يبدو أن المغرب يواصل التأكيد على موقعه كوجهة مفضلة لدى عدد من الشركات الأجنبية وأصحاب رؤوس الأموال الساعين للاستثمار في مجال الهيدروجين الأخضر، وطموحه لاستقطاب هؤلاء بكثافة، وذلك من خلال “عرض وطني محفز” سبق أن أعلن عنه، يتماشى و”الرؤية الوطنية لتطوير القطاع الطاقي”.
وأفادت وكالة “إينبريسواير” للأخبار بانتهاء الدراسات الأولية لإنشاء مصنع الأمونيا بالمغرب من قبل شركة “H2 Global Energy”، يستهدف الوصول إلى إنتاجية تبلغ مليون طن متري في كل سنة.
وقال المصدر نفسه إن الشركة، الواقع مقرها المركزي بالإمارات العربية المتحدة، “استكملت دراساتها الأولية من أجل تطوير مصنعها المتخصص بالأمونيا والهيدروجين الأخضر بجنوب المغرب، بما يمكن أن يجعل المملكة في ريادة المشهد العالمي للطاقة الخضراء”.
وأضاف أن “فريقا ينتمي للفاعل الاقتصادي ذاته اختتم سلسلة من الاجتماعات المثمرة مع هيئات حكومية متعددة بالعاصمة الرباط، لمناقشة الإطار التنظيمي وفرص الاستثمار والتعاون اللازم لإنجاز هذا المشروع التحويلي، إذ سلّطت هذه المناقشات الضوء على التزام الحكومة المغربية بتعزيز مبادرات الطاقة المتجددة ورؤيتها الاستراتيجية لتصبح مركزا إقليميا لإنتاج الهيدروجين الأخضر”.
ونقل المصدر سالف الذكر تصريحا لوليد الحلاج، المدير التجاري للشركة المذكورة، بيّن فيه أن “إنشاء مصنع للهيدروجين والأمونيا الخضراء يعد خطوة مهمة لتعزيز طموحات المغرب في مجال الطاقات المتجددة”، مفيدا بأن “هذا المشروع سيخلق فرصا للعمل وسيحفز النمو الاقتصادي؛ فنحن متحمسون لإمكانات هذا المشروع لدعم انتقال المغرب إلى اقتصاد أخضر وتعزيز مكانته في سوق الطاقة العالمية”، بحسب تعبيره.
أما عن طريقة الاشتغال المرتقبة، فقد ذكر المصدر عينه أنه “سيتم استخدام موارد المغرب الوفيرة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لإنتاج الهيدروجين الأخضر الذي سيتم تحويله إلى أمونيا خضراء فيما بعد. ومن المقرر أن يلعب دورا مهما في مختلف القطاعات، بما في ذلك الزراعة والنقل وتخزين الطاقة”.
وتظهر الشركة، بحسب “إينبريسواير”، “التزاما بقيادة مشاريع مبتكرة بالتعاون مع شركاء محليين ودوليين، مع السعي نحو جعل المغرب قائدا في مجال الطاقة المتجددة بالمنطقة، والتعاون مع الحكومة المغربية وأصحاب المصلحة”.
ويبدو جليا اهتمام الفاعلين الدوليين في مجال الطاقات المتجددة، كالهيدروجين الأخضر، بالاستثمار في المغرب، وذلك تفاعلا مع المجهودات التي سبق أن بذلتها المملكة من أجل توفير ظروف لهذه الشركات قصد توطين استثماراتها ومصانعها بترابها.
وكانت الحكومة المغربية أطلقت، في السنة الماضية، “عرض المغرب”، الذي يعتبر “عرضا عمليا وتحفيزيا يشمل مجموع سلاسل القيمة لقطاع الهيدروجين الأخضر، ويتماشى مع احتياجات المستثمرين. كما يستهدف تجمعات هؤلاء الفاعلين من الراغبين في إنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته على نطاق صناعي بالمملكة”.
وأكدت المؤسسة التنفيذية، قبل أشهر، “توصّلها بحوالي 40 طلبا يخص مشاريع دولية في مجال الهيدروجين، وذلك في إطار العرض المذكور، من مناطق مختلفة من العالم، بما فيها الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا وأستراليا”.