آخر الأخبار

عيد التمريض في المغرب .. مطالب بإحداث الهيئة الوطنية وإصلاح المهنة

شارك

على إيقاع الترقب والانتظار، يخلد ممرضو المملكة عيدهم الأممي، الذي يصادف الـ12 من شهر ماي من كل سنة، وسط استمرار المشاكل المزمنة نفسها التي تثقل كاهل هذه الفئة الحيوية داخل المنظومة الصحية. فبين غياب هيئة وطنية تجمع شتاتهم وتدافع عن مصالحهم، واستمرار تجاهل إحداث مصنف المهن والكفاءات يُنصف مؤهلاتهم العلمية والعملية، يجد الممرض المغربي نفسه، بعد مرور سبعة عقود على الاستقلال، في موقع لا يرقى إلى حجم التضحيات التي يقدمها يوميا في سبيل صحة المواطن وخدمة الوطن.

ويرى المهنيون أنه في ظل استمرار غياب هيئة وطنية للممرضين وتقنيي الصحة وتأخر إخراج مصنف المهن والكفاءات تبقى فئة التمريض في المغرب رهينة لفراغ تنظيمي ومهني يُعيق تطوير مسارها ويقلل من تقدير أدوارها الحيوية داخل المنظومة الصحية، مؤكدين أن إحداث الهيئة وإصدار مصنف المهن والكفاءات يعدان ضرورة ملحّة لتثمين الكفاءات وتنظيم المهنة على غرار ما هو معمول به في مجموعة من الدول.

خطوات محتشمة

فاطمة الزهراء بلين، عضو المجلس الوطني للنقابة المستقلة للممرضين وتقنيي الصحة، قالت إن 12 ماي يشكل فرصة لتفقد هذه الفئة التي تشكل عصب المنظومة، مستغلة المناسبة لتهنئة زميلاتها وزملائها الممرضين وتقنيي الصحة.

وأضافت بلين، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن اليوم العالمي للممرض يأتي بعد حراك تمريضي طويل للتأكيد على الدور المحوري للممرض في المنظومة الصحية، معتبرة أن التمريض ليس مجرد وظيفة؛ بل علوم تمريضية ورسالة إنسانية.

وأوردت الفاعلة النقابية أن الزيادات التي عرفتها أجور المهنيين تظل بعيدة عن انتظارات الشغيلة التمريضية، خاصة فيما يتعلق في التعويضات عن الأخطار الصحية، معتبرة هذه الزيادات على قلتها وتواضعها مكسبا يستحق التثمين.

وأشارت المتحدثة ذاتها إلى خطوات وصفتها بـ”المحتشمة” في اتجاه إحداث هيئة الممرضين وتقنيي الصحة وكذا مصنف المهن والكفاءات بعد جولات حوار ماراثونية، لافتة إلى أن هذا التأخير يبعث على الاستغراب والتقبل.

فبخصوص الاستغراب، قالت بلين إنه في ظل الطفرة التي تعرفها العلوم التمريضية والمنظومة الصحية تجعل من خروج هذه النصوص القانونية مطلبا ملحا. أما بشأن التقبل فهذا التأخير يمكن اعتباره منطقيا، خاصة في ظل ندرة وقلة الموارد البشرية، سواء الطبية أو التمريضية. كما ترى أنه من الطبيعي أن تحيط مجموعة من التخوفات وأن يطغى التريث قبل إخراج REC ، لا سيما في ظل الخصاص في الأطر الطبية الذي يتم تغطيته بفئة الممرضين.

الاستثمار في التمريض

قال كريم بلمقدم، الكاتب الوطني للنقابة الوطنية للصحة العمومية، إن هذه المناسبة، التي أقرتها منظمة الصحة العالمية بالتنسيق مع المجلس الدولي للتمريض، تأتي لتسليط الضوء على الجهود الجبارة التي يبذلها الممرضون والممرضات الذين هم في طليعة العاملين في القطاع الصحي والذين يمثلون أحد الأعمدة الأساسية في ضمان صحة الإنسان ورفاهيته.

وأضاف بلمقدم، في تصريح لهسبريس، أن العيد الأممي، الذي يرفع شعار “الممرضات.. صوت للقيادة -الاستثمار في التمريض واحترام الحقوق لتأمين الصحة العالمية”، يحمل في طياته رسالة مهمة تؤكد على الدور المحوري للممرضين والممرضات ليس فقط في تحسين الرعاية الصحية؛ ولكن أيضًا في تعزيز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي على الصعيدين الوطني والدولي.

وفي هذا الصدد، أبرز الكاتب الوطني للنقابة الوطنية للصحة العمومية أن الأطر التمريضية هي الركيزة الأساسية التي تبنى عليها المجتمعات الصحية القوية، وهم من يسهمون بشكل رئيسي في تقدم أنظمة الصحة والحفاظ على صحة الأفراد.

وأكد المتحدث عينه أن هناك حاجة ماسة إلى النهوض بالتكوين الأساسي والمستمر لأطر هيئة الممرضين وتقنيي الصحة، بما يتماشى مع التطورات المستمرة في المجال الصحي، داعيا إلى توفير برامج تدريبية مهنية متطورة تواكب المعايير العالمية في الرعاية الصحية وإقرار سياسات تحفيزية حقيقة لهذه الفئات لحثها على مواصلة العمل بتفانٍ؛ من خلال تحسين ظروفهم المعيشية والمهنية، وضمان تقدير جهودهم وإسهاماتهم المستمرة في توفير الرعاية الصحية للمواطنين.

وأورد بلمقدم أنه من الأساسي لدينا العمل على تطوير المسار العلمي ليشمل برامج مؤسساتية متكاملة في إطار منظومة إجازة-ماستر-دكتوراه، تهدف إلى تحسين مستوى الكفاءة، وتوفير أطر تمريضية مؤهلة ومتخصصة لتلبية احتياجات القطاع الصحي في المغرب.

وشدد على “ضرورة تمكين أطر هيئة الممرضين وتقنيي الصحة، والاستجابة لمطالبهم العادلة والمشروعة، والعمل الجاد للنهوض بأوضاعهم المهنية، الإدارية، والاجتماعية؛ فنحن نؤمن أن تحسين ظروف عمل الأطر التمريضية وتقنيي الصحة هو عامل أساسي لتحقيق التغطية الصحية الشاملة والفعالة، وضمان تقديم رعاية صحية ذات جودة عالية”.

وختم بلمقدم تصريحه بالتأكيد على أن تحسين أوضاع الممرضين والممرضات، والحفاظ على مكتسباتهم المهنية، وتحقيق العدالة الاجتماعية تعد أولوية الأولويات، مشددا على أهمية الرفع من دورهم في المنظومة الصحية الجديدة، وتحقيق التمكين الكامل لهم في مجالاتهم المهنية والإدارية؛ وذلك من خلال توفير بيئة عمل محفزة وآمنة، والاهتمام بتطوير مهاراتهم العلمية والتقنية والإدارية عبر التكوين المستمر.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا