آخر الأخبار

وثائق مزورة وحملة ممنهجة تفضح أكاذيب جزائرية–إيرانية تستهدف المغرب

شارك





في ظل تصاعد حدة الهجمات الدعائية الممنهجة التي تستهدف المملكة المغربية في الآونة الأخيرة، لجأت أذرع إعلامية مُوجّهة وصفحات إلكترونية موالية للنظامين الجزائري والإيراني إلى الترويج، وعلى نطاق واسع، لوثيقة مفبركة نُسبت إلى السلطات المغربية، تفيد بمقتل ضباط مغاربة في إسرائيل؛ على الرغم من أن شكل هذه الوثيقة المزعومة وصياغتها الركيكة، إضافة إلى مضمونها الدعائي السطحي، لا يحتاج إلى جهد كبير لاكتشاف زيفها، وكذا هدفها الرامي إلى خلق ضجة إعلامية زائفة وتأجيج الرأي العام العربي والإسلامي ضد المغرب في توقيت محسوب بعناية.

وسجل مهتمون أن تواتر مثل هذه الأكاذيب من لدن الآلة الدعائية في الجزائر وطهران لا يُمكن أن يُفهم بمعزل عن سياق الهزيمة النفسية والارتباك الجيوسياسي الذي تعيشه هذه الأطراف في مجال نفوذها الإقليمي، والتي تحاول تعويض الخسائر الميدانية والدبلوماسية التي لحقت بها بمحاولة إنتاج وقائع زائفة من أجل استخدامها في معركة النفوذ التي خسرتها هذه الأنظمة المهزوزة، التي انهارت سردياتها وأصبحت تتوسل الأكاذيب لترميم صورها التي انهارت أمام العالم.

في هذا الصدد، قال البراق شادي عبد السلام، خبير دولي في إدارة الأزمات وتحليل الصراع وتدبير المخاطر، إن “هيستيريا التضليل الإعلامي التي تنتهجها الدوائر المعادية للمملكة المغربية، سواء في الجزائر أم إيران، باستهداف المؤسسات الاستراتيجية للدولة، وبشكل خاص المؤسسة العسكرية، بالأخبار الزائفة والأكاذيب المفضوحة ما زالت متواصلة، خاصة بعد فشل العديد من المخططات الرامية إلى التأثير على صورة المملكة وإضعاف الموقف المغربي المتماسك داخليا وخارجيا، باصطفاف كل القوى الحية في المغرب وراء المؤسسة الملكية”.

وأضاف البراق، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “هذا الأمر يؤكد على حالة الهزيمة النفسية التي يعاني منها خصوم المملكة المغربية داخليا وخارجيا، بفضل النجاحات الكبرى التي تحققها الرباط في مختلف الميادين، سواء منها المدنية أم الأمنية أم العسكرية”.

وأبرز الخبير عينه أن “لجوء الجهات المعادية للمغرب إلى أساليب الجيل الرابع من الحروب، الذي يعتمد على حرب الإشاعات والأكاذيب والتضليل الإعلامي والخداع الاستراتيجي، باستهداف المؤسسات الاستراتيجية للدولة المغربية، هو فصل أخير من فصول رقصات الديك المذبوح، ومحاولة فاشلة للتأثير على الموقف الداخلي، خاصة في ظل المتغيرات الجيوسياسية الإقليمية والدولية التي تسير في اتجاه دعم واسع للمسارات والجهود المغربية للطي النهائي لملف الوحدة الترابية، على أساس مخطط الحكم الذاتي، باعتباره الحل الممكن الوحيد الذي يحافظ على ميكانيزمات الاستقرار الإقليمي والسلام العالمي”.

وشدد المتحدث ذاته على أن “محاولة إقحام المؤسسة العسكرية المغربية في الصراع الإسرائيلي – الإيراني هو جزء من مخطط بئيس يستهدف المملكة المغربية، بمحاولة شيطنتها وتوجيه الرأي العام العربي والإسلامي لاستهداف الجيش الملكي المغربي، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، المعروف بمواقفه الداعمة للقضايا العادلة وخدمة السلام العالمي”.

وذكر البراق أن “هجوم الآلة الإعلامية المعادية على المملكة المغربية يندرج في إطار الهزيمة النفسية الحادة التي يتعرض لها صناع القرار السياسي والدبلوماسي في البلدان المناوئة للمغرب، نتيجة انهيار سياساتها الإقليمية”.

وأكد المصرح لهسبريس أن “ما يقوم به الإعلام المعادي من فضائح إعلامية لا علاقة له بالمصداقية والمهنية، التي تُعدّ الرأسمال الحقيقي لكل مؤسسة إعلامية وصحافية تحترم مسارها ومصداقيتها”، لافتا إلى أن “التعتيم والكذب البواح ومحاولة قلب الحقائق هي دليل ملموس على تورط العديد من الأنظمة، منذ سنوات، في حملات ممنهجة لترويج الأخبار المغلوطة والتضليل والكذب في حق المملكة المغربية”.

من جهته، قال شوقي بن زهرة، ناشط سياسي جزائري، إن “الترويج لوثائق مزورة في إطار حملة تضليل إعلامي تستهدف المغرب ليست بالقضية الجديدة على الإعلام الجزائري؛ بما في ذلك الإعلام الرسمي الذي وصل إلى مستوى غير مسبوق من الانحطاط الأخلاقي، في وقت يُفترض فيه في الإعلام أن يتحرى المهنية والالتزام بأخلاقيات مهنة الصحافة، كما هي متعارف عليها دوليا”.

وأوضح بن زهرة، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “سياق الترويج لهذه الوثيقة المزورة مرتبط أساسا بالحديث الذي يروج حاليا حول طبيعة العلاقات الجزائرية الإيرانية المشبوهة، وتورط النظام الجزائري في تحقيق الأجندة الإيرانية في شمال إفريقيا”، مبرزا أن “النظام الحاكم في الجزائر يحاول بهكذا مراوغات إعلامية صرف النظر عن هذا الموضوع، وإعادة اللعب على أوتار وجود مؤامرة خارجية مغربية – إسرائيلية تستهدف الأمن القومي الجزائري”.

وأبرز الناشط السياسي الجزائري أن “النظام الجزائري صار يعتمد بشكل متزايد على الإعلام الموجَّه والذباب الإلكتروني كأدوات في حملاته الإعلامية ضد المغرب وضد علاقاته الخارجية، إذ تسعى الجزائر، ومعها بعض الجهات المعادية للرباط، إلى تأليب الرأي العام الداخلي والعربي ضد المغرب؛ من خلال محاولة تصوير تحالفه على أنه خطر إقليمي، على الرغم من أن الدوافع الحقيقية لترويج الأخبار المضللة والشائعات ما هي إلا وسيلة مفضوحة لتبرير الجمود الدبلوماسي الجزائري، وتغطية فشل النظام في بناء تحالفات إقليمية فعالة، ونسج شبكة علاقات دولية قائمة على أساس المصالح والمنفعة المتبادلة، وليس على أساس الاستغلال السياسي”.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا