آخر الأخبار

أكاديمية المملكة تنصّب المسؤول الأوروبي البارز رومانو برودي عضوا شرفيا

شارك

نصّبت أكاديمية المملكة المغربية، الأربعاء، رومانو برودي عضوا شرفيا بها، وهو الأكاديمي والسياسي البارز الذي سبق أن ترأس المفوضية الأوروبية، وترأس وزراء إيطاليا مرتين، وهو متخصّص في الاقتصاد درّس في جامعات إيطالية وأخرى أمريكية مثل هارفارد.

وتمّ هذا التنصيب خلال فعاليات الدورة الخمسين للأكاديمية المنظمة في موضوع “الإيقاع المتسارع للتاريخ” أيام 22، 23، 24 أبريل الجاري، بمقر أكاديمية المملكة في العاصمة الرباط.

مصدر الصورة

عبد الجليل لحجمري، أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية، ألقى الخطاب الترحيبي لتنصيب العضو الشرفي لأكاديمية المملكة المغربية رومانو برودي، قائلا إن هذا الاختيار تم “تقديرا لمسيرته الاستثنائية، التي شكلت علامة فارقة في الفكر والاقتصاد والسياسة المعاصرة، وجمع فيها بين صرامة الأكاديمي وبعد النظر السياسي؛ فساهم بعمق في رسم معالم الاقتصاد العالمي، وصياغة التحولات الكبرى للمشهد السياسي الدولي”.

وأضاف لحجمري: “انضمام برودي لأكاديمية المملكة المغربية إضافة متميزة تسهم في توسيع آفاق الحوار حول القضايا الاقتصادية والسياسية الراهنة، برؤى علمية تستشرف التحولات المستقبلية”، مردفا بأن لقب العضو الشرفي في الأوساط السياسية والاقتصادية والأكاديمية هو “حكيم أوروبا”؛ لأنه “تجسيد حي لنموذج القيادة الرشيدة، التي تجمع عمق الرؤية الاقتصادية والحنكة السياسية والتأثير الدولي”.

مصدر الصورة

رومانو برودي “ليس رجل دولة واقتصاديا بارز فقط، بل هو مفكر إستراتيجي وصانع رؤى أسهم بفعالية في رسم المستقبل الأوروبي، ولعب دورا محوريا في صياغة سياسات محورية للتكامل الأوروبي، جعلتها أكثر متانة ورسوخا”، بعدما “بدأت مسيرته العلمية في جامعة بولونيا، حيث كان أستاذا منذ 1963، وصار أستاذا مبرزا في تنظيم الصناعة والسياسة الصناعية سنة 1971 (…) وله أبحاث أكاديمية هي إشارة قوية في التفاعل المعقد بين الصناعة والسياسة، ولم يقتصر أثره على إيطاليا بل شمل جامعات مرموقة مثل جامعة هارفارد مثلا، حيث اشتغل أستاذا زائرا”.

وواصلت كلمة أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة: “برودي شخصية سياسية بارزة؛ وقد كان في فترة مفصلية من تاريخ إيطاليا المعاصر وزير الصناعة ذا التأثير طويل الأمد (…) وترأس معهد إعادة إعمار الصناعة الإيطالية من 82 إلى 89، وقاد أكبر شركة عامة قابضة إيطالية في أوقات صعبة (…) وأسس الائتلاف شجرة الزيتون سنة 1995 الذي فاز في الانتخابات عام 1996، ليصبح رئيس الوزراء حتى 1998؛ وسنة 2006 عاد ليترأس الحكومة الإيطالية حتى سنة 2008 في فترة شهدت العديد من التحديات الاقتصادية والأمنية (…) وقد سهّل انتقال إيطاليا إلى منطقة اليورو، ما ساهم في تعزيز استقرارها الاقتصادي وطنيا ودوليا”.

مصدر الصورة

ولبرودي “خبرة واسعة في الاقتصاد الصناعي والسياسات التنموية، جعلته مرجعا أساسيا لا غنى عنه في فهم التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجه القارة، وله دور بارز في قيادة المفوضية الأوروبية (…) وقد حصل على جائزة أمير أستورياس لدوره في تعزيز الوحدة الأوروبية”.

ومن بين رؤى رئيس المفوضية الأوروبية السابق، وفق كلمة الأكاديمية، كون “النمو الاقتصادي لا يفصل عن العدالة الاجتماعية”، مع الدفاع عن “التوازن العادل بين الرفاه الاقتصادي والتماسك الاجتماعي”، ما جعل له “دورا محوريا في التوازن الدقيق بين التوجهات الأوروبية والمصالح الوطنية، والتكامل مع مراعاة خصوصيات وتحديات كل دولة محليا”، والدفع بـ”إصلاحات هيكلية، وتعزيز التلاحم بين الدول الأعضاء؛ برؤية تقدّر أن التكامل الفعلي لا يتحقق دون موازنة بين الأبعاد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية”.

مصدر الصورة

وخلال “رئاسته المفوضية الأوروبية” صار “الاتحاد بين الأوروبيين في مستويات لم تكن لتتحقق لولا قدرته على التنقل بين الرؤى الاقتصادية والعمل السياسي القائم على التوافق”، ما يعني، وفق الأكاديمية، أن “التغيير يبدأ من عقل يرى تحديات المستقبل بروح تواقة للاستقرار والعدالة”، وأن “التغيير الحقيقي لا ينبثق من فراغ بل من عقل مستنير قادر على فهم تعقيدات الحاضر واستشراف تحديات المستقبل”، كما أن “الابتكار ليس ترفا معرفيا، بل حاجة ملحة إلى صياغة مسارات جديدة تتجاوز المسارات التقليدية (…) بين الإبداع الحر والتخطيط المحكم، والطموح الفردي والصالح العام؛ ليكون رائدا لحضارة تنصت لصوت العقل دون إغفال نداء الضمير”.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا