آخر الأخبار

أحزاب المعارضة: الاعترافات بمغربية الصحراء تدفع الخصوم إلى ترويج الإشاعات

شارك الخبر

أشادت أحزاب المعارضة البرلمانية بما جاء في الخطاب الذي ألقاه الملك محمد السادس، أمس الجمعة، أمام نواب ونائبات الأمة بمناسبة افتتاح السنة التشريعية الجديدة، مبرزة أن ما جاء في نص الخطاب الملكي بخصوص ضرورة أن ينتقي مجلس النواب الوفود التي ستمثله، وفقاً لمبدأ الكفاءة والاختصاص، “يقطع الطريق على المحاباة ومنطق الولاء”.

وقال الملك في خطابه إنه يجب شرح أسس الموقف المغربي للدول القليلة، التي ما زالت تسير ضد منطق الحق والتاريخ، والعمل على إقناعها بالحجج والأدلة القانونية والسياسية والتاريخية والروحية، التي تؤكد شرعية مغربية الصحراء، وهو ما يقتضي، حسب الملك، تضافر جهود كل المؤسسات والهيئات الوطنية، الرسمية والحزبية والمدنية، وتعزيز التنسيق بينها، بما يضفي النجاعة اللازمة على أدائها وتحركاتها.

ولفت الملك إلى أهمية الدور الفاعل للدبلوماسية الحزبية والبرلمانية في كسب المزيد من الاعتراف بمغربية الصحراء، وتوسيع الدعم لمبادرة الحكم الذاتي، كحل وحيد لهذا النزاع الإقليمي، داعيا البرلمانيين إلى المزيد من التنسيق بين مجلسي البرلمان بهذا الخصوص، ووضع هياكل داخلية ملائمة بموارد بشرية مؤهلة، مع اعتماد معايير الكفاءة والاختصاص في اختيار الوفود، سواء في اللقاءات الثنائية أو في المحافل الجهوية والدولية.

مصدر الصورة

توجيه واضح

سعيد بعزيز، النائب البرلماني عن الفريق الاشتراكي- المعارضة الاتحادية بمجلس النواب، أبرز أن الملك في هذا الخطاب “وضع القضية الوطنية في إطارها التاريخي، وانتقالها من مجرد تدبير إلى تغيير حقيقي على مستوى الأقاليم الجنوبية”، مشيرا إلى أنه “أكد أيضاً على ضرورة الحذر والاستباقية في التعاطي مع قضيتنا الوطنية، كما وجه خطابه بشكل مباشر إلى الأحزاب السياسية والبرلمان على أساس الاشتغال على ما تبقى من الدول القليلة التي لم تعترف بعد بصحرائنا”.

وقال بعزيز، رئيس لجنة العدل والتشريع بمجلس النواب، لهسبريس إن “عاهل البلاد كان واضحاً فيما يخص البرلمان، من خلال ضرورة تكثيف الوفود والاشتغال في هذا المجال المتعلق بالدبلوماسية البرلمانية، وعلى ضرورة اختيار مكونات هذه الوفود بناءً على مبدأي الكفاءة والتخصص”، مشيراً إلى أنه “ليس كل الأشخاص لديهم هذه الكفاءة، وبالتالي فإن التوجيه واضح، ونحن في المعارضة نؤكد أن رئاسة المجلس ينبغي لها أن تأخذ بعين الاعتبار هذا المعطى”.

وطالب بالقطع مع منطق الاختيار على أساس إرضاء أشخاص على حساب ملفات حساسة تتعلق بمصلحة الوطن. وتفاعلاً مع سؤال يهم تدبير الأمر على مستوى الفريق، قال بعزيز: “نحن في الاتحاد الاشتراكي لدينا من الكفاءة ما يكفي، وأعتقد أن السنتين والنصف السابقتين شهدتا عدة وفود ينتمي إليها أعضاء الفريق، وكان لهم صدى طيب في اشتغالهم، خاصة أن الحزب يعمل كواجهة برلمانية، لكن هناك علاقات أخرى مع أحزاب صديقة، خاصة فيما يتعلق بالأممية الاشتراكية والمنظمات الاشتراكية بشكل عام”.

