعة لإقليم الفحص أنجرة شهدت، منذ أيام، حادثة سير أصيب فيها عدد من المهاجرين ولاذ سائقها بالفرار. وبيّنت التحريات أن السيارة تابعة لإحدى وكالات كراء السيارات في مدينة البوغاز، تم استدعاء مديرها للاستماع إليه في الموضوع وملابساته.