لا شيء غير الانبهار يتملك زوار قطب الإنتاج الحيواني بالمعرض الدولي للفلاحة بمكناس حين يسألون عن أوزان وأثمان بعض رؤوس المواشي المعروضة من قبل “كسابة” حجوا للملتقى من مناطق مغربية شتى، خصوصا المنتمية إلى خانة “الفحول”؛ فبينها ما يتخطى وزنه 200 كيلوغرام، وما يقارب ثمنه ستة ملايين سنتيم، وفق ما يؤكد مربو الماشية للزوار.
وتتوافد أعداد غفيرة من زائري ملتقى “سيام” إلى الأروقة الصغيرة؛ حيث يعرض المربون مواشيهم، محمّلين بأسئلة كثيرة بشأن طبيعة سلالة رأس الماشية، وما إذا كانت تحصيل تهجين سلالتين، وعن الأثمان وكافة حيثيات وخبايا التربية، أو بدافع التقاط صور للذكرى، خصوصا مع أصحاب “فحول الأغنام” المتوّجين، أمس، في مباريات انتقاء أحسن رؤوس الماشية.
ووفق المعطيّات الموفّرة من قبل وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات فقد “بلغ عدد الرؤوس المعروضة في رواق المواشي برسم هذه الدورة 679 رأسا، ضمنها 132 رأسا من سلالات الأبقار الحلوب، و96 من سلالات الأبقار اللحمية، و16 من سلالات الأبقار المحلية، إضافة إلى 426 رأسا من الأغنام والماعز، وكذا 9 رؤوس من الإبل”.
العارض أحمد لكليخ، وهو “كساب” لأغنام الصردي بإقليم قلعة السراغنة، أحد المتوجّين بجائزة المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، بـ”فحلين سوبر”، قال إن “كافة الرؤوس المعروضة من المواشي، وضمنها الأغنام، تتميّز بمستوى عال من الجودة”، وزاد: “إنها بإيجاز ‘تحمّر الوجه'”.
وكشف لكليخ، متحدّثا لجريدة هسبريس، وسط نفر من الزوار والمعجبين، أن وزن أكبر الفحلين اللذين يشارك بهما في المعرض “يبلغ 240 كيلوغراما، فيما يصل وزن الأصغر إلى 146 كيلوغراما”، مُشددا على أن “الجودة في هذين الخروفين المتوّجين حاضرة بقوة”.
وأضاف “الكسّاب” عينه أن “العارضين تلقوا ترحيبا في المستوى من قبل منظمي الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس”، مفيدا بأن “الأمور تسير على ما يرام، والزوار يتدفقون لرؤية الرؤوس التي يعرضها ‘الكسّابة’ في هذا المعرض”.
العارض نفسه لفت إلى أن “التساقطات المطرية التي تهاطلت خلال الشهرين الجاري والماضي أعانت ‘الكسابة’ وحفّزت توقعات سنة جيدة قادمة، خصوصا بعد تهاوي أثمان المواشي”، مردفا بأنه خفّض أثمان رؤوس الأغنام بالنصف تقريبا، “إذ أصبح ثمن الرأس الذي كان يتم تسويقه بـ5000 درهم في حدود 2500 درهم”.
ويعرض حسن بلمعلم، “كسّاب” ممثل لمنطقة زمران بجهة مراكش آسفي، بدوره، “فحلين ‘سوبر’ ثمن أحدهما، وهو يزن حاليا، في عمر السنتين، 158 كيلوغراما، حوالي 6 ملايين سنتيم”، بحسبه.
وأورد بلمعلم متحدّثا لهسبريس: “النعجة التي شاركت بها حصلت على الرتبة الثالثة على الصعيد الوطني، على أنه كانت ثمّة تفاوتات بسيطة بين كافة ‘الكسّابة’ المشاركين في المعرض الدولي للفلاحة بمكناس”، عادا أن “الجميع بصم خلال نسخة هذه السنة على مشاركة مشرفة”.
“المعرض متشبع بأجواء طيبة” بين مختلف “الكسّابة” العارضين والزوار، يردف “الكسّاب” ذاته، معرّجا على أن “كافة مربي الماشية منتعشون بالتساقطات المطرية الأخيرة، التي وإن تهاطلت متأخرة فإنها كانت ذات أثر إيجابي ملحوظ، إذ وسّعت مساحات المراعي، كما أراحت الفلاح من الأعلاف لمدة ما بين شهر وشهرين”.
ورجا المصرّح عينه، بالمناسبة، “أن يتم تسعير اللحم (تحديد الأسعار) حتى يغتنم المواطن البسيط فرصة إلغاء إقامة شعيرة الذبح هذه السنة، المهداة من قبل الملك”، موضّحا أن “أثمان المواشي بالأساس تهاوت بالنصف أو يزيد منذ إصدار هذا القرار”.
هسبريس تواصلت كذلك خلال جولتها بقطب الإنتاج الحيواني، مع نوفل ابن يحيى، الذي حصل على الرتبة الثانية على الصعيد الوطني في صنف أبقار “الهولشتاين”، الحوامل (الضارة)؛ إذ صرّح: “البقرة التي فزت بها لا يزيد عمرها عن 18 شهرا، وتنتج كميات مرتفعة من الحليب”.
وسجّل ابن يحيى، “الكساب” بمنطقة الرحامنة، متحدّثا لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “المعرض الدولي للفلاحة بمكناس يشهد توافد عدد من الزوار الذين يحرصون خلال تجولهم بقطب الإنتاج الحيواني، على طرح عدة أسئلة متشعبة حول أثمان الأبقار المعروضة وأصنافها”.
وأكدّ “الكساب” نفسه أن “صنف أبقار الهولشتاين (ألمانية الأصل) يمتاز بارتفاع إنتاجه من الحليب، على أنه في المغرب تنتج محليا عن طريق التلقيح بواسطة عينات اللقاح المستوردة”.