أعلن وفد الحكومة الإسبانية في سبتة المحتلة عن إتمام أول رحلة تجارية بين إسبانيا والمغرب عبر معبر “تاراخال” بسبتة المحتلة بنجاح بعد سنوات من إغلاقه في وجه المبادلات التجارية.
وحسب ما أوضحته وكالة الأنباء الإسبانية غير الرسمية “أوروبا بريس” فقد عبرت مركبة ثقيلة تنقل مواد صناعة السيارات المحيط الحدودي الإسباني بعد تقديم الوثائق المتفق عليها بين الجانبين، حيث تم السماح للشاحنة بالمرور عبر الجمارك والتوجه نحو الأراضي المغربية.
هذه البعثة تعتبر أول رحلة تجارية رسمية منذ فتح الجمارك التجارية في سبتة، وتشكل نقطة تحول كبيرة في مسار تطبيع العلاقات التجارية بين إسبانيا والمغرب، وفقا للوفد الحكومي الذي ترأسته كريستينا بيريز، فإن هذه الخطوة تعتبر إنجازا بالغ الأهمية في تسهيل تبادل السلع بين البلدين وتعزيز التجارة الثنائية.
وقد تأخر افتتاح الجمارك التجارية في سبتة لمدة شهر كامل مقارنة مع مليلية، التي شهدت إعادة فتحها في يناير الماضي بعد إغلاقها في غشت 2018، حيث تم خلالها إعادة فتح المعبر بين المدينتين تحت إشراف السلطات المغربية، ما يعكس تحولا ملحوظا في سياسة التعامل مع هذه المعابر.
الرحلة التجارية عبر جمرك تاراخال تأتي بعد محاولتين فاشلتين، عندما كانت الشاحنات قد عبرت إلى الأراضي المغربية في محاولات سابقة، تلك المحاولات كانت قد توقفت بسبب “مشاكل فنية” وفقا لما أشار إليه المسؤولين.
هذا، وتمكن المغرب من فرض سيطرته على ملف الجمارك التجارية بين البلدين، حيث تشير التقارير إلى نجاح الرباط في تحقيق اتفاق يضع شروطا صارمة على حركة السلع عبر جمارك مليلية وسبتة المحتلتين.
وفي هذا السياق، تم الكشف عن تفاصيل جديدة تتعلق بالعملية التجارية عبر هذه النقط الحدودية، التي طالما كانت محورا للجدل والتوترات بين الجارين.
وحسب ما كشفته جريدة “الفارو دي مليلية” فإن المغرب سيعمل على تصدير بعض المنتجات إلى مليلية مثل الفواكه والخضروات والأسماك والمواد الخام، وفي المقابل سيسمح بمرور بعض المنتجات التي ستحددها السلطات المغربية وفقا لمعايير لم يتم الكشف عنها، مع استبعاد نظام المسافرين في المرحلة الأولى.
وأشارت الصحيفة الإسبانية، إلى أن المغرب سيطبق قيودا مشددة على حركة المرور عبر معبر بني أنصار، حيث سيتم منع مرور المسافرين وأمتعتهم الشخصية، فيما ستقتصر الواردات على قائمة محددة من السلع التي يعتبرها المغرب ذات أهمية.
هذا، وأعرب العديد من رجال الأعمال عن استيائهم من الإجراءات الجديدة، مشيرين إلى أن المغرب قد نفذ اتفاقا جمركيا يتعارض مع الشروط الإقليمية التي دافع عنها سابقا، وذلك على الرغم من التزاماته بإعادة فتح الجمارك التجارية لمليلية في عام 2022.
في ضوء هذه المعلومات، اتهم خوسيه ماريا فيغاريدو، الأمين العام للمجموعة البرلمانية لحزب فوكس في مجلس النواب الإسباني، رئيس الحكومة بيدرو سانشيز بـ”التنازل عن الحدود الجمركية” في مدينتي سبتة ومليلية لصالح المغرب، مشيرا إلى أن الرباط “تمارس ضغوطًا عليه بشيء ما”، وفقا لتصريحات له خلال مقابلة أجراها صباح مع إذاعة ليبرتاد.
وأضاف أن إغلاق الجمارك في المدينتين سيسبب مشاكل تجارية كبيرة لإسبانيا، حيث ستتمكن المنتجات المغربية من دخول الأسواق الإسبانية بحرية، بينما يستطيع المغرب منع دخول المنتجات الإسبانية.
هذا، وأعرب خوان خوسيه إيمبرودا، رئيس مليلية المحتلة من حزب الشعب الإسباني، عن مخاوفه بشأن إعادة فتح الجمارك التجارية مع المغرب، مشيرا إلى أن الشروط المقترحة قد تحول مليلية إلى “مدينة مغربية أخرى”.
وأوضح قائلا: “إذا كانوا يريدون فعل ذلك، من الأفضل أن يبقوا في أماكنهم ولا يفعلوا شيئا”، واصفا القرار بـ “التصرف المتهور بشكل هائل”، مما يعني “التنازل عن السيادة الاقتصادية والسياسية” لمليلية لصالح المغرب.