آخر الأخبار

"البوليساريو" توظف رسائل العيد لبث التفرقة بين دول المنطقة المغاربية

شارك

مع استمرار تماهي بلديهما مع الطرح الجزائري الداعم للانفصال في الصحراء، بعث زعيم جبهة “البوليساريو” رسالتي تهنئة بمناسبة عيد الفطر إلى كل من الرئيس التونسي قيس سعيّد، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، عبّر فيهما عن “إرادته الصادقة في تعزيز علاقات الأخوة والصداقة التي تربط الشعب الصحراوي بالشعبين التونسي والليبي”، و”استعداده الدائم للتعاون مع البلدين بما يخدم صالح المنطقة وشعوبها في السلام والاستقرار والازدهار”.

رسائل إبراهيم غالي إلى “قصر قرطاج” و”رئاسي طرابلس”، وفقًا لمهتمين، تتجاوز كونها مجرد مجاملة دبلوماسية بروتوكولية، لتعكس رهانًا قويًا لدى قيادة “البوليساريو” على تثبيت الوضع القائم في تعاطي دول المنطقة المغاربية مع ملف الصحراء، عبر استثمار حالة التردد التونسي والليبي في الحسم العلني لمواقفهما، واستغلال المناسبات الرسمية والدينية لمحاولة ترسيخ واقع جديد في الفضاء المغاربي، بعيدًا عن المنطق الذي ظل يحكم موازين القوى في المنطقة.

في هذا السياق، قال محمد عطيف، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة أبي شعيب الدكالي بالجديدة، إن “رسائل زعيم جبهة “البوليساريو” إلى كل من تونس وليبيا تحمل دلالات دبلوماسية وسياسية واضحة، تتمثل في محاولة الجبهة احتواء مواقف هاتين الدولتين بشأن ملف الصحراء المغربية والتأثير عليها، خصوصًا في ظل الارتباك الواضح في مواقف البلدين الجارين للمملكة”.

وأوضح عطيف، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “”البوليساريو” تسعى إلى توطيد علاقاتها مع تونس المنهكة اقتصاديًا وليبيا المنقسمة سياسيًا”، مشيرًا إلى أن “الجزائر تحاول استغلال هذه الأوضاع السياسية والاقتصادية لاستمالة السلطات في هذين البلدين؛ من خلال تقديم مساعدات أو إطلاق مشاريع اقتصادية معينة أو حتى تعزيز التنسيق الأمني، بهدف خلق بيئة إقليمية تُمكّنها من تنفيذ أجندتها في المنطقة”.

وأضاف الأستاذ الجامعي المتخصص في العلاقات الدولية أن “الموقف التونسي شهد تحولًا واضحًا لصالح الطرح الجزائري منذ استقبال الرئيس قيس سعيّد لزعيم “البوليساريو” خلال القمة الإفريقية اليابانية التي احتضنتها تونس عام 2022، واستمرار الفتور في العلاقات مع المغرب”، معتبرًا أن “ليبيا، بسبب انقسامها السياسي الحاد وصراعها القوي على السلطة، يصعب أن يكون لأي موقف أو خطوة تأثير كبير، حيث تبقى رهينة توزيع موازين القوى في المشهد السياسي الليبي”.

وخلص المتحدث عينه إلى أن “المغرب راكم مكاسب دبلوماسية مهمة في قضية وحدته الترابية خلال السنوات الأخيرة، بفضل رؤية ملكية استراتيجية جعلت من الموقف من هذا الملف أساسًا لإقامة واستدامة العلاقات الدولية للرباط”، مشيرًا إلى أن “خصوم المملكة يسعون إلى مجابهة هذا النجاح الدبلوماسي المغربي عبر محاولات لعزل المغرب عن جواره الإقليمي، من خلال استقطاب مواقف الدول التي تعاني من أزمات”.

من جانبه، أوضح محمد سالم عبد الفتاح، الباحث المتخصص في شؤون الصحراء، أن “خصوم المغرب يقودون جهودًا سياسية ودبلوماسية لاختراق حالة الإجماع العربي الداعم للسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية، عبر توظيف البترودولار الجزائري واستغلال الأوضاع الأمنية والسياسية المضطربة في الدول الحدودية المجاورة للجزائر”.

وأشار عبد الفتاح، في تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن الجزائر تحاول خلق تحالفات ظرفية في المنطقة المغاربية لتعزيز طرحها الانفصالي في الصحراء، عبر توظيف أدوات دبلوماسية واقتصادية وإعلامية للتأثير على مواقف الدول المترددة في إعلان مواقف واضحة من هذا النزاع الإقليمي.

وشدد الباحث المتخصص في شؤون الصحراء على أن “غموض الموقفين الرسميين لتونس وليبيا من ملف الوحدة الترابية وانحيازهما إلى طرح البوليساريو يقابلهما رفض واسع من لدن بعض صناع القرار ومختلف مكونات المشهد السياسي والمدني والثقافي في هذين البلدين لأي تخلٍّ عن الثوابت الدبلوماسية التقليدية المنسجمة مع مبادئ الوحدة والتضامن العربيين ومبادئ حسن الجوار”.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا