ملتقى يناقش مساهمة "تكنولوجيا التأمين" في تحفيز النمو الشامل بإفريقيا

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على الرابط أعلاه للمشاهدة على الموقع الرسمي

في نسخة ثانية، التأم اليوم الخميس في الرباط ملتقى قمة “بيملاب إفريقيا” حول “تكنولوجيا التأمين 2024″، المنظم بشكل مشترك بين هيئة مراقبة التأمينات والاحتياط الاجتماعي (ACAPS) ووكالة التنمية المتخصصة “FSD Africa”، لنقاش موضوع “تعزيز النمو الشامل: حلول رائدة في تكنولوجيا التأمين للمنظومة المالية في إفريقيا”.

مصدر الصورة

حدثُ “BimaLab Africa Insurtech” يجمع عبر جلسات نقاش مختلف الفاعلين الرئيسيين في قطاع التأمين، خصوصا الهيئات التنظيمية وشركات التأمين، وكذا المستثمرين وشركاء المنظومة التأمينيّة، جنبا إلى جنب مع الشركات الناشطة في مجال تكنولوجيا التأمينات، بهدف “دراسة كيفية استغلال التكنولوجيا المبتكرة من أجل تعزيز نمو الاقتصاد الشامل وتوسيع نطاق الوصول إلى خدمات مالية ميسَّرة في القارة الإفريقية”.

في كلمة افتتاحية، أكد عبد الرحيم الشافعي، رئيس هيئة مراقبة التأمينات والاحتياط الاجتماعي، أن “الـACAPS تولي اهتماماً كبيراً للابتكار والتحول الرقمي، ضمن توجهاتها الاستراتيجية، ليس فقط بسبب الفرص الاقتصادية التي يقدّمانها لتطوير القطاع، ولكن أيضاً بسبب الفرص الكبيرة للشمول المالي”. وقال مخاطبا المشاركين: “في الواقع، نحن نؤمن إيمانًا راسخًا بأن الابتكار هو مفتاح مواجهة تحديات الغد وتحسين جودة حياة الناس”.

مصدر الصورة

من هذا المنطلق، يتابع رئيس هيئة مراقبة التأمينات بالمغرب، “أنشأنا في يناير 2023 وحدة الابتكار وتكنولوجيا التأمين لتمكين الجهات الفاعلة الحالية ومبادرين في مشاريع تكنولوجيا التأمين من استكشاف أفكار ومقاربات جديدة، وبالتالي المساهمة في إدماج التأمين والاستجابة بشكل أفضل لاحتياجات المغاربة وعادات المستهلكين الجديدة. وتتمثل مهمة الوحدة في دعم شركات تكنولوجيا التأمينات في مختلف مراحل تطورها، وتزويدها بالمساعدة في الحصول على الموافقة والامتثال للمتطلبات التنظيمية”.

وقال الشافعي في تصريح لهسبريس على هامش الحدث: “باعتبارنا سلطة تنظيمية وصية على قطاع التأمينات في المغرب، فالنقاش هنا بالرباط من خلال النسخة الثانية سيكون غنياً بتبادل الخبرات والمعلومات”، متحدثا عن “آفاق واعدة تنتظر القارة الإفريقية بمختلف الفاعلين في منظومة التأمينات لإدماج حلول الشمول المالي والنمو الشامل”.

وخلال افتتاح النسخة الثانية، اعتلى المنصة إلياس أوموندي، مدير “الابتكار من أجل المرونة” في مؤسسة “FSD” في أفريقيا، مقدّماً “لمحة مفصلة عن برنامج BimaLab في القارة”. وقال: “إن البرنامج، الذي تم إطلاقه في عام 2020، صُمّم للتغلب على العقبات المختلفة التي تواجه شركات التأمين، بما في ذلك نقص المهارات التقنية، ومحدودية الوصول إلى التمويل، ونقص الشراكات الاستراتيجية، والقيود التنظيمية”.

مصدر الصورة

وأشار أوموندي إلى أن “100 شركة ناشطة في قطاع تكنولوجيا التأمين، حتى الآن، أكملت بنجاح برنامج BimaLab Africa Insurtech Accelerator، مما أتاح لأكثر من 5 ملايين زبون نهائي الاستفادة من خيارات التأمين الشامل”، مستدلا بأن “البرنامج يعتمد 30 شريكاً لإقامة تحالفات جديدة وتوطيد الشبكات القائمة، ويتضمن 5 “صناديق تجريبية” مخصّصة لتسهيل إنشاء أطر تجريبية تنظيمية في إفريقيا. فضلا عن تخصيص استثمار بقيمة 35 مليون دولار للابتكار والتعاون، بهدف تحفيز الاستثمار”.

