أكدت فعاليات مهنية في القطاع السياحي أن “حلول العطلة المدرسية يرفع من إقبال الزيارات العائلية، وغيرها، على منتج السياحة الجبلية بشكل خاص، ما يساهم في ضمان مداخيل إضافية في هذه الفترة السنوية التي تُعدّ فرصةً بالنسبة للكثير من المغاربة للسفر واكتشاف المؤهلات الطبيعية” التي صارت “كنزًا سياحيًا إستراتيجيًا” نهضَ على أكتاف المهنيين بشكل أساسي.
ولا تتعدى هذه العطلة المدرسية البيْنية 8 أيام، لكن قيمتها مرتفعة وتنظر إليها العروض في المناطق الجبلية كعنصر أساسي في سياق تأهيل السياحة الداخلية، التي تشتغل عليها الدوائر الرسمية والمهنيون في السنوات الأخيرة، ولاسيما بعد جائحة كوفيد-19؛ وهو الأمر الذي تعزز بإطلاق مجموعة من الرحلات الجوية الداخلية لمواصلة تعافي سياحة المواطن المغربي ودعم قدرته الشرائية.
آمنة آيت إبراهيم، مرشدة سياحية في المناطق الجبلية، قالت إن “العطلة الربيعية السنوية كانت دائمًا محطة مهمة بالنسبة للفاعلين في هذا النوع من السياحة”، مضيفةً أن “المغاربة في السنين الأخيرة صاروا يقبلون بكثافة على الوجهات التلية والجبلية في العطل المماثلة لاكتشاف المناطق الطبيعية التي تزخر بها بلادنا، خصوصًا أن عملية التسويق التي تقوم بها السلطات العمومية للسياحة الداخلية باتت تؤتي أُكُلها”.
وأوردت آيت إبراهيم، ضمن تصريحها لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “السائح المغربي لديه خصوصية بالمقارنة مع السائح الأوروبي أو الأمريكي أو الآسيوي أو الأجنبي بشكل عام”، معتبرةً أن “المهنيين صاروا ينظرون كذلك إلى السائح المحلي كمستهلك بحاجة إلى العناية اللازمة”، وزادت: “تبقى المعاملات نسبية وتختلف من فاعل إلى آخر، لكن الكثير من المهنيين باتوا يعيرون أهمية عالية للزبون المغربي الراغب في تجربة كنوز بلده”.
وأكدت الفاعلة نفسها أن “تدفق السياح المغاربة بدأ مع بداية العطلة أمس السبت”، موردةً أن “عائلات كثيرة وتجمعات من المواطنين حجّت إلى الفضاءات الجبلية لقضاء بعض الأيام في هذه الأماكن التي تتيحُ الابتعاد عن الضغط والضوضاء، وتساعد الإنسان على التفكير والتخاطب مع الذات”، وتابعت: “الأسبوع المقبل، كالسّنوات السابقة، سيشهد بدوره حركية عالية، والمهنيون خططوا لذلك جيدًا، مع أن المرشدين الجبليين بشكل خاص ينتظرون تسوية بعض ملفاتهم من طرف الوزارة الوصية”.
رشيد إمرهان، فاعل مهني سياحي بالمناطق الجبلية، سجل بدوره أن “العطلة الحالية جعلت منطقة إمليل ومناطق الحوز بشكل عام، وغيرها، تعرف رواجًا سياحيًا مرتفعًا، سواء في الجولات السياحية أو في نسبة الإيواء والزيارات”، موردًا أن “الفترة تتزامنُ مع عطل في بعض البلدان الأخرى، وهو ما سيجعلُ الاكتظاظ ملازمًا للمناطق الجبلية في الأيام القادمة”، وزاد: “حركية إيجابية ننظر إليها بكبير الاهتمام”.
وأكد إمرهان، في حديثه إلى جريدة هسبريس الإلكترونية، أن “المهنيين يُحدثون توازنًا بين السياحة الخارجية ونظيرتها الداخلية، وذلك لخدمة الجانبين معًا بشكل متكافئ وتقديم خدمات في المستوى تتوافقُ مع تطلعات كافة الزبائن”، مردفا: “السياحة الداخلية عمومًا في بلادنا تشهد نموًا محوريًا يجب على الفاعلين الانخراط فيه ومساندته. ومن فترات الذروة الأساسية بالنسبة للمغاربة العطل البينية، خصوصًا الربيعية”.
وشدد الفاعل المهني ذاته على أن “الفترة الربيعية ترفعُ الرغبة في الاقتراب من المناظر الطبيعية والاكتشاف، خصوصًا أن المناطق الجبلية المغربية تتوفر فيها عروض سياحية مغرية”، وواصل: “كما أن المهنيين كيفوا في السنين الأخيرة خدماتهم مع النمو الذي يشهده إقبال المغاربة”، خالصًا إلى أن “الأيام التي تتيحها العطلة الحالية ضرورية كي تستمر السياحة الجبلية في تقديم خدماتها، لكونها مستمرة طيلة السنة، لكن هذا الفصل من العام يُعتبر مختلفًا بالنسبة للزوار”.