آخر الأخبار

"حزب الكتاب" ينتقد "عجز الحكومة" ويشيد بمكاسب وازنة لقضية الصحراء

شارك

في تقرير مطول للمكتب السياسي استُعرض أمام الدورة السادسة للجنة المركزية المنعقدة أمس الأحد، وصف حزب التقدم والاشتراكية الأوضاع العامة بالمغرب بأنها مازالت تتسم بـ”تحديات كبيرة وعجز حكومي بَــيّـن”.

ووجّهت مضامين التقرير ذاته، المقدَّم من طرف الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية محمد نبيل بنعبد الله، سهام نقدٍ لاذع لأداء الحكومة، مسجلا أن “كل التحديات، الكبيرة والمتعددة، الداخلية والخارجية، التي تواجه بلادنا، كان بودّنا أن نتوفر إزاءها على حكومة قوية سياسيا وتدبيريا”، متأسفا لكون “هذه الحكومة بعيدة كل البُعد على أن تكون كذلك، بل إننا أمام حكومة هي الأضعفُ منذ عقود على مستوى الأداء والنتائج، وعلى مستوى الحضور السياسي والتواصلي”، بتعبيره.

وتابع التقرير السياسي ذاته منتقدا ما وصفها بـ”حكومة متعالية دون مستوى التحديات”، مفصلا ذلك انطلاقا من عنوان “الفشل الاقتصادي والاجتماعي وكذا السياسي للحكومة”، فضلا عن إثارته مسائل “الفساد وتضارب المصالح”.

“نعم، الحكومة تشتغل هنا وهناك. ونُسجل لها إيجابياتٍ في بعض المجالات، كالماء، وبعض القطاعات الصناعية، والبنية التحتية الرياضية، وعائدات السياحة، ودعم أسعار الدقيق والكهرباء، وعائدات الضرائب”، يورد المصدر ذاته، مستدركا: “ولو أَنَّ كل إيجابيةٍ مقرونةٌ بمحاذير وسلبيات لا يمكن التغاضي عنها”.

وقال نبيل بنعبد الله أمام أعضاء اللجنة المركزية لحزبه: “على كل حال، فنحن في موقع المعارضة، دورُنا، إلى جانب تشجيع الإيجابيات، هو الوقوفُ بالأساس عند السلبيات والنقائص والاختلالات، وهي كثيرة ومتنوعة في عهد هذه الحكومة، إلى درجةِ أنها تفوق بكثيٍر الإيجابيات القليلة”، حسب توصيفه.

وأضاف منتقدا: “وضعت الحكومة وثيقة النموذج التنموي عمليا على الرفوف، علما أنها تضمنت مداخل هامة لإحداث التحول الاقتصادي ببلادنا. بل إنه حتى الالتزامات المعلنة في البرنامج الحكومي تمَّ الفشل الذريع في تحقيقها”.

وفي تفاصيل الشق الاقتصادي، قال حزب “الكتاب”: “لقد تعهدت الحكومة في برنامجها، وهي التي كانت آنذاك تعرف وضعية الجفاف والتقلبات الدولية، بتحقيق معدل 4% للنمو السنوي. وعلى الرغم من تَواضع هذا الالتزام مقارنة مع توجهات النموذج التنموي الجديد، إلَّا أنَّ الحكومة، رغم ما تعلن عنه بعض المؤسسات الرسمية من تحسُّنٍ بالنسبة لهذه السنة وتوقعات السنة المقبلة، لم تحقق في السنوات الثلاث الأخيرة سوى معدل متوسط يناهز 2.6% (1.1% ثم 3% ثم 3.8%)”.

كما أشار إلى كونها “لم تنجح في إطلاق تصنيعٍ حديث وقوي (مساهمة الصناعة في PIB لا تتجاوز 15%). ولم تنجح في تحقيق السيادة الغذائية بسبب السياسة الفلاحية (…) ضد ملايين الفلاحين الصغار والمتوسطين، وعلى حساب العالم القروي (ثلاثة أرباع الفقراء يتواجدون بالعالم القروي)، وعلى حساب الموارد المائية”.

الأوضاع الدولية

وبعدما استعرض التقرير ذاته، توفرت لهسبريس نسخة منه، “سياقات” انعقاد الدورة السادسة للجنة المركزية لحزب “الكتاب” على بُعد عام ونيّف من الاستحقاقات الانتخابية لعام 2026، محذرا من أنّ الأوضاع الدولية تعيش على وقع “اضطرابات خطيرة تهدد السلم العالمي”، خاصة استمرار “حرب إبادة جماعية وعُدوان صهيوني إمبريالي على الفلسطينيين في قطاع غزة”، توقف أيضا عند قضية الصحراء المغربية، مثمّنًا في السياق “مكتسبات وازنة بأفق الطي النهائي للنزاع المفتعل”.

في هذا الخضم، يرى المكتب السياسي لحزب “PPS” أن “من المهمّ بالنسبة للدبلوماسية الوطنية لبلادنا أن تواصل وتعزز انتصارها لمبادئ العدل والحق والقانون، وللحلول السياسية في العلاقات الدولية، وأن تواصل ثباتها على الوقوف ضد أيّ اعتداء على سيادة الدول وسلامة الشعوب”.

وزاد ضمن تقريره أمام أعضاء اللجنة المركزية: “كما أن من المهم أن تعزز بلادنا هذا النهج، بذكاء وتوفيق خلاَّق مع المقاربة المعتمِدة على المـــُضيِّ قُدُماً في المسار الإيجابي لحسمِ النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، مع مواصلة الحرص على تنويع الشراكات الدولية مع جميع الدول والقارات والتكتُّلات، بما يُساعد على الاستمرار في صَوْنِ قرارنا الوطني والسيادي المستقل داخل زوبعة المعادلات الدولية الصعبة والمعقَّدة والحسَّاسة. كل ذلك مع مواصلة وتعزيز الحضور الوازن لبلادنا على مستوى قارتنا الأفريقية، لا سيما بالارتكاز على المبادرات الملكية الرائدة والمِقدامة، المتعلقة بمسلسل الرباط للدول الإفريقية الأطلسية، ومبادرة تسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، ومبادرة خط أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب، التي من المهم أن تراعي أيضا الأبعاد الإيكولوجية. وكل ذلك وفق شراكات قِوامُها التكافؤ والاحترام والتطلع المشترك نحو غدٍ أفضل لقارتنا الأفريقية الواعدة”.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا