في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
تناول الإعلام الأميركي الاجتماع السري الذي دعا إليه وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث ، مع مئات كبار الجنرالات الأميركيين من حول العالم.
وأوضحت مجلة ناشونال إنترست الأميركية أن اللقاء سيناقش إستراتيجية جديدة للعقيدة العسكرية الأميركية تتوافق مع رؤية الرئيس دونالد ترامب ، بناء على وثيقة تم تسريبها الأسبوع الماضي لبوليتيكو.
أما واشنطن بوست فأكدت أن الاجتماع أثار قلقا واسعا في الطبقة البيروقراطية بواشنطن، وقوبل بالاستهجان من قبل الضباط الذين اضطروا للعودة إلى البلاد بشكل مفاجئ.
وبدوره، وصف المحلل السياسي ديفيد روثكوبف -في تقرير أصدره موقع ديلي بيست الأميركي عن بودكاست خاص- الاجتماع بأنه أشبه بـ"تجمع حماسي" يقوده "زوج من الحمقى" بلا هدف واضح.
وفيما يلي أهم ما تناولته التقارير عن الاجتماع الذي سيقام اليوم في قاعدة كوانتيكو بولاية فرجينيا.
وحسب تقرير حصري نشرته واشنطن بوست، تعيد الإستراتيجية المقترحة ترتيب أولويات البنتاغون بالتركيز على "التهديدات الداخلية" وإعادة نشر القوات لحماية الأراضي الأميركية، ويتزامن ذلك مع تقليص المنافسة مع الصين وخفض الدور الأميركي في أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط.
كما تنطوي الإستراتيجية -حسب التقرير- على استخدام الجيش داخل الولايات المتحدة لمواجهة الهجرة غير النظامية وتهريب المخدرات والجريمة وحماية الأمن المحلي بالتنسيق مع وزارة الأمن الداخلي.
وأكد التقرير أن نبرة الوثيقة المسربة حزبية أكثر من الوثائق السابقة، إذ أنها تنتقد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن السابقة، وتتبنى أجندة "أميركا أولا" و"السلام بالقوة" التي يطرحها ترامب وهيغسيث.
وخلصت واشنطن بوست إلى أن الهدف من الإستراتيجية الجديدة هو تجنب الحروب المكلفة في الخارج، والتركيز على مصالح الولايات المتحدة المباشرة بعد عقود من الحروب غير المثمرة في الشرق الأوسط وأوكرانيا.
ولفتت ناشونال إنترست إلى أن اجتماع هيغسيث لن يقتصر على مناقشة العقيدة العسكرية الجديدة، إذ يريد ترامب -الذي اختلف كثيرا مع جنرالاته السابقين- تقليص نفوذ الطبقة العسكرية وتغيير البنية القيادية للجيش.
ومن بين الأدوات البيروقراطية المتاحة للرئيس -وفق التقرير- "خطة القيادة الموحدة"، وهي وثيقة يعدّها رؤساء الأركان كل عامين لتحديد المهام والمسؤوليات، ويمكن تنفيذ أي تغيير في الأولويات من خلالها.
وأشار التقرير إلى أن إعادة تنظيم الأولويات العسكرية ليست مجرد مسألة فنية تتعلق بالانتشار أو التمويل، بل أداة سياسية للضغط على القيادات العسكرية وإعادة تشكيل هرم القيادة بما ينسجم مع توجهات الرئيس، ومن المتوقع أن تطرح نتائج المراجعة في اجتماع اليوم مما أثار قلق الكثيرين.
"كيف لوزير غير مؤهل ورئيس تفادى الخدمة العسكرية 5 مرات أن يلقنوا جنرالات مخضرمين من مختلف أنحاء العالم حول أفضل الاستراتيجيات العسكرية؟"
بواسطة المحلل السياسي ديفيد روثكوبف
واستخدم هيغسيث هذه الإستراتيجية بالفعل لصالحه في مايو/أيار الماضي، حين رفع شعار "قادة أقل، جنود أكثر"، وأمر بمراجعة شاملة للخطة بهدف تقليص عدد الضباط رفيعي الرتب بنسبة 20% على الأقل، إضافة إلى خفض بنسبة 10% في مناصب الضباط العامين وأصحاب الرتب العليا.
وأكد حينها أن مراجعته هي "الأشمل منذ قانون غولدووتر-نيكولز لعام 1986″، ومن المرجح أن تشمل خطته تغييرات هيكلية واسعة، مثل دمج القيادة الأوروبية مع القيادة الأفريقية في الجيش في كيان واحد، ودمج القيادة الشمالية مع القيادة الجنوبية، حسب التقرير.
ويسعى ترامب لاستغلال مراجعة خطة القيادة الموحدة لإبعاد الجنرالات الذين يُوصفون بـ"اليقظين" أو المهتمين بأجندات غير قتالية، مثل قضايا المناخ، عبر خيارين: التقاعد المبكر أو الإقالة، حسب التقرير.
وقال مطلعون لصحيفة واشنطن بوست إن هذه الخطط أثارت "حالة ضيق وإحباط متنامية" بين كبار الضباط، الذين وصفوها بأنها ضيقة الأفق وغير واقعية في ظل صعود الصين السريع، وانتشار الجيش الأميركي حول العالم، ووجود أقسام من الجيش متخصصة بالمهام العسكرية خارج البلاد.
وكشفت الصحيفة أن قادة عسكريين بارزين، بينهم رئيس هيئة الأركان الجنرال دان كاين ، أبدوا اعتراضات جدية على الإستراتيجية الدفاعية الجديدة.
وبحسب المصادر، قدم كاين ملاحظات "صارمة وصريحة" لهيغسيث خلال مناقشات داخلية، محذرا من أن التركيز المفرط على الأمن الداخلي قد يقوض مقدرة الجيش على مواجهة الصين.
وأكد المحلل روثكوبف -وفق ما نقله ديلي بيست- أن كبار قادة الجيش الأميركي غير راضين إطلاقا عن الاجتماع، مؤكدا "أن الأمر لن يسير على ما يرام، إذ يُنظر للاجتماع على أنه مضيعة للوقت، وهو يسيء إلى هؤلاء القادة بشدة".
ووصف روثكوبف هيغسيث بأنه "أقل وزير دفاع كفاءة في تاريخنا"، وتساءل بسخرية: "كيف لوزير غير مؤهل ورئيس تفادى الخدمة العسكرية 5 مرات أن يلقنوا جنرالات مخضرمين من مختلف أنحاء العالم حول أفضل الإستراتيجيات العسكرية؟".
وتابع: "لدينا هذا الرجل (هيغسيث) يستعرض قوته كما فعل على الأرجح في مئة حانة على مر حياته، قائلا: ‘انظروا إلي! أنا جندي عتيد!’.
وأضاف بتهكم: "لقد تجمع قادة جيشنا اليوم للاستماع إلى شاب متسرع ومتجنب تجنيد…يا له من أمر سخيف".
وخلصت التقارير إلى أن الإستراتيجية الجديدة التي يقودها هيغسيث تحت إدارة ترامب تمثل تحوّلا كبيرا في الإستراتيجية العسكرية الأميركية بعد عقود، وقد تعيد تشكيل دور الولايات المتحدة عالميا.