مصدر الصورة

إشاعات الخصوم

فيما سجل رشيد حموني، رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، أن “الخطاب الملكي استحضر مرة أخرى ما سبق أن قاله الملك محمد السادس بخصوص اعتزازه بالعمل الذي يقوم به البرلمان في الدبلوماسية الموازية، لاسيما ما يخص الدفاع عن القضية الوطنية، وكذا الدفاع عن المصالح المشتركة لإفريقيا”، مضيفاً أن “الملك في خطابه اليوم أكد أن البرلمان مدعو أكثر للعب دوره، فملف الصحراء راكم مكاسب مهمة، آخرها اعتراف فرنسا، التي هي دولة عظمى وعضو في مجلس الأمن”.

وقال حموني لهسبريس إن “الاعترافات المتراكمة لدول أخرى جعلت الخصوم يروجون الإشاعات والأكاذيب. لقد أصيبوا بالسعار وعبروا عن ذلك في مختلف المحافل الدولية”، مشيراً إلى أن “الملك دعا البرلمانيين إلى القيام بدورهم في جميع الملتقيات، كما يجب على الأحزاب السياسية أن تقوم بدورها في علاقتها مع تنظيمات تتبنى المرجعية نفسها من أجل التحسيس أكثر بهذه القضية، والخروج من هذا النزاع الإقليمي المفتعل”.

وحين استفسرت الجريدة رئيس فريق “الكتاب” بخصوص الحاجة إلى تكوين البرلمانيين للدفاع أكثر عن القضية الوطنية الأولى، رد بأن “البرلمان يمثل الشعب، ولديه علاقات صداقة مع الجمعيات الوطنية لدول أخرى، وهناك شراكة مع رئيس الحكومة ووزارة الشؤون الخارجية، ويجب أن يكون هناك تكوين دوري، وهذا مهم للمستقبل. الأمر يحتاج إلى تحديث المعطيات، ويجب أن يحصل البرلمانيون على المعلومات الكافية من أجل الرد على جميع الإشاعات التي يُروّجُ لها”.

مصدر الصورة

ديبلوماسية أساسية

من جانبه أشار عبد الصمد حيكر، عضو المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، إلى أن “الدبلوماسية البرلمانية التي أشار إليها الملك لها أهمية لا غبار عليها، ويتعين أن تكون متكاملة مع الدبلوماسية الرسمية، ومنسجمة بين مجلسي البرلمان”، مشيرا إلى أن مجموعة “المصباح” بمجلس النواب تلقت بـ”إيجابية” كل الرسائل التي تحدث عنها الملك في موضوع الدبلوماسية البرلمانية، لاسيما تأكيده على ضرورة استمراريتها.

وعرج حيكر، وهو يتحدث لهسبريس، على “ضرورة تحقيق الانسجام والتجانس بين ما يقوم به مجلسا النواب والمستشارين، الأمر الذي يتطلب ضرورة التنسيق الإيجابي والفعال بينهما”، مضيفاً أن “تركيز الملك على اعتماد شروط الكفاءة والتخصص والجدية في اختيار الوفود التي تقوم بمهمة الدبلوماسية البرلمانية يتضمن ضمنياً انتقاداً لبعض الممارسات التي نسمع عنها بين الفينة والأخرى، وضرورة القضاء عليها”.

وتابع قائلا: “أهمية الدبلوماسية البرلمانية واضحة، فكما أن الحكومة أو وزارة الشؤون الخارجية تتجه نحو رؤساء الدول والحكومات وتثمر اعترافات متتالية، كما تحقق منذ اعتلاء الملك العرش، فإن عمل الفاعل البرلماني والحزبي لا يقل أهمية”، مشيرا إلى أن “الدبلوماسية البرلمانية يمكنها أن تتيح فرص اللقاء بين الوفود، فالبرلمانات تمثل الشعوب، ويمكن أن تكون بوابة لتعزيز المجهودات الرسمية، وإقناع الآخرين بعدالة الطرح المغربي حول قضية صحرائنا وأقاليمنا الجنوبية”.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك الخبر


إقرأ أيضا