آخر الأخبار

أحزاب ونشطاء يطلقون نداء لـ”إنقاذ الفنيدق” ويحذرون من تحولها لـ”قاعدة دولية للهجرة”

شارك الخبر

أطلقت أحزاب ونشطاء بمدينة الفنيدق نداءً لإنقاذ المدينة من وضعها الاجتماعي والاقتصادي الراهن، محذرين من تحولها إلى ما أسموه “قاعدة دولية للهجرة نحو مدينة سبتة المحتلة”.

وأوضح النداء أن المدينة تعيش على وقع خطورة الأوضاع اقتصاديا واجتماعيا، “خصوصا بعد فشل مختلف البدائل التنموية التي تم خلقها بعد إغلاق معبر باب سبتة”.

جاء ذلك في نداء وقعه كل من حزب التقدم والاشتراكية والحزب الاشتراكي الموحد بالفنيدق، إلى جانب فعاليات نقابية وجمعوية محلية، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه.

واعتبر النداء أن “إغلاق معبر سبتة كانت له تبعات خطيرة انعكست سلبا على النسق والتوازن العام بالمدينة، وهو ما أدى إلى مناخ من الاحتقان الاجتماعي بسبب أزمة اجتماعية واقتصادية خانقة”.

ويرى الموقعون أن أحداث 15 شتنبر الأخيرة “لم تكن إلا إحدى تجلياتها الواضحة، رغم تسجيل المسؤولية الحكومية في الهجرة الجماعية من الوطن الى الضفة الأخرى”.

أشار المصدر ذاته إلى أن “هذا المنعطف المصيري في تاريخ المدينة يسيء في عمقه إلى سمعة الدولة ومصداقية الوطن”، داعيا ساكنة المدينة ومكوناتها السياسية والجمعوية للالتفاف من أجل خلق جبهة واسعة للدفاع عن حاضر ومستقبل الفنيدق.

وطالب النداء الجهات المسؤولة، وعلى رأسها الحكومة، إلى “تبني مقاربات تنموية حقيقية لتأهيل المدينة اقتصاديا واجتماعيا، ومراجعة كل المشاريع والقرارات التي لم تكن لها أي آثار إيجابية على وضعية الساكنة”.

واستنكر الموقون “كل أشكال التعنيف والإهانة والترحيل القصري الذي تعرض له شباب وقاصرين لا ذنب لهم سوى أنهم اختاروا الهروب بحثا عن بديل يأويهم ويحفظ كرامتهم”، مطالبين بـ”فتح تحقيق عادل مع كل من ثبت تورطه في انتهاك كرامة المواطنين”.

كما دعوا القوى السياسية الوطنية ووسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية إلى التضامن مع قضايا المدينة “وبالتالي المساهمة في وضع حد للاختلالات العميقة التي تشهدها المنطقة اقتصاديا واجتماعيا وحقوقيا” وفق تعبير النداء.

ويعيش معبر باب سبتة المحتلة، ومعه مدينة الفنيدق، اليوم الإثنين وأمس الأحد، حالة استنفار أمني كبير في ظل دعوات لتنفيذ “اقتحام جماعي” جديد للمدينة المحتلة من طرف مرشحي الهجرة السرية، على غرار أحداث 15 شتنبر.

ووفق ما عاينته جريدة “العمق” من معبر باب سبتة، فقد شددت السلطات من تعزيزاتها الأمنية، وضاعفت مصالح الأمن والقوات المساعدة والدرك الملكي من عدد عناصرها ومركباتها وآلياتها على مستوى المعبر وعلى طول الحدود مع سبتة.

وبمدينة الفنيدق، عززت مصالح الأمن من تواجدها، من خلال دوريات أمنية بالشوارع والأحياء، وعلى مستوى الطريق الوطنية الرابطة بين تطوان والفنيدق، فيما واصلت السلطات إقامة الحواجز الحديدية على طول الرصيد المؤدي إلى الشاطئ المحاذي للمعبر.

وكانت مصادر خاصة لجريدة “العمق” قد كشفت أن ولاية طنجة تطوان الحسيمة شهدت، الخميس المنصرم، اجتماعاً أمنياً رفيع المستوى لتدارس الإجراءات المتخذة لمواجهة دعوات “الاقتحام الجماعي” لمدينة سبتة المحتلة يوم 30 شتنبر الجاري.

وبحسب مصادر “العمق”، فإن الاجتماع ضم مسؤولين رفيعي المستوى بجهة الشمال، مضيفة أن الاجتماع الأمني جاء استباقياً بعد تداول دعوات للهجرة الجماعية يوم 30 من الشهر الجاري للهجوم على معبر سبتة المحتلة.

يُشار إلى أن السلطات المغربية أحبطت محاولات هجرة جماعية كبيرة نفذها آلاف الأشخاص للوصول إلى مدينة سبتة المحتلة، عقب دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي لاقتحام المدينة المحتلة يوم 15 شتنبر.

وأسفرت العملية الأمنية المكثفة التي استمرت عدة أيام عن اعتقال أكثر من 4455 شخصًا، بينهم 3795 مغربيًا بالغًا، و141 قاصرًا، و519 أجنبيًا، في حين تم وضع 70 شخصًا رهن تدابير الحراسة النظرية للاشتباه في تنظيمهم عمليات الهجرة غير المشروعة من إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى والجزائر.

واتهمت الحكومة المغربية “جهات غير معروفة” بالوقوف وراء الأحداث التي شهدتها مدينة الفنيدق مؤخرًا، حيث أعرب الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، عن أسفه لتحريض بعض الشباب من طرف جهات غير معروفة عبر استغلال منصات التواصل الاجتماعي لدفعهم إلى الهجرة.

وكشف المسؤول الحكومي عن إحالة 152 شخصًا إلى العدالة بتهم التحريض على الهجرة السرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرًا إلى أن القوات العمومية أحبطت جميع المحاولات.

وعاد الهدوء ليخيم على معبر باب سبتة الحدودي بعد أحداث 15 شتنبر التي شهدت محاولات اقتحام من مئات مرشحي الهجرة، وانطلاق مواجهات عنيفة ومطاردات واعتقالات وإصابات في الفنيدق ومعبر باب سبتة والمناطق المحيطة بهما.

العمق المصدر: العمق
شارك الخبر

إقرأ أيضا