تنتظر جماعة الدار البيضاء الجلسة الثانية لدورة فبراير العادية، من أجل مناقشة والتصويت على نقاط تتعلق بمشاريع مهمة في مناطق متفرقة بالعاصمة الاقتصادية، حيث سيتم الشروع في بناء مراكز حضرية ذات بعد سوسيو اقتصادي لتوفير فرص العمل للساكنة البيضاوية، وسط ترقب شديد من قبل المعارضة.
ومن المرتقب أن تعرف منطقة مولاي رشيد وأيضا منطقة ابن امسيك تغييرات عديدة، حيث سيتم تنفيذ مسطرة نزع الملكية لعدد من الأراضي، وأيضا تفويتها لإعطاء الانطلاقة للمشاريع الاقتصادية التي يعول عليها مجلس المدينة لتخصيص الآلاف من مناصب الشغل لشباب المدينة.
وقال حسين نصر الله، نائب عمدة مدينة الدار البيضاء المكلف بالتعمير، إن “شركة CDG ستقوم باستثمار حوالي 100 مليار سنتيم من أجل بناء حوالي 140 ألف متر مربع بمنطقة مولاي رشيد مخصصة لتشغيل أبناء المنطقة، حيث من المنتظر أن يتم توفير 25 ألف منصب شغل، على أن يتم تنفيذ هذا المشروع عبر مراحل متفرقة”.
إقرأ أيضا: بيع بقع أرضية يجلب انتقادات ضد الرميلي ومستشارون يرفضون استغلال عقارات البيضاء
وأضاف نصر الله، في تصريح لجريدة “العمق”، أنه سينطلق هذا المشروع في أقرب الآجال، لأن الهدف منه هو إعادة التوازن بين المناطق وأيضا تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية، مشيرا إلى أن “خطاب الملك محمد السادس خلال سنة 2013 أكد على ضرورة إنهاء التفاوتات داخل تراب المقاطعات بالمدن”.
وأردف المسؤول الجماعي قائلا: “في القريب العاجل، ستصبح منطقة مولاي رشيد تتوفر على بنايات ضخمة ومساحات خضراء واسعة”، مضيفا أن “ابن امسيك بدورها ستعرف أيضا مشروعا مهما سيضخ دماء جديدة في المنطقة من أجل النهوض بها وتنميتها على مستوى التشغيل”.
وتابع المتحدث نفسه أن “هذه المشاريع لا علاقة لها بالسكن أو العقارات، وإنما الجماعة تريد خلق مناطق اقتصادية داخل عدد من المقاطعات والجماعات”، مردفا أنه “هناك موضوع آخر يتعلق ببيع عقارات في إحدى المناطق، علما أن هذا الموضوع سيخلق جدلا واسعا بين المستشارين الذين يرفعون شعار بيع المدينة بالتقسيط”.
وأشار نائب عمدة الدار البيضاء إلى أن “بيع هذه العقارات جاء من أجل توفير سيولة مالية لإنجاز مجموعة من المشاريع، نظرا لأن المغرب مقبل على تظاهرات رياضية قارية وعالمية تتطلب بنيات تحتية متطورة”، مشددا على أن “العاصمة الاقتصادية تحتاج إلى حوالي 10500 سرير فندقي، وأن الجماعة ستساهم في هذا المجهود عبر التمويلات المالية”.
وخلص نصر الله حديثه قائلا: “لا نريد إعطاء أحكام قيمة على المقاطعات، لأن جميعها تعاني من مشاكل وإكراهات، وهذا أمر طبيعي في مدينة الدار البيضاء”، موضحا أن “بعض المناطق تحتاج إلى التفاتة حقيقية لإعادة إحيائها على المستوى الرياضي والثقافي والاجتماعي