أعلنت أربع مركزيات نقابية عن نجاح الإضراب العام الذي دعت إليه، اليوم الأربعاء، مشيرة إلى أن نسبة المشاركة في الإضراب بلغت 80 في المائة على المستوى الوطني.
جاء ذلك في بلاغ مشترك لنقابات الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، المنظمة الديمقراطية للشغل، فيدرالية النقابات الديمقراطية، تتوفر جريدة “العمق” على نسخة منه.
واستنكرت النقابات المذكورة ما اعتبرته “إصرار الحكومة على تمرير مشروع القانون التكبيلي للإضراب في البرلمان يوم الإضراب العام”، معتبرة ذلك “استفزازا وتحديا للحركة النقابية مما يزيد منسوب التوتر والاحتقان”، محملة الحكومة مسؤولية تبعاته وتداعياته.
وطالب البلاغ ذاته، الحكومة بالتراجع على كل “القرارات والقوانين التي تستهدف المكتسبات الاجتماعية والحقوق والحريات، وإيقاف مسطرة إقرار القانون التنظيمي للإضراب، والعودة إلى التفاوض الجدي والمسؤول”.
كما عبرت المركزيات النقابية عن استعدادها لمواصلة “النضال بكل الأشكال الاحتجاجية السلمية دفاعا عن الحقفي الإضراب وكافة الحقوق والمكتسبات الاجتماعية” حسب تعبير البلاغ المشترك.
وقال البلاغ إن هذا الإضراب العام يأتي “دفاعا عن الحقوق والمكتسبات التاريخية للطبقة العامل، واحتجاجا على الوضع الاجتماعي المأزوم نتيجة الارتفاع المهول للأسعار ونسب البطالة وتدهور القدرة الشرائية لفئات وشرائح واسعة”.
كما يأتي، وفق المصدر ذاته، “احتجاجا على التضييق على الحريات النقابية وتكبيل حق الإضراب المضمون دستوريا والمكفول بالمواثيق الدولية، وذلك من خلال مشروع القانون التكبيلي الذي مررته الحكومة اعتمادا على أغلبيتها العددية وخارج منهجيته إلى الحوار والتفاوض المسؤول من أجل الوصول إلى توافق”.
وكانت مصادر نقابية قد كشفت في وقت سابق، هذا اليوم، لجريدة “العمق”، عن تسجيل نجاح واسع للإضراب العام الذي دعت إليه المركزيات النقابية في المغرب احتجاجا على القانون التنظيمي للإضراب الذي صادق عليه مجلس النواب في قراءة ثانية.
وأوضحت المصادر النقابية أن الإضراب شهد مشاركة كبيرة في القطاعين العام والخاص، بما في ذلك التعليم، والصحة، والنقل، والمالية، والفوسفاط، مشيرة إلى أن نسبة المشاركة فاقت التوقعات، ما يعكس رفضا واسعا للقانون الذي تعتبره النقابات تقييدا للحق في الإضراب.
يُشار إلى أن نقابات الكونفدرالية الديمقراطية للشغل والاتحاد الوطني للشغل بالمغرب والمنظمة الديمقراطية للشغــل وفيدرالية النقابات الديمقراطيـة، دعت إلى خوض إضراب عام اليوم الأربعاء، فيما دعت نقابة الاتحاد المغربي للشغل لخوض إضراب عام اليوم الأربعاء وغدا الخميس.
في هذا السياق، أكد الميلودي المخارق، الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل، أن الإضراب العام الذي دعا إليه الاتحاد سجل نجاحا كبيرا في يومه الأول بجميع القطاعات المهنية في مختلف المدن والجهات، بما في ذلك أقاليم الصحراء المغربية، حيث انخرط العمال في العيون والمناطق الجنوبية بشكل كامل.
ووفق ببيان للاتحاد المغربي للشغل، فإن التقارير والنتائج الأولية التي وردت على اللجنة الوطنية للإضراب، تشير إلى أن مشاركة الطبقة العاملة وعموم المأجورين في اليوم الأول لهذا الإضراب النقابي العمالي فاقت كل التوقعات، في كل الجهات والأقاليم والمدن المغربية، وبجميع القطاعات المهنية والإدارات والمرافق العمومية.
وأضاف البيان أنه “رغم بعض ما أسماها الاستفزازات الإدارية، ومحاولات تغليط الرأي العام الوطني والعمالي من طرف جهات حكومية، فقد حقق الإضراب نجاحا باهرا بنسبة معدل وطني ناهز ناهز 84،9 %”، مشيرا أنه في كل جهات وأقاليم ومدن المغرب، انخرط الموظفون والأجراء بكثافة ووعي وبكل مسؤولية في هذا اليوم الأول من الإضراب الوطني العام.
من جهتها، أفادت مصادر نقابية من الكونفدرالية الديمقراطية للشغل لجريدة “العمق”، بأن المعطيات الواردة من مختلف القطاعات تؤكد نجاحا واسعا للإضراب، مع تسجيل نسبة مشاركة مرتفعة لم يُكشف عنها بعد، خاصة في قطاعات المالية، والأبناك، والنقل، والمطارات، والقطاع الخاص، والتعليم، والتعليم العالي.
بدوره، قال الكاتب العام للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، محمد الزويتن، في تصريح لـ”العمق”، إن المؤشرات المسجلة إيجابية، مع تفاوت النسب بين القطاعات والمراكز داخل القطاع الواحد، في انتظار إعداد حصيلة شاملة للإضراب مساء اليوم.
وأشارت مصادر نقابية من داخل الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب إلى أن نسبة المشاركة في قطاع الفوسفاط بلغت 98 في المئة، بينما سجلت قطاعات الموانئ نسبة مشاركة بلغت 95 في المئة، في خطوة اعتُبرت نجاحا غير مسبوق.