آخر الأخبار

وسط مطالب التعميم.. “إجحاف” المنح الجامعية يفاقم محنة طلبة الجنوب الشرقي

شارك الخبر

تُواجه شريحة من طلبة الجنوب الشرقي، وخاصة في ورزازات، صعوبات مستمرة في الحصول على المنحة الجامعية كل عام دراسي. وتعد هذه المنحة مصدر دعم أساسي لكثير من الطلبة لمواصلة تعليمهم العالي.

ويتسبب حرمان فئات واسعة من الطلبة من المنح الجامعية، في رفع نسب الهدر الجامعي خاصة في صفوف الطالبات اللواتي يغادرن مقاعد الدراسة دون الحصول على شواهد تمكنهن من ولوج سوق الشغل وبالتالي تحقيق الاستقرار الأسري.

معاناة متضررين

عبد الله، والد لطالبة تتابع دراستها في الأقسام التحضيرية للمدارس العليا بالثانوية التقنية بسطات، عبر عن استغرابه من حرمان ابنته من المنحة الجامعية. يقول عبد الله في تصريح لجريدة “العمق”، “تفاجأت كثيراً عندما علمت أن ابنتي، التي تنحدر من دوار تاوريرت أنيسي بجماعة إزناكن، قد تم حرمانها من المنحة الجامعية، رغم أنها من المتفوقات في الإقليم، مضيفا ” نحن لا نملك دخلاً قاراً، وكنت سأعتمد على هذه المنحة لتغطية نفقات دراستها”.

الخاتم أحمد، وهو أب لطالب بجامعة ابن زهر بأكادير من دوار تغرارات بإقليم ورزازات، أشار في تصريح للجريدة إلى أنه تقدم بعدة طعون بعد قرار اللجنة الإقليمية بحرمانه من المنحة، لكن دون جدوى، وأورد: “حتى طلبات الاستعطاف التي قدمتها لم تلقَ أي استجابة، رغم أنني قدّمت كل ما يثبت حاجتي للمنحة لمواصلة تعليمي”، وهي الطعون التي تتوفر الجريدة على نسخ منها.

أما مريم المنحدرة من جماعة أكدز بإقليم زاكورة، وهي طالبة يتيمة الأم ووالدها متقاعد، فتواجه هي الأخرى مشكلة مشابهة، وقالت:  “كنت على وشك الانقطاع عن الدراسة بسبب عدم حصولي على المنحة، رغم أنني أنتمي إلى منطقة نائية وأعيش في ظروف اجتماعية ونفسية صعبة”.فيما اضطرت بشرى، وهي طالبة أخرى من ازناكن، تتابع دراستها بجامعة ابن زهر، للانقطاع عن الدراسة لمدة سنة بسبب عدم قدرتها على تغطية تكاليف الدراسة بعد حرمانها من المنحة.

وقالت بشرى في تصريح للجريدة، “أسرتي لا تستطيع تحمل تكاليف متابعة دراستي وشراء مستلزمات التعليم، وحاولت الانتظار، لكن في النهاية اضطررت إلى ترك الدراسة واختيار مسار آخر”، تضيف بشرى.

في هذا السياق، أكد ممثل الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب بمجلس المستشارين، خالد السطي ضرورة تعميم المنحة الجامعية على جميع الطلبة في مختلف الجامعات المغربية. وأوضح السطي أن هذه المطالب ليست جديدة، بل سبق وأن تم التشديد عليها عدة مرات، مشيرًا إلى أن عددا كبيرا من الطلبة، خصوصًا القادمين من المناطق النائية، يواجهون صعوبات كبيرة في التحصيل العلمي نتيجة للظروف المعيشية القاسية التي يعيشونها.

وأوضح السطي، في تصريح لجريدة “العمق”،  أن نجاح التعليم الجامعي في البلاد مرتبط بشكل وثيق بتوفير الشروط الضرورية للتحصيل العلمي، وأكد أن الكثير من الطلبة، خصوصًا من أبناء الأقاليم النائية، يضطرون للعمل اليومي لتأمين حاجياتهم الأساسية بدلاً من التركيز على الدراسة الجامعية. هذا الوضع، حسب السطي، يؤثر سلباً على المردود التحصيلي للطلبة ويهدد مستقبلهم الأكاديمي.

وفي سياق متصل، لفت السطي الانتباه إلى أن المنحة الجامعية الحالية، بالرغم من عدم تعميمها على جميع الطلبة والصعوبات الكبيرة في الاستفادة منها، تبقى قيمتها غير كافية لمواجهة الأعباء المعيشية المتزايدة، مشيرا إلى أن قيمة المنحة لم تعرف أي زيادة منذ أكثر من 12 عامًا، رغم الارتفاع الكبير في أسعار الحاجيات الأساسية خلال هذه الفترة.

رفض التعميم

رفض وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عبد اللطيف ميراوي، مطالب البرلمان لتعميم المنح الجامعية، على كافة أقاليم المملكة، معتبرا أن هذا الأمرـ  يحتاج إلى تفكير جماعي من كافة الجوانب، وأنه “شحصيا غير متفق مع تعميم المنح على جميع الطلبة”.

وفي معرض جوابه على سؤال حول تعميم المنحة الجامعية، تقدم به فريق التجمع الوطني للأحرار،  بمجلس النواب، شدد الوزير على أنه ” ينبغي التفكير في  تعميم المنح الجامعية على الشباب المنحدرين من وضع هشّ”، مضيفا ” أما أبنائي أو أبناء الميسورين فهم لا يستحقون الاستفادة من المنحة”.

وسجل وزير التعليم العالي، أن تعميم المنح  على  مليون و240 ألف طالب، غير ممكن نهائيا ولا ينبغي أن نسير في هذا الاتجاه بل يتعين استهداف الأسر المعوزة والهشة من أجل توسيع استفادتهم من المنح الجامعية، وأردف: “ربما يتعين أن نفكر في تقديم دعم إضافي لمساعدتهم على الدراسة لأن المنحة لوحدها غير كافية”.

وأوضح  المسؤول الحكومي، أن عدد المنح يحدد سنويا بمقتضى قرار مشترك لوزارة الاقتصاد والمالية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في حدود الاعتمادات المالية المرصودة لها في قانون المالية لكل سنة، مشيرا إلى أن ميزانية المنح بلغت 2.3 مليار درهم برسم الموسم الجامعي الحالي 2022-2023، أي بزيادة بلغت 1,5 بالمائة  مقارنة مع الموسم الماضي.

 

العمق المصدر: العمق
شارك الخبر

إقرأ أيضا