آخر الأخبار

موقف غانا يؤكد انهيار أطروحة الانفصال .. والمغرب يحقق انتصارا دبلوماسيا جديدا

شارك الخبر

بمثابة “قطعة ثلج باردة” على الجزائر وصنيعتها “البوليساريو”، نزَل قرار رسمي لجمهورية غانا، صباح الثلاثاء، بتعليق علاقاتها الدبلوماسية مع “الجمهورية الوهمية”، وجاء متضمنا في وثيقة رسمية صادرة عن وزارة الشؤون الخارجية والاندماج الإقليمي لهذه الدولة التي كانت من أولى الدول التي اعترفت بـ”الطرح الانفصالي” في عام 1979.

وبدأت الآلة الدبلوماسية المغربية سنة 2025 بانتصار جديد يدعَم الزخم الكبير الذي أعطاه الملك محمد السادس لقضية الصحراء المغربية خلال 2024؛ إذ صارت 13 دولة إفريقية (من بين 46 دولة) قاطعة أو مُعلقة لعلاقاتها مع “الجمهورية” الوهمية منذ عام 2000.

الوثيقة، المؤرخة بأكرا، العاصمة الغانية، وُجهت إلى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج في المملكة المغربية، مؤكدة إبلاغ “حكومة المملكة المغربية والاتحاد الإفريقي ومنظمة الأمم المتحدة بهذا الموقف على الفور، عبر القنوات الدبلوماسية”.

وانضمت غانا إلى الدول الداعمة بقوة “للجهود الصادقة التي تبذلها المملكة المغربية للتوصل إلى حل مقبول من جميع الأطراف”، حسب تعبير وثيقة دبلوماسيتها.

وبدا لافتا أن توجه هذه الدولة في غرب إفريقيا صفعة جديدة إلى “البوليساريو” في اليوم نفسه الذي شهِدَ تمثيل راشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب للملك محمد السادس، في مراسم تنصيب جون دراماني ماهاما، رئيس جمهورية غانا المنتخب، بأكرا؛ ضمن وفد مغربي رفيع ضم، أيضا، ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، وإيمان واعديل، سفيرة المملكة المغربية بجمهورية غانا.

“امتداد” لترافع مغربي متصاعد

تعليقا على تداعيات القرار الغاني الصاعق لأطروحة الانفصال في الصحراء وأوهام نظام عساكر الجزائر، الذي ما زال يعيش “في عالم آخر”، أكد عبد الفتاح الفاتحي، مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الإستراتيجية، أن “موقف غانا تعليقَ علاقاتها الدبلوماسية مع الجمهورية الوهمية يُعد امتدادا للخط التصاعدي لنتائج المرافعات المغربية حول سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية بعد العودة إلى الاتحاد الإفريقي”، مستنتجا أنها “لا تزال تُحدث الفارق لصالح تكريس مبدأ سيادة الوحدة الترابية للدول”.

وفي تقدير الفاتحي، متحدثا لجريدة هسبريس، فـ”الموقف الغاني يؤكد بما لا يدع مجالا للشك انهيار الدعاية الجزائرية الانفصالية بعدما لقيت ترحيبا لدى الدول الإفريقية ذات الحزب الوحيد وتماهَت معها بأن تم إدخال الجمهورية الوهمية عضوية مَعيبة داخل منظمة الوحدة الإفريقية آنذاك”.

لطمة غينية على خد الجزائر

أوضح عبد الفتاح الفاتحي إلى أن “اللطْمة الغانية على الخد الجزائري هي إعلانُ فشل مريع لمنطق الدبلوماسية الجزائرية التي لا تزال تعيش على أوهام تلغيم دول الجوار بأمراض النزعات الانفصالية”، بتعبير المصرح الذي أضاف: “ما ذهبت إليه غانا لا يقف عند حدود تعليق العلاقات الدبلوماسية؛ ولكن سيتعداه بالضرورة إلى تأييد سيادة المملكة المغربية على الصحراء عبر مبادرة الحكم الذاتي، وقد يتطور الأمر إلى فتح قنصلية عامة لها بإحدى جهات الصحراء تتويجا لمزيد من التعاون السياسي والاقتصادي بين الرباط وأكرا”.

وأبرز مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الإستراتيجية “أن الموقف الغاني، اليوم، يأتي ليُقوي مطلب طرد الجبهة من الاتحاد الإفريقي، وإعادة إصلاح هياكل هذه المنظمة بما يتوافق والقانون الدولي والذي ينفي عن الجمهورية الوهمية عضوية الأمم المتحدة”.

وأضاف المتحدث: “كما يَشي هذا المقترح بوشك إعلان دول إفريقية عن مواقف مماثلة في الأمد المنظور”، لافتا إلى أن “الأنظار تتجه اليوم إلى مالي لسحب اعترافها بالجمهورية الوهمية، بعد ثبوت تحالف عناصر مع الجزائر لتهديد أمن واستقرار الشمال المالي عبر دعم الجماعات الإرهابية والانفصالية”.

موقف “شجاع ومُشجع”

على الخط ذاته سار حسن بلوان، جامعي خبير في العلاقات الدولية، واضعا “قرار جمهورية غانا بسحب الاعتراف بالجمهورية الوهمية في سياق الاختراقات الكبيرة التي عرفتها قضية الصحراء المغربية، وكذا إثر توالي الاعتراف الدولي الصريح بسيادة المملكة على أقاليمها الجنوبية، ينضاف هذا الموقف القوي لدولة غانا إلى هذه الدينامية التي تؤشر على قرب الطي النهائي لهذا النزاع المفتعل.

الموقف الغاني “موقف شجاع واستراتيجي يمكن أن تكون له تداعيات كبيرة على طي هذا النزاع إفريقيًّا”، سجل بلوان في تعليق لجريدة هسبريس، “خاصة إذا استحضرنا دورها في مجموعة غرب إفريقيا وكذلك داخل أجهزة ومؤسسات الاتحاد الإفريقي”، بتعبيره.

وزاد بالشرح أن “الموقف الغاني يؤكد امتعاض النخب الحاكمة في إفريقيا الجديدة من الدور المزعزع للاستقرار الذي تقوم به الجزائر الداعمة للانفصال والمُعرقل للمشاريع الاقتصادية والتنموية التي تتطلع لها القارة في المستقبل”، مشددا على أن “الموقف الغاني الجديد اعترافٌ بالجهود الإيجابية التي تقوم بها المملكة المغربية داخل الفضاء الإفريقي، كما يدعم صوابية المداخل الاقتصادية والتنموية التي يتبناها المغرب لحل النزاعات داخل القارة”، مستحضرا في السياق ذاته “مبادرة أنبوب الغاز نيجيريا–المغرب” و”المبادرة الملكية الأطلسية” بالإضافة إلى “الاستثمارات المغربية الكبيرة في غرب إفريقيا”.

وخلص الخبير في العلاقات الدولية إلى أن “كل هذه المؤشرات تدل على أن قرار وموقف دولة غانا بسحب الاعتراف بالجمهورية الوهمية ستكون له تداعيات كبيرة على ملف قضية الصحراء المغربية انطلاقا من القارة الإفريقية، إذ سيفتح الباب بلا شك أمام الدول القليلة التي ما زالت تتبنى مواقف ملتبسة أو ضبابية تجاه قضية الصحراء المغربية”.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك الخبر


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا