آخر الأخبار

شاشة الأولى تعرض "قفطان خديجة"

شارك

تستعد القناة الأولى لعرض مسلسل “قفطان خديجة” ابتداءً من 30 يونيو المقبل، حسب إعلان رسمي أكد أن العرض سيبدأ في التاريخ المحدد بعد أن كان من المفترض أن يكون خلال موسم رمضان الماضي.

يأتي هذا العمل الجديد من إخراج لميس خيرات ضمن الإنتاجات الرمضانية المؤجلة، ليأخذ مكانه في برمجة الصيف، ويعيد إلى الواجهة حضور القفطان المغربي كرمز جمالي وعمق تراثي، في سياق درامي يزاوج بين البعد العائلي والاجتماعي.

ولم يمرّ حضور القفطان المغربي كعنصر محوري في مسلسل “قفطان خديجة” دون أن يثير تفاعلات في الجارة الشرقية؛ إذ ربطت منابر إعلامية جزائرية هذا العمل بمسلسل “لالة زينب” الجزائري، الذي رُوّج له كعمل يعيد الاعتبار للباس التقليدي الجزائري، في توقيت متزامن تقريبًا مع إعلان المغرب عن المسلسل الجديد. وبينما شدد صنّاع “قفطان خديجة” على البعد الفني والوطني للعمل، ذهبت بعض التحليلات الجزائرية إلى اعتبار المسلسل المغربي بمثابة “رد ناعم” على ما تعتبره الرباط محاولات لسطو ثقافي على القفطان وتاريخه.

يحكي المسلسل قصة “ليلى”، الشابة التي تنتمي إلى عائلة عريقة تمرّ بأزمة مالية تهدد تماسكها، فتجد في حرفة القفطان، التي ورثتها عن جدتها “خديجة”، وسيلة للتمسك بكرامة العيش واسترجاع توازن الأسرة. وبين خيوط الثوب ونقوش التطريز، تنسج البطلة رحلة اكتشاف الذات، حيث يتحول القفطان من مجرد زي تقليدي إلى وسيلة مقاومة ناعمة، تعبّر بها عن حنينها للماضي ورغبتها في صناعة مستقبل لا يقصي الجمال ولا يتنكّر للأصالة.

من خلال تركيزه على القفطان كخيط ناظم للقصة، لا يكتفي المسلسل بتوظيف الزي المغربي كعنصر بصري، بل يمنحه حمولة رمزية تستحضر الهوية، والانتماء، والذاكرة الجماعية. فالقفطان في “قفطان خديجة” ليس مجرد لباس تقليدي يعرض في المناسبات، بل هو وعاء تُسكب فيه مشاعر الأمل، والحب، والمقاومة الهادئة. ومن خلال مشاهد التطريز، وطقوس الخياطة، وأحاديث الجدات، تنبعث روح التراث في قالب درامي عصري، يزاوج بين الحنين والحداثة.

يمتد “قفطان خديجة” على ثلاثين حلقة، ويعود النص إلى ورشة كتابة جماعية بإشراف عبد الله العبداوي، إلى جانب بشرى بلواد وعبد الله الشكيري، في سيناريو يراهن على تقديم قصة متماسكة ذات إيقاع تصاعدي، تجمع بين التشويق الإنساني والحبكة الاجتماعية، مع حضور لافت للعنصر النسائي، سواء على مستوى الكتابة أو التمثيل، بما يعكس وعيا جماليًا ورسالة تهدف إلى إبراز قوة المرأة في مواجهة الأزمات، دون التفريط في عمقها الثقافي.

يحضر في بطولة العمل طيف واسع من نجوم الشاشة المغربية، في مقدمتهم راوية، وسحر الصديقي، وسلوى زرهان، إلى جانب ناصر أقباب وخليل مخلص. كما يسجل المسلسل أول مشاركة درامية للممثلة محاسن المرابط في عمل مغربي، بعدما عرفها الجمهور العربي من خلال المسلسل التركي “الأسيرة”، ما يضفي على العمل نكهة جديدة تجمع بين التجربة والوجوه الصاعدة، وتمنحه طابعا مركبا بين التقاليد الفنية المحلية والانفتاح على تجارب تمثيلية خارجية.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا