مع اقتراب موسم العمرة خلال شهر رمضان، يشتد التنافس في الاستعدادات بين وكالات الأسفار المغربية، التي تكثف جهودها من أجل تقديم عروض لأداء مناسك العمرة تليق بقداسة الشهر العظيم وتتيح لزبائنها الراغبين في زيارة المشاعر المقدسة فرصة أداء تلك المناسك في ظروف جيدة.
في هذا الإطار، أفاد محمد السملالي، رئيس الفيدرالية الوطنية لأرباب وجمعيات وكالات الأسفار بالمغرب، بأن “الأخيرة شرعت فعلياً في تلقي طلبات المعتمرين خلال شهر رمضان”، مبرزا أنه “مع اقتراب الشهر الفضيل بحوالي أسبوع، يُلاحَظ عادة تزايد في وتيرة الإقبال والطلبات قصد أداء العمرة من طرف المغاربة، خاصة بالنسبة للفئة التي تختار العشر الأواخر من رمضان للالتحاق بالأماكن المقدسة وصيام تلك الأيام المباركة هناك مع أداء مناسك العمرة الرمضانية بكل ما تحمله من مكانة دينية مميزة”.
وأكد السملالي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “عمرة رمضان صارت موسمية لدى معظم الفئات المجتمعية في المغرب”، ما أضفى عليها بُعد “السياحة الدينية الموسمية”، وجعلها ضمن محطات موسمية كثيرة تتأهب لها وكالات الأسفار قصد الاستجابة لـ”تعدد وتنوّع الطلبات والاختيارات”، مبرزا أن العروض المتوفرة من طرف معظم وكالات الأسفار هذه السنة يتم تقديمها مقابل قيمة مالية تبدأ من 25 و26 ألف درهم.
كما أشار إلى أن العروض المتوفرة حالياً بشأن عمرة رمضان 1446 هـ، تحاول أن “توفر باقة من البرامج ذات الطابع الاقتصادي” في المتناول، مقابل أخرى “متميزة ومخصّصة” تكون موجّهة للمعتمرين خلال العشر الأواخر من الشهر المبارك لما تحمِلُه من رمزية دينية عظيمة”.
وبينما لفت إلى أن الإقبال على “عمرة رمضان” يبقى “متفاوتا” ومتباين الوتيرة خلال السنوات الثلاث الماضية، مع ارتفاع تكاليف المعيشة وغلاء الأسعار، بالنظر لما عاشته الفئات والطبقات الاجتماعية من موجة تضخم وتدهور في القدرة الشرائية لمعظم الفئات، أكد السملالي أن “مطلب فيدرالية وكالات الأسفار بالحثّ على تقنين الترخيصات وضبط شروط منظمي رحلات العمرة في رمضان، مازال قائماً وبإلحاح أكبر مع رصدنا تزايداً في عروض وهمية متناسلة على مواقع التواصل الاجتماعي وشبكة الإنترنت عموما”.
واعتبر المتحدث أن “السلطات المختصة، لا سيما وزارة السياحة المغربية، تبقى معنية بتسريع التجاوب والتفاعل مع مطلبنا المطروح منذ 3 سنوات تقريباً، بتقنين مجال عروض العمرة وتنظيم القطاع مثلما هو الأمر في حالة أداء مناسك الحج”، خاصة أننا إزاء “تطور كبير في مجال السياحة الدينية بعروض متنوعة تتضمن فنادق مصنفة، ما قد يفسح المجال لوكلاء وهميين أو منتحلي صفة أو شبكات النصب والاحتيال”.
ولفت الفاعل في قطاع وكالات الأسفار الانتباه إلى أن “المجال بدأ يشهد طفرة ملحوظة في تناسل العروض والوكالات الوهمية التي قد تستغل الأمر في إطار عمليات نصب واحتيال على المعتمرين المغاربة”، مشددا على أن المطلوب هو “وضع شروط ضمن دفتر تحملات محدد وواضح. وهذا كله في صالح حماية المستهلك المغربي وكذا الفاعلين المهنيين المعتمدة وكالاتهم بشأن العمرة” (تقارب حوالي الألف حسب أرقام غير رسمية).
في سياق متصل، جدد رئيس الفيدرالية الوطنية لأرباب وجمعيات وكالات الأسفار بالمغرب لفت انتباه المقبلين على العمرة إلى أهمية اتخاذ جميع “الاحتياطات الصحية اللازمة، على الرغم من إعلان الهيئة العامة للطيران المدني السعودي قرارًا يقضي بإيقاف العمل بفرض لقاح الحمى الشوكية النيسيرية”، مردفا بالشرح: “الوكالات المغربية تلقت فعلا قبل ثلاثة أيام قرارا من السلطات السعودية بشأن عدم إلزامية فرض تلقيح الحمى الشوكية للمعتمرين، غير أننا ننصح ونوصي المعتمرين المغاربة باتخاذ الاحتياطات الصحية اللازمة، خاصة بالنسبة لحالات الهشاشة الصحية وذوي الأمراض المزمنة”.
يشار إلى أن القرار الذي عممته الهيئة العامة للطيران المدني السعودي على جميع شركات الطيران العاملة في مطارات المملكة العربية السعودية، تضمّن “دعوة لإيقاف العمل بما ورد في التعميم السابق رقم 2/15597 بتاريخ 7 يناير الجاري الذي كان يتطلب التأكد من تلقي حاملي تأشيرات العمرة أو الراغبين في أداء العمرة لقاح التهاب السحايا بغض النظر عن نوع التأشيرة”.