آخر الأخبار

محسن برادة يراهن على الشباب في مواجهة "السرطان الصامت" للفساد

شارك

حتى لا تعتبر الأجيال الجديدة الرشوة جزءا من النظام الطبيعي للأشياء، يقدّم محسن برادة، الباحث في إدارة الأعمال والخبير في كشف الاحتيال، كتابا جديدا بعنوان “الرشوة كما شرحتها للشباب”، صدر باللغتين العربية والفرنسية عن “كراس المتوحد”.

النسخة العربية من العمل المحذّر من “سرطان ينخر جسد المناخ الاجتماعي في العديد من البلدان حول العالم”، ومن “انتحار جماعي بسبب التعاطي السلبي والتقاعس عن مواجهة هذه الآفة”، ترجمها عبد الغفار سويريجي عن الفرنسية وراجعها المبارك الغروسي.

وفي توجّهه إلى الشباب، قال محسن برادة إن المنخرطين في الفساد يتوهّمون “أنهم أذكياء، ويعتقدون أنهم أصحاب بصيرة تفوق بصيرة غيرهم من أفراد المجتمع (…) ويؤكدون غالبا أنهم لا يقومون سوى بتسهيل عمليات صنع القرار من خلال تخفيف القيود الصارمة للقوانين واللوائح”؛ في حين “لم يساهم الفساد قطّ في تقدم أي بلد”.

ولا يعني هذا أن الفساد مخصوص بفئة فاسدة محصورة فقط، بل ينبّه الكتاب إلى “أننا نحيا وسط مجتمعات حيث الفساد مقبول على نطاق واسع، على حساب القيم الأخلاقية. فنحن نشير بأصابعنا ونشجب فساد الآخرين، بينما نقبل فسادنا”، كما أن أصواتا “ترتفع من هنا وهناك، للتنديد بتقاعس وغياب فعل الحكومات ومجالس التشريع المتعاقبة. وفي غياب فعل محمول بإرادة تغيير الواقع، تختار هذه المؤسسات الهروب إلى الأمام، وتؤثر الاكتفاء بخطابات تافهة تزينها شعارات مغرية، مستعرضة بذلك عجزها عن تصور المستقبل بدقة وتبصر”.

ومع شرح برادة معنى “الفساد” الذي من بين استشهادات الكتاب كونه “الخيانة القصوى للأمانة وللثقة المودعة من لدن الشعب”، يعرّف بشكل ميسّر بعوامله ومحدّداته، ثم عاقبته بوصفه جريمة لها ضحايا، تقتل بشرا، وتصعّب حياة بشر، وتحول دون استفادتهم من خدمات ذات جودة، وتقود إلى زعزعة ثقة المواطنين، وتوترات اجتماعية.

ويراهن محسن برادة على الشباب، مشدّدا على أن “الحل يكمن في تغيير القيم الأخلاقية”، ثم يسترسل قائلا: “إن تغيير العقليات يجب أن يبدأ بإصلاح التعليم. نحن بحاجة إلى مدارس تعلم التلميذ الحياة، لا إلى مصانع تنتج أفرادا للسوق. نحتاج إلى مدرسة تحيي التواضع الفاضل لا إلى مؤسسة تزرع وتعلم السلوكات الاحتيالية والمنحرفة”، ثم اقتبس: “إننا بحاجة إلى تربية وتعليم يبينان لنا بأن الفضيلة (هي سلطة المرء على نفسه، من خلال نفسه)”.

وبعد البيان، يخاطب محسن برادة قارئة وقارئته الشابين: “الخيار، الآن، بين يديك”، “لا تركن إلى اللامبالاة”، “ابتعد عن التصويت الفاسد”، “لا تكن مستلَبا”، “اضبط أفعالك”، “لا تدع الواقع يعمي بصيرتك”، “تحل بالشجاعة في سبيل قناعاتك”، “لا تركن إلى السلبية! لا تكن هباء!”.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا