بعنوان “شتات”، صدر أحدث مؤلفات المفكر المغربي عبد السلام بن عبد العالي عن دار نشر “المتوسط”، نقتبس من تقديمه: “رغم أن الكاتب يظلّ ضائعا في ‘شتات’ ما يكتب، تائها بين دروب لا يبدو أنها تتقاطع، فإن بإمكانه أن يرجع القهقرى كي يتبيّن الخيط الذي يربط فيما بين ما كتب”.
تحضر في هذا العمل نصوص متعددةُ الاهتمامات والآفاق، من بينها: “الجميل هو ألق الحقيقي”، فنّ الكلام، دماغ آينشتاين، الكذب والسياسة، عطلة المثقّفين، صورة الآخر في أدب الرحلة المغربية، “دماغ” الذكاء الاصطناعي، إعادة الترجمة لماذا؟ هل الحقيقة بعدد الذين يؤمنون بها؟ اليمين واليسار، الإنسان المعاصر أمام الكوارث، وما الأسباب وراء هذا العنف كلّه؟ بطون الفلاسفة وعقولهم، التغذية تأويل للجسد، كتابة على الرأس، و”أنا أعمل، إذاً أنا موجود”.
يقول بنعبد العالي إن الكاتب إذا رجع القهقرى كي يتبين الخيط الرابط لما يكتب، قد يتّضح له أنه “يتبع على رغمه، وربما عن غير وعي مباشر، مسالك تُخطّ له، ومسارات ترسمها انشغالات اللحظة التاريخية والمعرفية التي يتفاعل معها، وأنه لا يحيد عن ‘مدار’ تدور حوله الحياة الفكرية، بحيث ينتهي به الأمر بأن يعمل على خلق وحدات”.
وبالتالي “هذا النوع من الوحدة التي تثوي خلف الشتات الظاهر، والتي قد يتبيَّنها القارئ ويبنيها أكثر مما يقع عليها المؤلِّف و’ينويها’، هي التي قد تبرّر لمَّ الشتات واقتراح عناوين، وهي التي تدفع القرّاء لأن يبتدعوا عناوين حتى لتلك الكتب التي تتخفّى وراء عناوين تبدو محايدة. فكأن الكُتُب ما تفتأ تغيّر عناوينها بحسب القراءات، حتى وإن أصرّ أصحابها أن يخصّوها بعناوين تعيّن موضوعها، وتحدّد ‘هويتها'”.
وعبد السلام بنعبد العالي مفكر ومترجم، عضو أكاديمية المملكة المغربية، درّس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، وهو من أعلام الدرس الفلسفي بالجامعة المغربية، ومن أعلام الكتابة الشذرية الفكرية في العالم العربي. ومن بين كتاباته “الفلسفة أداة للحوار”، “الفلسفة فنا للعيش”، “البوب – فلسفة”، “القراءة رافعة رأسا”، “الكتابة بالقفز والوثب”، و”عبد الفتاح كيليطو أو عشق اللسانين”.