رغم استمرار الاستيراد.. البواري يبرر غلاء اللحوم ويعول على الداخلية لضبط الأسواق - العمق المغربي

أكد وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، أن الوزارة ستعقد اجتماعًا مشتركًا مع وزارة الداخلية ووزارة الصناعة لاتخاذ إجراءات لمعالجة إشكالية الفارق في الأسعار بين المجازر والضيعات من جهة، وبين أسواق الجملة والتقسيط من جهة أخرى.

وأوضح البواري أن الحكومة ركزت على ضمان تزويد السوق المحلي بالكميات اللازمة من اللحوم والماشية، حيث تم استيراد حوالي 167 ألف رأس من الأبقار، و906 آلاف رأس من الأغنام، و1724 طنًا من اللحوم، بالإضافة إلى زيادة الكميات المستوردة من كتاكيت الدجاج اللاحم والديك الرومي بنسبة تفوق 17 في المئة مقارنة مع السنة الماضية.

وأشار إلى مواصلة الجهود المتخذة بشأن استيراد الماشية واللحوم، مع التركيز على الصرامة الصحية في دفتر التحملات، مشيرًا إلى أن الاستيراد مبسط ومفتوح لكل الفاعلين والمستثمرين، وأنه تم فتح المجال للاستيراد من أكثر من 45 دولة تم إبرام اتفاقية السلامة الصحية معها، لا سيما الدول التي تنتج كميات كبيرة.

وأكد وزير الفلاحة، خلال الجلسة العامة المخصصة للأسئلة الشفوية في مجلس النواب، اليوم الاثنين، أنه رغم ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء، تراجعت أسعار العديد من المنتجات الفلاحية الأساسية مقارنة بيناير من السنة الماضية، بفضل التدابير الحكومية لمواجهة التضخم، مسجلاً تراجع أسعار الطماطم بنسبة 8 في المئة، والبطاطس بنسبة 15 في المئة، والبصل بنسبة 30 في المئة، والبيض بنسبة 6 في المئة.

وبخصوص اللحوم البيضاء، أكد أنه لن يتم تسجيل أي اختلال في الإنتاج، وأن الارتفاع المسجل في الأسعار راجع إلى ارتفاع الطلب على اللحوم البيضاء بعد ارتفاع ثمن اللحوم الحمراء، مشيرًا إلى أنه وفي إطار الحوار القطاعي المهني مع التنظيم البيمهني لقطاع الدواجن تم الاتفاق على زيادة الإنتاج من خلال رفع الإنتاج من الكتاكيت.

وفيما يخص استراتيجية الوزارة لتحقيق السيادة الغذائية، أشار الوزير إلى أن الإنتاج الوطني غطى معظم الحاجيات الضرورية من الخضروات والفواكه بنسبة 100 في المئة، واللحوم البيضاء بنسبة 100 في المئة، وبيض الاستهلاك بنسبة 100 في المئة، والحليب ومشتقاته بنسبة 98 في المئة، موضحًا أن الوزارة تعمل على تنفيذ رؤية جديدة ضمن استراتيجية “الجيل الأخضر”، تهدف إلى تقوية سلاسل الإنتاج لمواجهة التغيرات المناخية والأزمات العالمية.

وأوضح أن الحكومة تبذل جهودًا كبيرة لضمان تزويد الأسواق بالمواد الغذائية الأساسية بشكل مستمر وللتحكم في الأسعار، على الرغم من التحديات المناخية والأزمات المتعددة التي شهدتها السنوات الماضية، مؤكدًا الإرادة الجماعية في التركيز على الحلول لحماية القدرة الشرائية للمواطنين.

وفي سياق مواجهة غلاء الأسعار، أشار البواري إلى أن الحكومة أطلقت برنامجًا استعجاليًا لدعم الإنتاج الفلاحي من خلال تقديم دعم مباشر لبذور وشتائل المواد الأساسية كالحبوب والخضروات والشمندر السكري، بالإضافة إلى دعم الأسمدة الأزوتية.

كما شملت الإجراءات تعليق رسوم الاستيراد والضريبة على القيمة المضافة المطبقة على استيراد العجول والأغنام والمعز والإبل، وكذلك استيراد اللحوم الحمراء، مشددًا على أهمية حماية القطيع الوطني، إذ تم منع ذبح إناث الأبقار مع إعفاء الرسوم الجمركية على استيراد كتاكيت الدجاج اللاحم.

وأضاف الوزير أن هذه الإجراءات تضمنت تحفيزات مالية للاستثمار في تجهيزات مثل معدات التبريد ووحدات الإنتاج، وإنشاء وحدات لتجفيف فضلات الدواجن والمجازر الصناعية، كما تم تشجيع زيادة الإنتاج المحلي للحوم البيضاء من خلال رفع إنتاج الكتاكيت بالتنسيق مع القطاع المهني.

وأعلن أنه من المقرر إجراء تقييم نصف مرحلي لاستراتيجية “الجيل الأخضر” مع نهاية 2025 وبداية 2026، وهو تقييم ضروري لتجديد خارطة طريق مختلف سلاسل الإنتاج تماشيًا مع المستجدات الوطنية والدولية.