وجّهت الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (الهاكا) إنذارا رسميا إلى إذاعة “ميد راديو”، على خلفية عدم احترامها الشروط القانونية المؤطرة للإشهار والرعاية، وذلك خلال بث إحدى حلقات برنامجها اليومي “لالة مولاتي”، الذي يُعنى بالمرأة والأسرة.
القرار، الذي صادق عليه المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري خلال اجتماعه المنعقد بتاريخ 8 ماي الجاري، جاء بعد ملاحظة خروقات واضحة في حلقة 3 مارس الماضي، التي تخللتها مجموعة من المسابقات، رصدت خلالها الهيئة إدراجا غير قانوني لمحتويات ترويجية.
وحسب تقرير الهيئة فإن مقدّمة البرنامج قامت خلال تلك الحلقة بذكر أسماء علامات تجارية تابعة لمؤسسات راعية للمسابقات، بشكل متكرر وواضح، خارج الإطار المخصص لذلك، بما يخالف القواعد المهنية المعمول بها.
كما تم إقران هذه الإشارات بعبارات تنويهية وترويجية تهدف إلى جذب انتباه جمهور معين، فضلا عن تقديم معلومات عن بعض الخدمات والعروض التجارية الخاصة بهذه المؤسسات، ما اعتبرته الهيئة توظيفا مباشرا للفضاء الإذاعي لأغراض إشهارية غير معلنة.
وأبرز المجلس الأعلى أن هذا النوع من الممارسات يُخلّ بمبدأ الشفافية، ويعرّض الجمهور لمحتوى إشهاري دون إعلام مسبق أو فصل واضح عن المادة التحريرية، ما قد يؤدي إلى تغليط المستمعين بشأن طبيعة المضمون المُقدَّم.
وشدّد المجلس في قراره على أن هذا السلوك يمسّ بحرية الجمهور في الاختيار بين المحتوى التحريري والمحتوى الإشهاري، وهي حرية لا يمكن ضمانها إلا عبر احترام حق المتلقي في التعرف المسبق على طبيعة المادة الإعلامية المعروضة عليه.
وبناء على تحليل الهيئة فإن الحلقة المعنية خرقت المقتضيات المنصوص عليها في دفتر تحملات “ميد راديو”، ولاسيما ما يتعلق بإدراج أسماء المؤسسات الراعية ضمن البرامج، كما استجمعت أركان الإشهار غير المعلن عنه، كما هو معرف في القانون رقم 77.03 المتعلق بالاتصال السمعي البصري.
وعلى ضوء هذه المعطيات قرر المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري توجيه إنذار رسمي إلى “ميد راديو”، مع نشر القرار في الجريدة الرسمية، التزاما بمبادئ الشفافية والرقابة المستقلة على المضامين الإعلامية.