تميز اليوم الأول من فعاليات معرض “جيتكس أفريقيا المغرب 2025″، الملتئم بين 14 و16 أبريل الجاري بمراكش، بتوقيع عدد من الاتفاقيات ذات الصلة بمواضيع تدخل وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة واختصاصاتها؛ كان أبرزها توقيع “اتفاقية شراكة” بين وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة وبين مجموعة بريد المغرب لتعزيز إدماج اللغة الأمازيغية في خدمات تقدّمها الأخيرة.
وحسب معطيات توفرت لجريدة هسبريس الإلكترونية، فإن الاتفاقية الموقعة تأتي في إطار فعاليات الدورة الثالثة لمعرض “جيتكس أفريقيا المغرب 2025″؛ تنزيلا للتوجيهات الملكية وتفعيلا لمقتضيات البرنامج الحكومي 2021-2026 المتعلق بتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية، في انسجام تام مع الفصل الخامس من دستور المملكة والقانون التنظيمي رقم 26.16 الذي يحدد مراحل وكيفيات إدماج اللغة الأمازيغية في المجالات ذات الأولوية”.
الاتفاقية، التي تعد وزارة الاقتصاد والمالية طرفا فيها، وقّعتْها نادية فتاح علوي، وزيرة الاقتصاد والمالية، وآمال الفلاح سغروشني، الوزيرة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، رفقة أمين بن جلون التويمي، المدير العام لمجموعة “بريد المغرب”.
وحسب المعلن، ترتكز الاتفاقية على خمسة محاور رئيسية تشمل أساسا “تعزيز خدمات الاستقبال والإرشاد وتقديم المعلومات باللغة الأمازيغية”، مع “توفير موارد بشرية ناطقة بالأمازيغية ضمن مراكز النداء” و”ترجمة المحتويات الإرشادية واللافتات داخل الفضاءات البريدية”. كما تنص على “إدماج اللغة الأمازيغية في المحتويات الرقمية وعلى منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بالمجموعة سالفة الذكر”؛ فيما يُرتقب، بموجبها كذلك، “تقديم الدعم في مجالات التكوين والاستشارة والخبرة”.
وتعكس هذه الشراكة، وفق وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، “التزامَ الطرفين بتكريس الطابع الرسمي للغة الأمازيغية وضمان ولوج المواطنات والمواطنين الناطقين بها إلى خدمات بريدية دامجة وفعالة”.
في سياق متصل، وقّعت الوزيرة آمال الفلاح السغروشني مع كل من وزارة الاقتصاد والمالية والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية اتفاقية لتدريب المواهب الشابة من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على “المهارات الرقمية والذكاء الاصطناعي”، على هامش الدورة الثالثة من معرض “جيتكس أفريقيا المغرب 2025”.
مستندا على استعمال التكنولوجيا الرقمية من لدن الأندية عبر الخوارزميات وتحليل البيانات في الوقت الفعلي لتحسين استراتيجياتها وتحسين الأداء، يتمثل طموح هذا المشروع في “مساعدة لاعبي كرة القدم الشباب على تحسين مسيرتهم الرياضية من خلال التكنولوجيا الرقمية”.
يستهدف هذا المشروع، وهو جزء من “البرنامج الوطني للتدريب الرقمي والذكاء الاصطناعي”، حوالي 200 ألف مستفيد تتراوح أعمارهم بين 8 و18 عاما. يقدم محتوى موجّها لتعريف لاعبي كرة القدم الشباب بالأدوات الرقمية واستخدام الذكاء الاصطناعي في أنشطتهم الرياضية.
وبموجب الاتفاقية، “سيبدأ تنفيذ البرنامج بمشاريع تجريبية في المراكز الفيدرالية التابعة لـ”جامعة كرة القدم ومراكز التدريب التابعة للأندية، قبل أن يتم توسيع نطاقه ليشمل العُصب الجهوية”؛ فيما تجسد هذه الشراكة “الأولوية المعطاة لتدريب الأجيال الشابة على مهارات الغد”.
بمناسبة “جيتيكس مراكش 2025″، أتمَّت وزارة الانتقال الرقمي والخطوط الملكية المغربية (لارام) ووكالة التنمية الرقمية (ADD) شراكة إستراتيجية نحو “تطوير منظومة تكنولوجيا السفر في المغرب وإفريقيا”، بهدف واضح هو الرقي بمكانة المغرب “كمركز إقليمي لتكنولوجيا السفر في إفريقيا”.
وتلتزم الأطراف الموقعة، أيضا، بـ”تطوير الشركات الناشئة المتخصصة في مجال السفر والنقل الجوي”؛ مع ارتكاز الاتفاقية على ثلاثة محاور رئيسية أساسية للتحول الرقمي الديناميكي لقطاع الطيران.
وتنص الشراكة، حسب المعلن في بلاغ رسمي مشترك إثر التوقيع، على “الترويج المشترك لمعرض جيتكس إفريقيا، مع الخطوط الملكية المغربية بصفتها الناقل الرسمي للحدث. سيوفر هذا التعاون مزيدا من الوضوح لشركة الطيران الوطنية مع تقديم شروط أسعار مميزة للمشاركين والشركات الأفريقية الناشئة.
كما تلتزم الأطراف ذاتها بـ”تعزيز منظومة تكنولوجيا السفر في المغرب، من خلال تحديد ودعم وتشجيع الشركات الناشئة المبتكرة المتخصصة في مجال السفر والنقل الجوي. وسيتخذ هذا الالتزام شكل مبادرات؛ مثل برنامج الابتكار الرقمي المفتوح الخاص بشركة الخطوط الملكية المغربية (RAM)، والجولات الترويجية الإقليمية، وبرامج التوجيه، وإنشاء علامة “مبتكر في مجال تكنولوجيا السفر” على المستوى الوطني.
ومن بين ما تنص الشراكة عليه “تبادُل المعرفة والابتكار المشترك من خلال مبادرات التدريب والتغذية الراجعة والتطوير المشترك للحلول لتشجيع ظهور دينامية تعاونية بين الجهات الفاعلة العمومية والخاصة والشركات الناشئة”.
وتسعى الاتفاقية إلى “تنفيذ تدابير ملموسة لتسريع رقمنة الجهات الفاعلة الخاصة في قطاع السفر”، لا سيما من خلال إتاحة منصتيْ “مقاولة رقمية” و”أكاديمية رقمية” لهم، فضلا عن تنظيم ورش عمل توعوية لتعزيز مهاراتهم الرقمية.