آخر الأخبار

دريانكور: الجزائر تنسى اتفاق الحدود مع المغرب .. والنظام يعاني من العزلة

شارك الخبر

قال كزافييه دريانكور، الدبلوماسي والسفير الفرنسي السابق في الجزائر، إن “فرنسا مارست دائما نوعا من التوازن في إدارة علاقاتها مع المغرب والجزائر”، معتبرا أن “تغيير باريس موقفها حول قضية الصحراء، من خلال تأييد مقترح الحكم الذاتي كحل وحيد لهذا الملف، جاء لسببين أساسيين، أولهما التحركات الدبلوماسية المغربية وتأكيد المغرب أن أي تقارب مع فرنسا يقتضي اتخاذ هذه الأخيرة خطوة مماثلة لخطوة كل من الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا، وبالتالي الاعتراف بمغربية الصحراء”.

أما السبب الثاني، يوضح الدبلوماسي الفرنسي الأسبق، في حوار له مع قناة “المغاربية” الفضائية، فيتجلى في “إدراك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن لا شيء منتظرا من الجزائر؛ فرغم عديد الالتفافات والخطوات التي قامت بها باريس تجاه الجزائر إلا أنه لم يكن هناك أي رد فعل في المقابل”.

وسجل صاحب كتاب “اللغز الجزائري” أن “الجزائر لا تتصور أن الأشياء قد تتطور وتتغير، وتقف بالتاريخ عند مراحل الاستقلال وما بعده”، مشيرا في هذا الإطار إلى “توقيع ملك المغرب محمد الخامس وفرحات عباس، رئيس الحكومة الجزائرية المؤقتة آنذاك، اتفاقا سنة 1961 يتضمن تعهدا بتعديل الحدود بين المغرب والجزائر بعد استقلال الأخيرة، غير أن ذلك لم يتم”، وزاد: “الجزائر تنسى هذه المرحلة التاريخية بينما المغرب لا ينساها”.

وانتقد سفير الجمهورية الفرنسية السابق في الجزائر وضعية حقوق الإنسان وحرية التعبير في هذا البلد المغاربي، قائلا إن “الحصيلة الحقوقية للجزائر في عهد عبد المجيد تبون سلبية جدا، إذ يتم التضييق على الحريات وسجن الصحافيين”، وتابع: “حتى في عهد بوتفليقة كانت هناك مساحة نسبية للإعلام وحرية التعبير رغم وجود حدود لا يجب أن يتم تجاوزها، إلا أن هذه المساحة تقلصت كثيرا في الوقت الحالي”.

وفي السياق ذاته انتقد المتحدث سكوت بلاده عن الوضعية الحقوقية الحالية في الجزائر، معتبرا أن “فرنسا يجب أن تتفاعل مع هذه الوضعية ومع ضرورة الانفتاح السياسي في الجزائر، كما تفعل مع الصين وهونغ كونغ وروسيا، إذ لا ينبغي أن نغمض أعيننا عما يعيشه الشعب الجزائري”.

على صعيد آخر أشار الدبلوماسي الفرنسي الذي شغل منصب سفير بلاده في الجزائر لولايتين متفرقتين إلى أن “الدولة الجزائرية تعيش على وقع عزلة دبلوماسية في محيطها بسبب توالي أزماتها مع المغرب ومالي ومع حفتر في ليبيا، وغياب رؤية واضحة لدى النظام الجزائري في ما يخص السياسة الخارجية”، مضيفا: “انظر إلى الأدوار التي لعبتها الجزائر في الماضي قبل العشرية السوداء كوسيط بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، وانظر إلى عدد المؤتمرات الإفريقية التي احتضنتها. أما اليوم فلا أحد يذهب إلى هذا البلد؛ المسؤولون من إيران وفنزويلا هم الوحيدون الذين يفعلون ذلك”.

وفي تعليق له على نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي شهدتها الجزائر شدد المتحدث ذاته على أن “الانتخابات الجزائرية تمر تقريبا وفق الطقوس نفسها؛ ذلك أن الشرط الأول للفوز هو أن يتم اختيارك وتزكيتك من طرف قادة الجيش، ثم يتم الإتيان بعد ذلك بمرشحين يعرفون أنهم لن يتم انتخابهم، ويتم استقدامهم كديكور لإعطاء نفس ديمقراطي لهذه الانتخابات”.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك الخبر

إقرأ أيضا