آخر الأخبار

بولعوالي يستعرض علاقة مستشرقين بالعوالم المظلمة للقرصنة والجاسوسية

شارك الخبر

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

في أحدث حلقات برنامج “في الاستشراق”، الذي يقدمه الكاتب والإعلامي ياسين عدنان عبر منصة “مجتمع”، كشف الباحث المغربي التِّجاني بولعوالي ما بين الجاسوسية والاستشراق من اتصال وانفصال، وأهمية الاستفادة من مخرجات العديد من الدراسات والأبحاث الاستشراقية رغم ماضيها الاستعماري.

وأضاف أستاذُ الدراسات العربية والإسلامية ومنسق ماستر الديانات الكونية واللاهوت الإسلامي بكلية اللاهوت والدراسات الدينية بجامعة لوفان ببلجيكا أن “الجاسوسية قديمة قدم الإنسان وتلصصه على الآخرين. (…) ويحضر هذا المعنى العام مع الاستشراق، مع استحداث المستشرقين البحث العلمي والدراسات الأنثروبولوجية والإنثروغرافية والرحلة والتظاهر باعتناق الإسلام”، وتوجد كتابات ورسائل، وما كتبه عنهم أبناء بلدانهم في صحف ودراسات، بل منهم من أفصح بنفسه عن ادعائه الإسلام في فترة الدراسة الميدانية، بعد عودته من البلدان التي كان يدرسها.

وتابع قائلا: “توجد علاقة متقاطعة بين الجاسوسية والقوة الناعمة، هي عامل مساعد ينبني على المكر والخداع، بينما الثانية تقوم على الجاذبية والإقناع والوضوح”، مشيرا إلى أن “هناك مستشرقين تفرغوا بشكل كلي للبحث، وتنقلوا إلى المنطقة بهدف الفضول العلمي مثل كارل بروكلمان والشاعر غوته. بالمقابل نجد كثيرا من المستشرقين الأكاديميين على مستوى عال سخروا معرفتهم لخدمة أجندة أوطانهم الاستعمارية، مع إظهار الإسلام أو التعاطف مع العرب والمسلمين”.

وأشار إلى ما قام به مستشرقون من “قرصنة وسرقة موصوفة، وتوجد على ذلك الكثير من الأدلة في الدراسات الاستشراقية، مثلما قام به ريتشارد فرانسيس بورتون، الذي حج وتظاهر بالإسلام، وعاد إلى منطقة مدين للبحث عن الذهب والفضة لتكوين ثروة عمره، وبعد خيبة أمله هرّب 25 طنا من القطع الأثرية إلى لندن من 18 موقعا أثريا”، فضلا عن “حجر الرشيد، الذي سُرِق عندما قام نابليون بحملته على مصر، وصار هذا الأثر المهم جدا بعد ذلك في ملكية المتحف الوطني البريطاني”.

ومن بين من تطرقت إليهم الحلقة “لورنس العرب، الذي توفّق في مهمته خلال الصراع العثماني العربي، وشكل تاريخيا حركة وصل بين المكونات الثلاثة، التي من بينها بريطانيا، ووظف مهاراته في اللغة والثقافة العربيتين، وعندما نزل بالقبائل العربية وعاش معها كسب ثقتها، وبحث عن الهدف الجوهري المشترك بين العرب وبريطانيا وهو دفعُ العثمانيين، لرغبة العرب في الاستقلال ورغبة بريطانيا في إضعاف العثمانيين لاحتلال مواقعهم، والعرب للأسف تعاملوا بنوع من البلادة مع ذلك”.

كما اهتمت الحلقة بريتشارد فرانسيس بورتون، المستشرق والرحالة والعميل السري المهووس بالجانب العلمي، وهو من مترجمي “ألف ليلة وليلة”، ومحب للمغامرة والمجهول، وللثقافة العربية الإسلامية، “حج إلى مكة وأشرفت زوجته على كتابه الضخم حول هذه الرحلة، بعدما ختن نفسه، وتعلم حتى كيف يصنع حذوات الخيل بعدما كان جنديا بريطانيا في الهند (…)، وقام بكل هذا من أجل رفاهية بلده إنجلترا كما كتبت زوجته (…)، وحصل على التمويل بنية القيام بمسح جغرافي من الحجاز إلى مسقط (…) وعوض ذلك توجه إلى الحج لدراسته”.

مستشرق آخر بالمغارب هذه المرة تحدثت عنه الحلقة، هو أوغست مولييراس الذي “تظاهر أحيانا بالإسلام، واهتم بالمجتمع المحلي الأمازيغي الجزائري والمغربي، وله نفس العلاقة الاستخباراتية بالاستعمار لمعرفة تركيبة المجتمع، وكتب في جزأين حول الريف وقبائل جبالة “المغرب المجهول” (…) بعدما استعد طويلا كما يقول للقيام برحلته، وتعلم اللهجات، وجغرافية المغرب، والإسلام، رغم مخاطرها، ثم تخلى عن فكرة الذهاب بنفسه، وبحث عن مخبر يذهب مكانه يعلّمه مدة طويلة، عبر مخبر جزائري هو محمد بن الطيب، وأغدق عليه، وبقي في المغرب عقدين من الزمن، ومسحه مسحا لم يتمّ حتى الآن رغم تطور الآليات، ثم سأل مخبره بالتفصيل عن مداخل القبائل، وأماكنها، وعدد الأسواق، ومن يرتادها، وعدد فرسانها، لتقدير قوة المغرب عندما تريد فرنسا الاستيلاء عليه (…)، ولو أنه لم يستوعب طبيعة المجتمع القبلي المعقدة، والمقاومة الممكنة الشرسة ضد المستعمرين (…)، لكن المعلومات أدت دورا كبيرا في إقناع المستعمرين باستعمار المغرب”.

من المستشرقين أيضا الذي تطرقت إليهم الحلقة سنوك الهولندي، الذي يعد “من أعلام الدراسات الإسلامية”، وقد “أسلم بمكة، وفي إندونيسيا تزوج مرتين وولد أولادا منعهم من القدوم إلى هولندا بعد عودته إليها حيث تزوج بهولندية وتنكر للإسلام (…) بعد توصيات لحكومته، منها ما تسبب في مجازر في حقّ المسلمين بإندونيسيا”.

ولفت بولعوالي إلى أنه “لا ينبغي أن يغطي الجانب الاستعماري على أمور أخرى في الإرث الاستشراقي”، منها “مشاريع كبيرة في الدراسات الإسلامية مثلا”، مشيرا إلى أن الاستشراق “مفهوم فضفاض وهلامي”، لكنه أعطى أمورا كثيرة في جوانب الثقافة مثل الدراسات العربية والإفريقية والأمازيغية والتركية، وكذا توجهات متعددة أنثروبولوجية وإثنوغرافية، فضلا عن الرحلات واللغات واللهجات.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك الخبر


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا