حاول أحد المتهمين المتابعين في ملف “إسكوبار الصحراء”، تاجر المخدرات الدولي، أمام محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، إبعاد تهمة تهريب المخدرات عنه عبر الحدود المغربية الجزائرية.
وعمل المتهم “علال.ح”، خلال جلسة الاستماع إليه من لدن الهيئة التي تنظر في الملف، على التأكيد على أن الوضع ليس بالسهل في الحدود المغربية الجزائرية، ويصعب تهريب أي شيء بالأحرى المخدرات.
وقال المتهم، بهذه الجلسة التي استمرت لساعات أمام الهيئة التي يرأسها علي الطرشي: “هل اختراق الحدود الجزائرية أمر سهل لهذه الدرجة؟ إنهم يتوفرون على معدات وأجهزة مراقبة، ناهيك على أن الجهة الخاصة بالحدود المغربية لا يمكن المرور منها أو تهريب أي شيء بهذه البساطة”.
وأمام محاصرته بأسئلة المستشار علي الطرشي، استغرب المتهم من عدم متابعة أي من الجنود الذين كان ينسق معهم لتهريب المخدرات وفق تصريحات بعض الشهود.
ونفى الشخص المذكور علاقته بتهريب الممنوعات صوب الجزائر، نافيا كذلك علاقته بالمدعو عبد القادر الجزائري أو كونه تقاضى مبالغ مالية مقابل عملية التهريب، حسب ما جاء في محاضر الضابطة القضائية.
ولم يجد المتهم “علال.ح” سوى إطلاق اتهامات إلى الشرطة القضائية من أجل نفي المنسوب إليه، حيث تحدث عن تعرضه لمضايقات أثناء التحقيق معه من أجل دفعه إلى الاعتراف بتهريب المخدرات؛ قائلا: “لقد تعرضت لمضايقات وتكرفسوا عليا؛ بل إنهم استقدموني للتحقيق وأنا أتلقى العزاء في والدي، ليخبرونني بأني سأتعرض للتضييق أكثر إذا لم يتم ذكر بعض الأسماء والاعتراف بتجارتي بالمخدرات”.
وواجه رئيس الهيئة المتهم المذكور بمحاضر الضابطة القضائية التي أقر فيها بكونه يعمل على تهريب المخدرات وتأمين ذلك صوب الجزائر من خلال الاستعانة بجندي متقاعد يتوفر على علاقات لتسهيل مرور شحنات مقابل مبالغ مالية.
كما قدمت الهيئة محضرا آخر، يهم متهما آخر يدعى “سليمان. ح” والذي يقر فيه هذا الأخير بأن المتهم الأول “علال.ح” ينسق عمليات تهريب المخدرات عبر الحدود المغربية الجزائرية؛ وهو ما نفاه الماثل أمام المحكمة.
وظل الرجل ينفي أمام الهيئة علاقته بتهريب المخدرات أو ارتباطه بأشخاص يقومون بذلك، مشيرا إلى أنه من عائلة ميسورة كما أنه راكم ثروة بعد اشتغاله لسنوات في إسبانيا، مؤكدا عدم صلته بتاجر المخدرات الدولي المعروف باسم “إسكوبار الصحراء”، رافضا أن يكون وسيلة لضرب شخصيات أخرى.
وأرجأت المحكمة مواصلة الاستماع إلى باقي المتهمين في هذه القضية إلى غاية الأسبوع المقبل؛ وبالتالي، فإن لحظة الاستماع إلى المتهميْن البارزيْن سعيد الناصري، الرئيس السابق لنادي الوداد البيضاوي، وعبد النبي بعيوي، الرئيس السابق لجهة الشرق، باتت قريبة.