أعلن الميلودي المخارق، الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل، نجاح الإضراب العام الذي دعت إليه نقابته في مختلف القطاعات المهنية بجميع المدن والجهات المغربية، بما في ذلك أقاليم الصحراء المغربية، مؤكدا أن العمال في العيون وباقي المناطق الجنوبية انخرطوا بشكل كامل في هذا الإضراب.
المخارق، الذي كان يتحدث اليوم الأربعاء في مهرجان خطابي أمام حشد من الشغيلة والنقابيين بالدار البيضاء، أكد أن الاتحاد المغربي للشغل حرص على اتخاذ كافة الخطوات الضرورية قبل اللجوء إلى الإضراب، لكنه وجد نفسه مضطرا لخوض هذه المعركة النضالية بعد تجاهل الحكومة لمطالب العمال.
وقالت نقابة الاتحاد المغربي للشغل، إن الموظفين والأجراء، ففي كل جهات وأقاليم ومدن المغرب، انخرطوا “بكثافة ووعي وبكل مسؤولية في هذا اليوم الأول من الإضراب الوطني العام لمدة 48 ساعة، حيث توقفت عجلات الإنتاج والحركة في كل مكونات النسيج الاقتصادي”، قائلة إن نسبة المشاركة بلغت 84.9%.
وأوضح أن أسباب الإضراب واضحة ولا تحتاج إلى تفسير إضافي، إذ سبق للاتحاد أن أصدر بلاغات ومناشير تحذر من خطورة الوضع، مشيرا إلى أن الطبقة العاملة لم تعد قادرة على تحمل الارتفاع الحاد للأسعار، الذي طال كافة السلع الأساسية والخدمات، بما في ذلك الصحة والتعليم.
وأشار إلى أن الطبقة المتوسطة أصبحت عاجزة عن مجاراة هذا الغلاء الفاحش، في حين تكتفي الحكومة بدور المتفرج، إن لم تكن متواطئة، حيث لا تسعى إلا إلى خدمة مصالح الفئات الميسورة على حساب الفئات الهشة والمتوسطة.
وشدد المخارق على أن الاتحاد المغربي للشغل يتحمل مسؤولياته التاريخية أمام العمال والموظفين، مؤكدا أن الخيار كان بين الاستسلام أو النضال من أجل الكرامة، داعيا الحكومة إلى تصحيح مسارها واتخاذ إجراءات ملموسة للحد من ارتفاع الأسعار، وضبط الأسواق، ومعاقبة المتلاعبين بقوت المواطنين.
وأكد أن الاتحاد المغربي للشغل سيظل وفياً لمطالبه العادلة، وأن هذه الخطوة ليست سوى البداية إذا لم تستجب الحكومة لمطالب الطبقة العاملة، مشددا على أهمية مواصلة النضال حتى تحقيق العدالة الاجتماعية وتحسين ظروف العيش.
وفيما تخوض عدة نقابات إضرابا عاما اليوم الأربعاء في القطاعين العام والخاص، قرر الاتحاد المغربي للشغل تمديد الإضراب ليشمل يوم الخميس أيضا.