نبّه أطباء مغاربة إلى “سلوكيات غذائية خاطئة” في الشواطئ خلال موسم الاصطياف الصيفي، محذّرين من أن “بعض العادات المتكررة بين المصطافين قد تعرّض صحتهم لمخاطر حقيقية، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة وسوء حفظ الأطعمة”، مع التشديد على “الابتعاد عن المنتجات الغذائية مجهولة المصدر”.
وأكّد الأطباء أن “تناول وجبات سريعة أو غير محفوظة بالشكل المناسب على رمال الشاطئ، إلى جانب استهلاك مشروبات محلاة ومثلجات مجهولة المصدر، يزيد من احتمالات الإصابة بالتسممات الغذائية وأمراض الجهاز الهضمي”، داعين إلى “اعتماد معايير النظافة والاعتدال في اختيار المأكولات خلال فترات الاستجمام الصيفي”.
قال محمد اعريوة، أخصائي الطب العام، إن “فصل الصيف يُعدّ فترة حساسة تكثر فيها بعض السلوكيات الغذائية الخاطئة، خصوصًا أثناء الاصطياف، ما قد يعرّض المواطنين، وخاصة الأطفال، لخطر التسممات الغذائية”، مؤكّدا أن “من أبرز هذه السلوكيات ترك الأطعمة تحت أشعة الشمس لفترات طويلة، مما يؤدي إلى تحللها وتكوّن مواد سامة قد تضرّ بالصحة”.
وأورد اعريوة، ضمن تصريح لهسبريس، أن “بعض الفواكه مثل البطيخ الأحمر أو الأصفر قد تكون مضرة عند تعرضها للحرارة المرتفعة، وهو ما قد يؤدي إلى حالات من الإسهال أو التسمم، خاصة عند تناولها بعد تخزين غير سليم”، داعيا إلى “حفظ هذه المواد في درجات حرارة مناسبة وعدم تركها في السيارات أو على الشواطئ معرّضة لأشعة الشمس المباشرة”.
كما شدّد الأخصائي ذاته على أهمية الانتباه إلى “مصدر الأطعمة المستهلكة خلال فترة الاصطياف، خاصة من العربات الجائلة التي تقدم وجبات سريعة للمصطافين”، مشيرا إلى أن “بعضها قد لا يحترم شروط السلامة والنظافة، مما يرفع من احتمال حدوث حالات التسمم الجماعي في الأماكن العمومية”.
وختم الدكتور اعريوة تصريحه بالتأكيد على أن “الوقاية تبدأ من وعي المستهلك”، داعيا المواطنين إلى “تجنب اقتناء المأكولات من مصادر غير معروفة، ومراقبة تاريخ صلاحية المنتجات، والحرص على نظافة الأواني والماء المستعمل، مع التوجه الفوري إلى أقرب مركز صحي في حال ظهور أعراض التسمم كالإسهال، التقيّؤ، أو ارتفاع الحرارة”.
الطيب حمضي، طبيب باحث في النظم الصحية، قال إن مراعاة شروط السلامة يتعيّن أن تنطبق على المأكولات المعروضة على الشواطئ أو التي تُباع في المدن السياحية وغيرها، وكذا على الأطعمة التي يُحضّرها المغاربة وينقلونها معهم إلى المحطات الشاطئية خلال فترات الاستجمام”، وزاد: “يجب الحرص على سلامة الأطعمة في الحالتين”.
وأشار حمضي، ضمن تصريح لهسبريس، إلى “أطعمة لا تُشكّل خطورة كبيرة، مثل القهوة أو الشاي اللذين يُقدّمان ساخنين”، مسجّلا أنهما “لا يمثلان مشكلة كبيرة في العادة، خاصة إن لم يكن الوعاء أو الكأس ملوثًا، لذلك يُفضّل عدم الاعتماد على الأكواب التي يقدّمها الباعة في الشواطئ”، وتابع: “المشكلة الحقيقية تكمن في الأطعمة الباردة، مثل المثلجات التي يجب أن تبقى مجمّدة”.
ولفت الطبيب عينه إلى وجبات يُنصح بعدم تناولها في الشواطئ، كالسلطات أو الأطعمة التي تحتوي في تكوينها على البيض النيئ، أو الكريمات، أو بعض مشتقات الحليب، فهي مواد هشة سريعة التلف، وتنمو فيها الميكروبات بسهولة، خاصة في فصل الصيف، حيث تساهم الحرارة في تسريع هذه العملية، إلى جانب قلة النظافة”.
وتفاديا للتسمم أو أي مشاكل صحية أخرى، شدّد الطبيب عينه على “الانتباه سواء للأطعمة التي نشتريها من الباعة المتجولين أو تلك التي نحضرها معنا من المنزل”، وقال: “لا يمكننا مثلًا أن نذهب إلى الشاطئ ومعنا بطيخة مفتوحة ومعرّضة للشمس، فهذا بدوره قد يكون أسوأ من الأطعمة المعروضة للبيع دون احترام الشروط الصحية”.