"بيانات السفر" تؤكد هيمنة أوروبا على سعة الطيران الدولي في المغرب

مصدر الصورة

أفادت المنظمة العالمية المتخصصة في تحليلات وبيانات السفر والطيران OAG بأن أوروبا الغربية تهيمن على سعة الطيران الدولي في المغرب، بعدما جرت برمجة 6.4 ملايين مقعد للتشغيل شتاء 2024، وتحديدا ما بين أكتوبر 2024 ومارس 2025، مشيرة إلى أن “ذلك يمثل زيادة بنسبة 19 في المائة (ما يعادل مليون مقعد إضافي) مقارنة بشتاء 2023”.

وأوردت المنظمة المسّجلة في إنجلترا وويلز، في معطيات إحصائيات استعرضتها الخبيرة في ميدان الطيران ديردري فولتون، أنه “رغم كون السعة المقعدية لأمريكا الشمالية في المغرب أقل نسبيا فإنها ارتفعت بنسبة مماثلة (19 في المائة)”، مسجلة في الآن نفسه “ارتفاع السعة إلى أوروبا الوسطى/ الشرقية بنسبة 45 في المائة على أساس سنوي”.

وذكرت الباحثة، وهي تسلط الضوء على اتجاهات نمو السياحة في المغرب، مقدمّة تفسيرات لتصدره قائمة أكثر الوجهات السياحية زيارة في إفريقيا، بعد استقباله 17.4 مليون سائح دولي عام 2024، أن “عدة عوامل ساهمت في هذه الطفرة السياحية، بما في ذلك تحسين الربط الجوي، الجهود التسويقية الإستراتيجية، وتنوع المعالم الجذابة”.

وأشار المصدر نفسه إلى أن مقارنة بيانات سعة الطيران بين شتائي 2023 و2024 كشفت عن “عوامل أكثر إثارة للاهتمام وراء النمو السياحي في المغرب”.

فرنسا تتصدّر

أفادت المنظمة بخصوص أكبر الأسواق الوطنية للمغرب من حيث سعة الطيران بأن فرنسا تتصدر هذه الأسواق، “حيث عملت شركات الطيران على تشغيل 2.3 مليون مقعد في شتاء 2024 (مدعومة جزئيًا بالطلب من أفراد الجالية المغربية المقيمة بفرنسا)”؛ فيما تحل إسبانيا في المرتبة الثانية بمليون ومائة ألف مقعد.

وكشفت المعطيات الواردة ضمن مقال تحليلي، طالعته هسبريس، أن بعض الأسواق شهدت نمو كبيرا في السعة المقعدية في المغرب، على أساس سنوي، وضمنها المملكة المتحدة التي ارتفعت سعتها بنسبة تزيد عن 45 في المائة، وإسبانيا والبرتغال بنسبة تفوق 30 في المائة، بالإضافة إلى سويسرا بنسبة زيادة تخطت 27 في المائة.

على صعيد آخر كشفت المنظمة عن معطى لافت، حين أكدت أن الزيادة في السعة المقعدية الدولية للمغرب مدفوعة بشركات الطيران منخفضة التكلفة، مثل “رايان إير”، و”إيزي جيت” والعربية للطيران- المغرب، إضافة إلى “جيت 2. كوم”، و”ترانسافيا.كوم”.

وفصّلت الهيئة ذاتها في هذا الجانب بأن شركة الطيران الإيرلندية منخفضة التكلفة “رايان إير” هي الأكبر من حيث سعة التشغيل بالمغرب، حيث أضافت أكثر من 325 ألف مقعد إضافي في شتاء 2024، ما يمثل بحسب المصدر ذاته زيادة بنسبة 67% مقارنة بشركة “إيزي جيت”، التي أضافت 195 ألف مقعد في الفترة ذاتها.

كما استحضرت معطيات المصدر نفسه إطلاق “رايان إير” 24 مسارا دوليا جديدا (خطا) من أوروبا الغربية إلى المغرب في شتاء 2024، “ما يضيف 10 مسارات أخرى إلى شبكتها بين أوروبا الغربية والمملكة”.

وذكر المقال أن الشركة الإيرلندية “هي الشركة الأجنبية الوحيدة التي تخدم السوق المحلية بالمغرب؛ حيث أطلقت 11 خطا داخليا في البلاد، 6 منها تشتغل فيها بمفردها”، مبرزا أنه “من المتوقع أن يعزز ذلك الربط الداخلي وينشط نمو حركة السياحة تماشيا مع طموح الحكومة إلى تعزيز السياحة في المملكة”.

مدن نامية

أفادت معطيات OAG بأن مدن أكادير وطنجة والرباط تشهد أيضا نمواَ قويا في السعة المقعدية، إذ زادت سعتها بأكثر من 30 في المائة هذا الموسم الشتوي (نونبر 2024- مارس 2025)، في وقت مازالت مراكش والدار البيضاء الوجهتين الأكثر شعبية، وفقها.

وفي هذا الجانب كشفت المنظمة ذاتها أن الخطوط الملكية المغربية تستأثر بـ 58 في المائة من السعة المقعدية الأوروبية إلى الدار البيضاء؛ بينما بخصوص الوجهات الأربع الأخرى (المذكورة) تمثل “رايان إير” أكبر حصة من السعة المقعدية الأوروبية، موزّعة على أكادير ومراكش بنسبة 36 في المائة لكل منهما، والرباط بنسبة 38 في المائة، إضافة إلى طنجة بنسبة 48 في المائة.

ولفت المصدر نفسه الانتباه إلى أن شركة “إيزي جيت” باتت تشكل منافسا قويا في وجهات أكادير ومراكش والرباط، “لكنها لا تقدم خدماتها لطنجة، حيث تشغل شركة العربية للطيران المغرب 32 في المائة من السعة المقعدية في هذه الوجهات”.

كما رصدت الخبيرة سالفة الذكر، ضمن العوامل التي ساهمت في تحقيق المغرب “طفرة سياحية”، الطقس المعتدل الذي يجعل البلاد وجهة جذابة للسياح الباحثين عن دفء الشمس شتاء، وأوضحت أنه “بفضل طقسها المشمس، ومناظرها الطبيعية الخلّابة، وثقافتها الغنية، تقدّم المملكة المغربية مزيجا فريدا للسياح الراغبين في الاستمتاع بشمس الشتاء وتجارب لا تنسى”.

وتوقّع المصدر نفسه أن “تزداد شعبية هذه الوجهة السياحية؛ إذ ستستضيف كأس الأمم الإفريقية 2025، ثم كأس العالم 2030، بالاشتراك مع إسبانيا والبرتغال”، مؤكدا أن “هذه الأحداث العالمية الكبرى ستجذب المزيد من السيّاح الدوليين”، وأكمل: “هذا يتماشي تماما مع خطط الحكومة المغربية لاستقبال 17.5 مليون سائح بحلول عام 2026، و26 مليون سائح على الأقل بحلول 2030”.