آخر الأخبار

باحث بريطاني: لهذه الأسباب فشلت إسرائيل في هزيمة حماس

شارك

قال الباحث البريطاني الدكتور عظيم إبراهيم إن إسرائيل مصممة، بعد ما يقرب من عام من القصف بلا هوادة والدمار الواسع التي ألحقته بقطاع غزة، على "المضي قدما في إنجاز النصر" حتى بعد توقيعها اتفاق وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي.

لكن الباحث، الحائز على وسام الإمبراطورية البريطانية، يفيد بأن الحقائق على الأرض تروي قصة مختلفة تماما: فمن ركام غزة خرج نحو 15 ألف مقاتل من حركة المقاومة الإسلامية ( حماس )، معظمهم مسلحون بالكامل، و"يعملون على استعادة سيطرتهم على القطاع".

اقرأ أيضا

list of 2 items
* list 1 of 2 البشرية في خطر.. 7 حدود كوكبية من أصل 9 تجاوزناها فما معنى ذلك؟
* list 2 of 2 5 أشياء ينبغي معرفتها عن حاكم مدغشقر الجديد end of list

ويؤكد في مقاله بمجلة ناشونال إنترست الأميركية أن حركة حماس لم تُهزم رغم الدمار الهائل الذي أصاب القطاع، مشيرا إلى أن كل الخبراء "الموثوق بهم" في مجال مكافحة الإرهاب حذروا منذ البداية من أن القضاء على حماس عسكريا أمر مستحيل، "لأنها ليست مجرد شبكة مقاتلين أو أنفاق، بل حركة سياسية وأيديولوجية متجذرة في المجتمع الفلسطيني".

حماس ليست مجرد شبكة مقاتلين أو أنفاق، بل حركة سياسية وأيديولوجية متجذرة في المجتمع الفلسطيني.

ووفقا للكاتب، فإن إسرائيل لن تتمكن من "محو فكرة" من الوجود وستفشل كما فشلت الولايات المتحدة في القضاء على تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية.

وأضاف إبراهيم -الذي يعمل مديرا أول في معهد "نيو لاينز" للدراسات الإستراتيجية والسياسات في واشنطن العاصمة- أن ما تسميه إسرائيل "نصرا كاملا" لا يعدو أن يكون محض سراب.

صحيح أن القيادة المركزية لحماس تعرضت للتفكيك جزئيا، إلا أن الحركة -برأيه- لا تزال قادرة على العمل من خلال خلايا صغيرة ومليشيات محلية.

وفي المقابل، دمّرت الحملة الإسرائيلية البنية التحتية المدنية في غزة، وقتلت عشرات الآلاف وشرّدت أكثر من مليون إنسان، وحوّلت أحياء كاملة إلى أنقاض.

لكن الكاتب، مع ذلك، يؤكد أن الظروف الجوهرية التي أفرزت حماس منذ البداية والمتمثلة في "اليأس والتهميش وغياب الدولة"، لا تزال قائمة، بل ازدادت سوءا.

إعلان

وفي تقديره، أن من المهم تذكر كيف تولت حماس السلطة في مطلع الألفية الجديدة، حين أصبحت السلطة الفلسطينية بقيادة حركة فتح "مرادفا للفساد والمحسوبية والعجز".

الظروف الجوهرية التي أفرزت حماس منذ البداية والمتمثلة في "اليأس والتهميش وغياب الدولة"، لا تزال قائمة، بل ازدادت سوءا.

وعزا إبراهيم ذلك الصعود إلى فقدان الفلسطينيين الثقة في قدرة السلطة الفلسطينية على تحقيق أي إنجاز أو حتى تلبية أبسط احتياجاتهم. وحينها، استغلت حماس هذا الإحباط الشعبي وقدّمت نفسها "بديلا نظيفا ومنضبطا"، يجمع بين المقاومة والخدمات الاجتماعية.

واعتبر أن فوز حماس في انتخابات المجلس التشريعي عام 2006، لم يكن ذلك تأييدا لفكرها الإسلامي "المتشدد" بقدر ما كان تصويتا احتجاجيا ضد جمود حركة فتح.

حماس استغلت إحباط الفلسطينيين من السلطة وقدّمت نفسها "بديلا نظيفا ومنضبطا"، يجمع بين المقاومة والخدمات الاجتماعية.

بيد أنه يستدرك زاعما أن حركة حماس سارت على نهج الأنظمة السلطوية التقليدية، حيث "عززت قبضتها بالقوة، وأقصت الفصائل المنافسة من غزة، وألغت الانتخابات المستقبلية، وأقامت كيانا أمنيا مسلحا أشبه بدولة صغيرة".

ويحمّل إبراهيم سياسات الحكومة الإسرائيلية جزءا كبيرا من المسؤولية، إذ اعتمدت سياسة "الفصل" بين غزة والضفة الغربية لإضعاف القيادة الفلسطينية الموحدة، مما سمح لحماس بالترسخ وجمّد عملية السلام.

الطريق لهزيمة حماس لا يمر عبر السلاح، بل عبر الأمل بإعادة بناء غزة، وإصلاح المؤسسات الفلسطينية، وإجراء انتخابات حقيقية، وإطلاق عملية سياسية تفضي إلى دولة فلسطينية قابلة للحياة

لكن هذه السياسة -بنظره- ارتدت على إسرائيل بعد هجوم 7 أكتوبر /تشرين الأول 2023، الذي فجّر حربا مدمرة وأعاد الصراع إلى نقطة الصفر.

ويخلص الكاتب إلى أن الطريق لهزيمة حماس لا يمر عبر السلاح، بل عبر الأمل بإعادة بناء غزة، وإصلاح المؤسسات الفلسطينية، وإجراء انتخابات حقيقية، وإطلاق عملية سياسية تفضي إلى دولة فلسطينية قابلة للحياة.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة


الأكثر تداولا اسرائيل حماس دونالد ترامب

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا