علمت جريدة هسبريس الإلكترونية، من مصدر جيد الاطلاع في نقابات التعدين في موريتانيا، أن سيارة كانت تقل منقبين موريتانيين انقلبت، مساء السبت، داخل منطقة “المك” شرقي الجدار الرملي في الصحراء المغربية؛ وهو ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وجرح اثنين آخرين تم نقلهما لتلقي الإسعافات في مستشفى بمدينة “ازويرات”، عاصمة ولاية “تيرس زمور” الحدودية مع المغرب.
وأكد المصدر، الذي تحدث إلى هسبريس في هذا الشأن، أن “الحادث الذي تعرضت له السيارة الحاملة لوحات ترقيم موريتانية كان عرضيا ولم يكن بسبب أي قصف من جانب الجيش المغربي؛ غير أنه يشكل دليلا آخر على وجود منقبين موريتانيين بكثافة داخل الأراضي المتنازع عليها في الصحراء”، مشيرا إلى أن لجنة تسيير الطوارئ بالولاية وكافة نقابات التعدين في البلاد قد أُعلمت بهذا الحادث.
وأبرز المتحدث ذاته أن “هناك مخاوفَ قائمة من رد فعل من جانب الجيش المغربي جراء وجود منقبين موريتانيين في مناطق خطيرة وتشهد حربا”، منبها إلى أن “السلطات الموريتانية لم تحرك ساكنا من أجل معالجة هذا الإشكال، الذي طرحت النقابات على طاولة السلطات أكثر من مرة وما زالت تنتظر تفاعلا وإجراءات جدية لثني المنقبين عن تجاوز الحدود”.
وتابع المصدر النقابي نفسه: “الدنيا كانت ستقوم وتقعد لو أقدم سلاح الجو المغربي على قصف السيارة التي استباحت الحدود”، مشددا على أن “المفروض أن تقوم السلطات في نواكشوط بتحمل مسؤولياتها على هذا المستوى وممارسة حقوق سيادتها في ضبط حدودها، والتنسيق مع السلطات في الرباط لسحب المنقبين الموجودين في الصحراء وتأمين الحدود إضافة إلى فرض عقوبات قاسية ورادعة على جريمة تعدي الحدود لممارسة التنقيب عن المعادن”.
وأورد أن “السلطات الولائية في تيرس زمور على اطلاع دائم على الحوادث المتعلقة بعدم احترام الحوزة الترابية وعلى مختلف مشاكل التعدين الأهلي، وتعمل على معالجة بعض منها في حدود صلاحياتها؛ غير أن الدولة يجب أن تتحمل مسؤوليتها في هذا الصدد”، مشددا في هذا الإطار على أن “استمرار هذه السلوكيات المتعارضة مع مبادئ حسن الجوار تهدد علاقات الدولة الموريتانية مع جيرانها؛ مما يبرز الحاجة إلى اتخاذ سياسة أكثر فاعلية لمعالجة هذا الموضوع في إطار التنسيق الأمني المشترك”.
وأكد مصدر هسبريس أن “الاتحاد العام للمنقبين الموريتانيين التقى مع بيرام الداه أعبيد، زعيم المعارضة والمرشح الذي حل ثانيا في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وناقش معه مشاكل التعدين الأهلي في البلاد. ومن المقرر أن يتم عقد مؤتمر صحافي مشترك مباشرة بعد شهر رمضان، سيتم خلاله إحاطة الرأي العام الموريتاني بمختلف الإشكاليات الكبرى التي تواجه القطاع؛ وفي مقدمتها عدم احترام الحوزة الترابية الوطنية، والتداعيات المحتملة لتعدي على أراضي الدول المجاورة”.