آخر الأخبار

قرار الحزب الكردستاني إلقاء السلاح ينسف أطروحة "البوليساريو" الانفصالية

شارك

قال باحثان مغاربيّان إن “قرار حزب العمال الكردستاني (PKK) حلّ تنظيمه ووقف العمل المسلح ووضع السلاح، يبعث إشارات إلى كافة الجماعات الانفصالية المسلحة في العالم، بما في ذلك جبهة البوليساريو”، موضّحَين أن “التمسك بتصورات ماضوية لتمزيق أوطان متراصّة ترابيًّا يفتقد إلى الطرافة التاريخية؛ فالصحراء كانت مغربية بقوة الوثيقة الأثرية والمرجع العلمي”.

وأبرز الباحثان لهسبريس أن “الأمر لا يتعلق بأي شبهة لـ’إسقاط الطائرة في الحديقة’، إنما هي فكرة ممتدة وقواسم مشتركة يلتقي فيها حمل ميليشيات للسلاح بطريقة غير قانونية مع رغبة التصرف في تراب وطني محدد تحت يافطة الانفصال”، وشددا على “أهمية التقاط الدروس التي يقدمها التاريخ بلا مقابل، فقط لاستحضار الطلب السياسي والدخول إلى الوطن والنضال من داخل مؤسساته”.

“درس قابل للتعميم”

عبد الفتاح الفاتيحي، مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية، قال إن “الإعلان الجديد لحزب العمال الكردستاني كان متوقعا؛ فهو يأتي في سياق إنهاء الميليشيات والتنظيمات الانفصالية المسلحة، واستيعاب أن هذا الوضع النشاز لا يمكن أن يؤدي بأي حال إلى تأسيس دولة”، موضحا أن “الخيار المتاح والممكن والمعقول والمفهوم هو الانخراط في مؤسسات الدولة، وكذا النضال من داخل أجهزتها”.

وشدد الفاتيحي، ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، على أن “الأمر يأتي كذلك في سياق يتعلق بفشل مخططات التمسك بالاستقلال عن طريق الاستفتاء، وهو الأمر الذي وقع في عدد من التجارب، كما هو الحال بالنسبة لإقليم كاتالونيا أو إقليم كردستان بالعراق”، مضيفا أن “المؤكد والمتعارف عليه هو دعم الدولة المركزية ودعم السيادة والوحدة الترابية للدول”.

وأشار المحلل والباحث المغربي إلى أن حل حزب العمال الكردستاني يبعث برسائل واضحة إلى بقية الفصائل المسلحة التي تتمسك بأطروحات أكل عليها الدهر وشرب، خصوصا الجبهة الانفصالية في تندوف”، داعيا في هذا السياق إلى “استيعاب الدروس التي يلقي بها التاريخ عبر تجاربه، لكون الحزب الكردستاني أعرب عن تفهُّم حقيقي لضرورة تجاوز الوضعيات الصعبة والانخراط في العمل السياسي داخل شكل الدولة”.

“مصير مرتقب”

محمد بنطلحة الدكالي، أستاذ باحث في العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش، أورد أن “المصير نفسه ينتظر ميليشيات البوليساريو، بما أنها تجارب تتقاطع في الارتكاز على أمور واهية”، مبينا أن “معظم التحليلات والدراسات باتت تُظهر أن الكيان الانفصالي يعيش أشد مراحل الارتباك والعجز على مستوى التصور والرؤية، مما يعكس ضبابية المشهد وتعقُّد الأوضاع في ثوب انقسامات داخلية حادّة”.

وأفاد بنطلحة الدكالي، ضمن تصريح لهسبريس، بأن “المخيمات تعيش على وقع الفوضى المتصاعدة، والرعب اليومي”، مسجّلا أن “هذه الأوضاع القاسية تلقي بظلالها على الوضع الإنساني في مخيمات الاحتجاز على التراب الجزائري”، وقال: “ما يجري مؤشرات أولية على بداية الإفلاس التام، والانهيار الكامل قد يكون وشيكا إذا استمرت الأمور على هذا النحو، فالوضع يتفاقم يوما بعد يوم”.

وتابع الأكاديمي ذاته شارحا: “نحن لا نقول هذا تشفِّيا أو لكوننا مغاربة، بل ننطلق من موقع المراقب الحذر إبستمولوجيًّا”، موضحا أن “مصير حزب العمال الكردي ينتظر الجبهة، مع أن عبد الله أوجلان، قائد الحزب الكردستاني، يتسم بالكاريزما واستقلالية الموقف، بينما بن بطوش يعرف أنه صنيعة للنظام العسكري الجزائري”، وقال: “لا ننتظر منه إعلان الانهيار بقدر ما نرصد كيف أن القلاقل الاجتماعية والتصدعات الداخلية والنفسية سوف تقصم الكيان الانفصالي”.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا