قال “مارك فايفلي”، المستشار السابق الرئيسي لشؤون الأمن الوطني في البيت الأبيض، لدى إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق “جورج دبليو بوش”، ومؤسس مجموعة التفكير “أوف دي الريكوردز ستراتيجيز”، إن “العادة تقتضي حين حلول إدارة جديدة في البيت الأبيض تجاهل ما فعلته سابقتها، إلا أن الرئيس السابق جو بايدن كان ذكيا، واختار الاستمرار في النهج الذي اتبعه سلفه دونالد ترامب، الذي عاد إلى الرئاسة من جديد، بخصوص ملف الصحراء المغربية”، موضحا أنه “الآن، مع عودة ترامب لأربع سنوات، سيصدق على قراراته السابقة، ويستخدم المزيد من تأثيره لتعزيز العلاقة المغربية-الأمريكية”.
وأفاد المستشار السابق الرئيسي لشؤون الأمن الوطني في البيت الأبيض، في تصريح لهسبريس، بأن “العالم سيشهد عودة الرئيس دونالد ترامب من جديد كصانع صفقات”، موضحا أن “لدى الرئيس الأمريكي الجديد علاقة قوية وحقيقية مع المغرب، بدأت في وقت مبكر من خلال التفاعلات بين البلدين، وقد تجسدت في نهاية إدارته من خلال اتفاقيات أبراهام، التي أبرزت قوته كصانع صفقات؛ كما حددت موقف الولايات المتحدة من الصحراء المغربية، وهو الموقف الذي استمر حتى خلال إدارة جو بايدن”، مشددا على أن “إدارة البيت الأبيض تريد لنفسها وحلفائها، مثل المغرب، النجاح، بالاعتماد على إمكانياتها التفاوضية على معاهدات أو إعلانات أو أولويات تفيد البلدين”.
ونبه مؤسس مجموعة التفكير “أوف دي الريكوردز ستراتيجيز”، على هامش لقاء مع طلبة معهد الدراسات العليا للتدبير HEM بالدار البيضاء، إلى أن “قضية الصحراء المغربية طويلة الأمد، ويصعب حلها بشكل نهائي على المدى القصير، بالنظر إلى الملفات العالمية الكبرى، التي تمثل أولوية بالنسبة إلى إدارة الرئيس ترامب الحالية، والمتمثلة في صراع روسيا وأوكرانيا ومشكل غزة، وتنامي النفوذ الصيني في العالم”، مشددا على أن “العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة والمغرب ستظل قوية وستستمر في النمو”، وزاد: “يمكن أن يمثل تزايد التدخل الروسي في الجزائر فرصة للبلدين للعمل معا بشكل أقرب، خصوصا في مجالات الطاقة والفلاحة (الأسمدة والفوسفاط)… نحن بحاجة إلى منتجات بعضنا البعض. من خلال زيادة التجارة، والتبادل التجاري، والتبادلات الثقافية، وتعميق العلاقات الدبلوماسية خلال السنوات المقبلة، أعتقد أننا يمكن أن نحقق تأثيرا كبيرا في بعضنا البعض”.
شهد اللقاء الذي نظم من قبل شبكة LCI الدولية، بوحدتيها التابعتين HEM و”كوليدج لاصال”College Lasalle، عرضا تفاعليا للمسؤول الأمريكي الأسبق بالبيت الأبيض “مارك فايفلي” مع الطلبة في معهد الدراسات العليا للتدبير في الدار البيضاء، حاول من خلاله تمرير مجموعة من الرسائل للجيل المستقبلي من المسيرين، من خلال سرد تجربته الشخصية، التي قادته من “داكوتا الشمالية” إلى واشنطن العاصمة، وإدارة الرئيس الأمريكي الأسبق “جوج دبليو بوش”، حيث أكد إصراره على مواصلة التعلم بعد التخرج، وتصحيح نقط الضعف والخلل الذاتية بالعزيمة، إلى غاية بلوغ مراحل متقدمة من التطور، لافتا إلى أهمية التكوين في مجال التواصل والإعلام، والحرص على استغلال وسائل التواصل الاجتماعي في بلوغ المجتمعات المستهدف الاندماج فيها.
ومن جهته أكد لحسن أقرطيط، أستاذ الأنظمة السياسة بمعهد الدراسات العليا للتدبير HEM، في تصريح لهسبريس على هامش الحدث، أن “النشاط الجديد يأتي في إطار الانفتاح على المحيط السياسي والاقتصادي والاجتماعي للمعهد، الذي يعد جزءا من منظومة تعليمية كندية دولية، إذ إن الأفق الدولي حاضر بقوة في تكوين الطلبة”، موضحا أن “المؤسسة استضافت مسؤولين دوليين مهمين، ووزراء خارجية دول خلال زياراتهم الرسمية إلى المغرب، مثل وزير خارجية كندا والسفير الألماني قبل حوالي شهر؛ وأخيرا المستشار الأمني الأمريكي، الذي كان ينسق عمل الوكالات الأمنية في الولايات المتحدة الأمريكية على مدى سنوات طويلة، وشخصية مقربة من الحزب الجمهوري الأمريكي”، ومؤكدا أن استضافة مسؤول مثل “مارك فايفلي” سيلهم الطلبة، “باعتباره شخصا عصاميا”؛ كما شدد على أهمية الندوات واللقاءات المنظمة لفائدة هؤلاء الطلبة، لكونها “تكميلا للتكوين النظري الذي يتلقونه في المؤسسة”.
وفي السياق ذاته اعتبر علي القماح، عميد مدرسة الأعمال بمعهد الدراسات العليا للتدبير HEM، في تصريح لهسبريس في ختام الحدث، أن استضافة مستشار سابق للرئيس الأمريكي الأسبق بوش ورؤساء آخرين “أمر مهم في هذه الفترة للطلبة، من أجل فهم مجموعة من الأحداث المتسارعة في العلاقة الوطيدة بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية”، موردا أن “عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض من جديد ستفتح المجال أمام تكملة مجموعة من مسارات التعاون، خصوصا في قضية الصحراء المغربية، التي تحظى باهتمام جميع المغاربة”، ومنبها إلى أن “هذا اللقاء ركز أيضا على إبراز أهمية قيم التعاون والتضامن لدى المغاربة، خصوصا في الأزمات والكوارث الكبرى، مثل زلزال الحوز”، وأشار إلى أن “إدارة المعهد تركز على الاستثمار في شخصيات الطلبة، من خلال زرع مجوعة من القيم والمبادئ النبيلة، التي تساهم في تخريج مسير يمتلك رؤية شمولية للواقع، وحسا تضامنيا وطنيا عاليا”.