آخر الأخبار

عائلات تواصل البحث عن أبنائها المفقودين في أحداث معبر باب سبتة (فيديو)

شارك الخبر

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على الرابط أعلاه للمشاهدة على الموقع الرسمي

تواصل عدد من عائلات مجموعة من مرشحي الهجرة السرية البحث عن أبنائهم بعد اختفائهم منذ مشاركتهم في محاولات الاقتحام الجماعي لمدينة سبتة المحتلة قبل أيام، بينما يُرجح آخرون احتمالية غرق أبنائهم بعد إقدامهم على محاولة السباحة نحو الثغر المحتل.

والتقت جريدة “العمق” بمعبر باب سبتة المحتلة، خلال الأيام الأخيرة، ببعض آباء وأمهات أطفال قاصرين شاركوا في محاولات الهجرة إلى سبتة المحتلة، حيث أكدوا أنهم لا يعلمون شيئًا عن مصير أبنائهم، ويطالبون السلطات بمساعدتهم في العثور عليهم.

وقال أحد الآباء في حديث مع الجريدة إنه يأتي من مدينة تطوان إلى معبر باب سبتة بشكل متكرر في هذه الأيام، للبحث عن ابنه القاصر الذي اختفى عن الأنظار رفقة صديق له منذ إعلانهما المشاركة في محاولات الهجرة الجماعية نحو سبتة قبل أيام قليلة من 15 شتنبر الجاري، مرجحًا أن يكونا قد اختفيا في عرض البحر.

وأضاف المتحدث أن ابنه، محمد سعيد، خرج من منزله بحي البربورين بتطوان يوم الثلاثاء ما قبل الماضي، في اتجاه معبر باب سبتة، ولم يظهر له أثر منذ ذلك الحين، مشيرًا إلى أنه تلقى إشعارًا من طرف شخص آخر بأن ابنه رُصد آخر مرة في منطقة الريفيين قرب الفنيدق قبل أحداث 15 شتنبر.

وأوضح الأب أن أسرته تعيش في حالة يُرثى لها، مشيرًا إلى أن ابنه طيب الأخلاق ولم يسبق له أن أثار أي مشاكل، مضيفًا أن حلمه كان الوصول إلى أوروبا من أجل إعانة أسرته في ظل الوضعية الصعبة التي تعيشها عائلته، مناشدًا كل من رآه أن يتواصل معه.

وفي قصة أخرى مشابهة، كشف أب آخر جاء من مدينة العرائش أنه لا يعلم مصير ابنه منذ خروجه من المنزل للمشاركة في محاولات الهجرة الجماعية، معربًا عن أمله في أن يكون ابنه من بين المرحلين إلى مدن أخرى بعيدة، أو من بين الموقوفين من طرف مصالح الأمن، وألا يكون ضمن المفقودين في البحر.

وقال المتحدث لجريدة “العمق” إن أسرته لا تعلم إن كان ابنه لا يزال على قيد الحياة أم لا، في ظل انقطاع كل سبل التواصل معه منذ أيام، مشيرًا إلى أن والدته تعيش وضعًا نفسيًا متدهورًا جدًا، مناشدًا السلطات التدخل من أجل البحث عن ابنه.

وعلى غرار قصتي الأسرتين من تطوان والعرائش، تبرز عشرات الحالات الأخرى لعائلات لا تعرف مصير أبنائها المشاركين في أحداث 15 شتنبر، خاصة أن السلطات كانت قد أوقفت آلاف المرشحين للهجرة وقامت بترحيلهم عبر حافلات إلى مدن بعيدة عن الشمال، في حين تمكنت مجموعات محدودة من الوصول إلى البحر أو اقتحام السياج الحدودي مع سبتة.

وكانت جريدة “العمق” قد رصدت عددًا من العائلات التي تبحث عن أبنائها في معبر باب سبتة خلال الأيام القليلة الماضية، بينهم أمهات وآباء جاءوا من مدن أخرى.

يُشار إلى أن السلطات المغربية أحبطت محاولات هجرة جماعية كبيرة نفذها آلاف الأشخاص للوصول إلى مدينة سبتة المحتلة خلال نهاية الأسبوع الماضي، عقب دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي لاقتحام المدينة المحتلة يوم 15 شتنبر.

