تفاصيل ترخيص المغرب لزراعة طماطم إسرائيلية "غير محدودة النمو"

مصدر الصورة

بعد تداول أنباء عن ترخيص وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أخيرا، بتسجيل أصناف جديدة من الطماطم الإسرائيلية ضمن السجل الرسمي للنباتات القابلة للزراعة بالبلاد، خلص بحث أجرته جريدة هسبريس الإلكترونية إلى أن عدد الأصناف الإسرائيلية من نوع غير محدودة النمو المقيدة بعد هذا الترخيص وصل إلى 7 أصناف جرى تطوير بذورها من قبل ثلاث شركات إسرائيلية.

كان قرار لوزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، يحمل رقم 1467.25 وصدر في الثالث من يونيو الماضي ثم بعدد الـ26 من الشهر ذاته للجريدة الرسمية، قد رخّص بتقييد أصناف جديدة من الطماطم غير محدودة النمو والخص والشمندر الخضري في السجل الرسمي لأنواع وأصناف النباتات القابلة للزراعة في المغرب.

ويشمل الترخيص أنواعا عديدة من الطماطم غير محدودة النمو والخص والشمندر الخضري، مطوّرة من قبل مجموعة من الشركات، مغربية وتركية وإسبانية وهندية وهولندية وكذلك إسرائيلية.

شركات إسرائيلية

ومن خلال استقرائها للجدول المرفق بالقرار المبيّن للائحة الأصناف المسجّلة في السجل الرسمي للنباتات القابلة للزراعة بالمغرب، اتضّح لجريدة هسبريس الإلكترونية أن ضمن أصناف الطماطم غير محدودة النمو المرخّص بزراعتها في البلاد: “RESILIA” و “MINIRUBI” و “VIGORIS” المطورة بذورها من قبل شركة JUMARS SEEDS LTD الإسرائيلية، ومقرها كيبتوس (مستوطنة) “سعد” في جنوب إسرائيل.

وتعرّف هذه الشركة نفسها، على موقعها الإلكتروني الرسمي، بأنها “متخصصة في إنتاج وتسويق بذور هجينة عالية الجودة”، وأنها تحظى “بحضور عالمي يمتد إلى أوروبا وأمريكا اللاتينية والمكسيك وإسرائيل وآسيا وأمريكا الشمالية”؛ “بينما تُسهم مراكز البحث والتطوير المتطورة لدينا في جنوب إسرائيل في دفع عجلة الابتكار المستمر في مجال إنتاج وتسويق المحاصيل”.

أما المستنبط/ شركة BETTER-SOLI SEEDS LTD الإسرائيلية كذلك، فتحضر، بدورها، في السجّل الرسمي للنباتات القابلة للزراعة بالمغرب ببذور “ELSA”.

ويقع مقر هذه الشركة، وفق موقعها الإلكتروني الرسمي، في مدينة “كريات ملاخي”، التي تقع على بُعد 11 كيلومترا جنوب إسرائيل. وتعرّف نفسها بأن نهجها “الشامل” في تحضير وتوزيع بذور الخضراوات الهجينة وتوريد والمعدات البستانية يعتمد على “ما يقرب من 40 عامًا من الخبرة في صناعة البستنة الإسرائيلية والدولية لضمان خدمة سريعة وموثوقة تدمج بسلاسة جميع المنتجات وعوامل الإنتاج ذات الصلة”.

ورخّص قرار وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أيضا، بزراعة بذور أصناف الطماطم غير محدودة النمو ” SOLANGE”، و”GIUBILO”، وNEMETON” المطوّرة من قبل شركة HAZERA SEEDS، التي يقع مقرها الرسمي في كل من هولندا وإسرائيل.

“مسطرة دقيقة”

هسبريس تواصلت مع مصدر مأذون من وزارة الفلاحة بشأن هذا الموضوع، فأكد، عبر المكتب الوطني للسلامة الصحية والمنتجات الغذائية، أنه “قبل عرض أصناف النباتات في الأسواق الوطنية، يجب تسجيلها في السجل الرسمي الوطني وفق مسطرة دقيقة” من لدن المكتب.

وشدد المصدر ذاته، ضمن معطيات خاصة توصلت بها جريدة هسبريس الإلكترونية، على أن “هذا الإجراء يعد شرطا أساسيا لتسويق هذه الأصناف بالمغرب”.

وسجّل المصدر المأذون أن “عدد الأصناف المسجلة في هذا السجل بلغ، إلى حدود اليوم، 8 آلاف و356 صنفًا؛ منها 869 صنفا من الطماطم غير محدودة النمو، تم تطويرها من لدن شركات دولية”.

ووضّح مصدر هسبريس أنه “لتسجيل أحد الأصناف النباتية يجب إيداع الطلب لدى “أونسا” من لدن شخص ذاتي أو معنوي يخضع للقانون المغربي ويقيم بالمملكة”، مع ضرورة إرفاق الملف باستمارة تسجيل “معبأة بعناية وموقعة”، و”عينات من البذور تم إخضاعها مسبقًا للمراقبة الصحية النباتية”.

“تُستعمل هذه العينات في التجارب الميدانية والإدراج في المجموعة المرجعية”، وفق مصدرنا الذي أشار إلى أن “المادة الوراثية المستعملة في إنتاج أصناف الطماطم بالمغرب مستوردة من الخارج؛ ما يعكس الانفتاح على الابتكار والبحث العلمي في هذا المجال”.

وفي هذا الصدد، شرح المتحدث عينه أن “خبراء “أونسا” يجرون تجارب ميدانية داخل البيوت البلاستيكية، وهي تجارب تدوم عامًا كاملًا وتتم وفق بروتوكول علمي معتمد. وتهدف هذه التجارب إلى تقييم ثلاثة معايير رئيسية تُعرف اختصارًا بـ (DHS) التميّز والتجانس والثبات؛ وذلك لضمان جودة الصنف وأصالته ونقاوته”، لافتا إلى أنه “بناءً على نتائج هذه التجارب، يتم قبول الأصناف المطابقة وتسجيلها في السجل الرسمي الوطني”.

وقد شهدت سنة 2025، كما أكد المصدر ذاته، “تسجيل عدد من أصناف الطماطم غير محدودة النمو في السجل الرسمي الوطني، تم تطويرها من لدن شركات دولية وقدّمتها مؤسسات مغربية مرخّصة لتسويق بذور الطماطم بالمغرب في إطار احترام الضوابط القانونية الجاري بها العمل”.