من جانبها، أكدت فوزية زعبول، مديرة الخزينة والمالية الخارجية، التي كانت تتحدث نيابةً عن وزيرة الاقتصاد والمالية نادية فتاح، أن “موضوع الملتقى يسلط الضوء على أهمية الابتكار في بناء نظام مالي أكثر مرونة وأكثر سهولة في الوصول إليه وأكثر تكيُّـفاً مع احتياجات ساكنة القارة”.

مصدر الصورة

وأضافت مستحضرةً “الأزمات المناخية المتكررة، والتوترات الجيو-سياسية والتقدم التكنولوجي المستمر كعوامل تُعيد تعريف نماذجنا الاقتصادية وتتطلب من جميع القطاعات التكيف باستمرار. لذا، فإن الاستثمار في الابتكار ليس خيارًا، بل ضرورةً لـبناء مستقبل مزدهر ومستدام ومنصف في السياق الدولي الحالي الذي يتسم بالتحول السريع والتحديات الاجتماعية والاقتصادية الكبرى”.

“مساهمة بريطانية”

من جانبه، أبرز سيمون مارتن، سفير المملكة المتحدة لدى المملكة المغربية، في كلمة له أمام المشاركين في الملتقى، أن “الحكومة البريطانية تساهم بشكل خاص من خلال [منظمة FSD Africa]، التي أنشأتها لتسهيل التنمية والابتكار في القطاع المالي في جميع أنحاء أفريقيا”.

مصدر الصورة

“لقد اخترنا المغرب كشريك لنا بسبب الروابط القوية الموجودة بالفعل بين قطاعينا. ونحن نتقاسم الهدف المشترك المتمثل في استخدام خبرتنا وشراكتنا لتشجيع قطاع التأمين في إفريقيا والمساعدة في تطويره أيضاً”، يقول الوزير في تصريح لهسبريس على هامش الحدث.

“حلول مبتكرة لتكنولوجيا التأمين”

في هذا السياق، ستهمّ النقاشات آخر الابتكارات التكنولوجية وتأثيرها على قطاع التأمين، وستتعرض لسبل تفعيل حلول مبتكرة تستهدف مختلف الفئات وتروم “تعزيز الشمول المالي”.

يسلط هذا اللقاء الضوء أيضا على حلول مبتكرة في مجال تكنولوجيا التأمين طوّرتها 25 شركة في مجال تكنولوجيا التأمين تنحدر من 16 دولة إفريقية بعد أن أتمت بنجاح برنامج “بيملاب إفريقيا 2024″؛ ففي المغرب، واكب هذا البرنامج منذ سنة 2023 أربع شركات مبتكرة مختصة في تكنولوجيا التأمينات، تنشط في مجال مكافحة المخاطر السيبرانية، والتأمينات الصغرى، فضلا عن تكنولوجيا الصحة. كما عمل برنامج “بيملاب” بشكل وثيق مع هيئة مراقبة التأمينات والاحتياط الاجتماعي من أجل إدماج الابتكار في الإطار التنظيمي.

بين شركات التأمين والتكنولوجيا

إضافة إلى النقاشات “التقنية”، يهدف هذا الملتقى، وفق القائمين عليه، إلى “الوقوف عند أهمية الشراكات الإستراتيجية بين الشركات الناشطة في مجال تكنولوجيا التأمين وشركات التأمين والمؤسسات المالية من أجل خلق منظومة ملائمة لتحقيق تنمية مستدامة وشاملة”، معلنين أنه “ستتم أيضا مناقشة الاستراتيجيات والسياسات الرامية إلى تعزيز الشمول المالي من خلال حلول تأمينية مبتكرة، مع ضمان حماية المستهلكين”.

وحسب ما أفاد به المنظمون، فإن الحدث ذاته “فرصةٌ لتبادل الخبرات والممارسات الفضلى الهادفة إلى سد الفجوات في الحماية التأمينية عبر تطوير منتجات تأمينية تتلاءم مع الاحتياجات الخاصة لسكان القارة الإفريقية”.

جدير بالذكر أن هذه النسخة الثانية من ملتقى قمة “بيملاب إفريقيا” تندرج في إطار مواصلة الجهود المبذولة لتحديث وتعزيز منظومة التأمينات في إفريقيا، مع ضمان تحقيق تنمية متوازنة ومنصفة لجميع الأطراف المعنية.