وأسفرت العملية الأمنية المكثفة التي استمرت عدة أيام عن اعتقال أكثر من 4455 شخصًا، بينهم 3795 مغربيًا بالغًا، و141 قاصرًا، و519 أجنبيًا، في حين تم وضع 70 شخصًا رهن تدابير الحراسة النظرية للاشتباه في تنظيمهم عمليات الهجرة غير المشروعة من إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى والجزائر.

واتهمت الحكومة المغربية “جهات غير معروفة” بالوقوف وراء الأحداث التي شهدتها مدينة الفنيدق مؤخرًا، حيث أعرب الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، عن أسفه لتحريض بعض الشباب من طرف جهات غير معروفة عبر استغلال منصات التواصل الاجتماعي لدفعهم إلى الهجرة.

وكشف المسؤول الحكومي عن إحالة 152 شخصًا إلى العدالة بتهم التحريض على الهجرة السرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرًا إلى أن القوات العمومية أحبطت جميع المحاولات.

وعاد الهدوء ليخيم على معبر باب سبتة الحدودي بعد أحداث 15 شتنبر التي شهدت محاولات اقتحام من مئات مرشحي الهجرة، وانطلاق مواجهات عنيفة ومطاردات واعتقالات وإصابات في الفنيدق ومعبر باب سبتة والمناطق المحيطة بهما.

وعاشت المناطق المحاذية للسياج الحدودي مع سبتة ومحيط المعبر، الأحد الماضي، عدة محاولات اقتحام من طرف مئات مرشحي الهجرة، أغلبهم مغاربة وضمنهم جنسيات إفريقية وعربية، وسط محاولات لاجتياز الحواجز الأمنية بالقوة، وهو ما أدى إلى نشوب مواجهات عنيفة.

وعلمت جريدة “العمق” من مصدر مطلع أن عدد مرشحي الهجرة السرية الذين تم توقيفهم من طرف قوات الأمن خلال يوم الأحد وحده تجاوز 1500 شخص، أغلبهم قاصرون ومراهقون وشبان، تم ترحيلهم إلى مدن بعيدة عن الشمال عبر حافلات.

وأضاف المصدر ذاته أن هذه الأحداث خلفت عشرات الإصابات في صفوف قوات الأمن ومرشحي الهجرة، تم نقل أغلبهم إلى المستشفيات القريبة لتلقي العلاج، فيما عاينت الجريدة أضرارًا مادية لحقت بممتلكات عامة وخاصة في مدينة الفنيدق وقرب المعبر الحدودي باب سبتة، تضمنت تكسير سيارات وحافلات وواجهات محلات ومنازل وأرصفة وسط وابل من الحجارة في الشوارع والأزقة.

وأشار مصدر “العمق” إلى أن السيطرة الأمنية التامة التي فرضتها السلطات على المعبر وعلى طول الحدود مع المدينة المحتلة وداخل مدن الفنيدق والمضيق وتطوان وطنجة منعت المرشحين من التسلل إلى سبتة رغم إقدامهم على عشرات المحاولات للوصول إلى البحر والسياج الحدودي.

وعرفت المنطقة استنفارًا أمنيًا كبيرًا جدًا لمواجهة التدفقات الكبيرة لآلاف مرشحي الهجرة السرية، فيما انتشلت الوقاية المدنية جثتين من شاطئ الفنيدق، الأحد الماضي، يُرجح أنهما تعودان لمرشحين للهجرة السرية سباحة نحو مدينة سبتة المحتلة، فيما تم إنقاذ شخص ثالث من الغرق.

وكان المغرب قد دفع بتعزيزات أمنية كبيرة إلى معبر سبتة والمناطق المحيطة به، وبالفنيدق، السبت والأحد، في ظل عمليات توافد غير مسبوقة لمرشحي الهجرة السرية مشيًا على الأقدام إلى المنطقة، عقب انتشار دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي لتنفيذ “هجرة جماعية” يوم 15 شتنبر.

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
العمق المصدر: العمق
شارك الخبر

إقرأ أيضا