آخر الأخبار

"مش طالعين".. أهالي مدينة غزة يتمسكون بالبقاء ويرفضون الإخلاء

شارك





غزة – كثَّف جيش الاحتلال الإسرائيلي الضغط على سكان مدينة غزة والنازحين إليها من شمال القطاع لإجبارهم على مغادرتها جنوبا تجاه المواصي غربي محافظة خان يونس بزعم أنها "منطقة إنسانية آمنة".

ويستخدم جيش الاحتلال شتى وسائل القتل والتدمير والترهيب النفسي لدفع أكثر من مليون فلسطيني إلى خارج المدينة، الذين بدورهم يواجهون محاولاته بالتنقل من مكان لآخر داخل أحيائها رفضا لمخطط التهجير.

ويصرّ سكان غزة على عدم تكرار تجربة النزوح التي عاشوا تفاصيلها القاسية لأكثر من عام عندما طلب منهم الجيش الإسرائيلي بداية الحرب على قطاع غزة التوجه جنوبا، ولاحقهم بالقتل هناك، قبل أن يسمح بعودتهم بعد اتفاق التهدئة في يناير/كانون الثاني الماضي.

توالي الضغوط

وبدأ الجيش الإسرائيلي منذ أسابيع مخططه المعلن باحتلال مدينة غزة، رغم اتخاذه خطوات فعلية بتفريغ الأحياء الشرقية من المدينة و محافظة شمال غزة منذ 11 أبريل/نيسان الماضي.

ورصدت الجزيرة نت أبرز الوسائل التي استخدمها جيش الاحتلال منذ منتصف أغسطس/آب الماضي لتسريع وتيرة تهجير السكان والمتمثلة في:


* توسيع عمليته البرية جنوب مدينة غزة والتقدم اتجاه حيي الزيتون والصبرة وتدمير مبانيهما بشكل متسارع.
* إعادة التقدم تجاه بلدة جباليا والنزلة آخر المناطق السكنية في محافظة شمال غزة وتكثيف القصف الجوي عليها، واستخدام الروبوتات المتفجرة لتدمير مبانيها.
* توسيع عمليته البرية في المناطق الشرقية ل حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، وتدمير المباني على مدار الساعة، مما أجبر السكان على إخلائه.
* بدأ جيش الاحتلال منذ يوم الجمعة الماضي تدمير الأبراج السكنية المرتفعة بعدما أعلن وزير الحرب يسرائيل كاتس أنه فتح أقفال بوابات جهنم على مدينة غزة، بهدف تفريغها من السكان، حيث دمَّر 5 أبراج تزيد عن 7 طوابق وتضم 209 شقق وتؤوي أكثر من 4100 شخص، وحرق أكثر من 350 خيمة تؤوي أكثر من 3500 شخص، بحسب آخر إحصائية حصلت عليها الجزيرة نت من الدفاع المدني الفلسطيني.
* ركّز الجيش على استهداف البنايات السكنية المحيطة بالأسواق العامة ومراكز الإيواء لتفريغ المناطق التي بها كثافة سكانية وتشهد حركة اعتيادية، مثل محيط سوق الشيخ رضوان وسوق الصحابة وميدان فلسطين وسط مدينة غزة.
* زاد من الترهيب النفسي عبر تكرار النداء من الطائرات المسيّرة للمواطنين بضرورة مغادرة مدينة غزة، وإلقاء منشورات ورقية تطالبهم بالتوجه جنوبا إلى منطقة المواصي.
* التهديد بتدمير مدينة غزة، حيث قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أول أمس إنه "سيعمل في مدينة غزة بقوة كبيرة كما عمل في مختلف أنحاء القطاع"، في إشارة للتدمير الممنهج الذي اعتمده في رفح وجباليا وخان يونس. مصدر الصورة إسرائيل تشن اعتداءات مروعة على غزة لدفع السكان إلى النزوح تمهيدا لاحتلال المدينة وتدميرها (الجزيرة)

"وين نروح؟"

وأمام الضغط العسكري الهائل الذي يتعرض له 1.2 مليون فلسطيني في قطاع غزة، يتكرر سؤالهم "وين نروح؟" (أين نذهب؟)، في إشارة إلى قلة الخيارات المتاحة أمامهم وتفضيلهم البقاء داخل مدينة غزة، هذا الأمر تجسد عبر تحركهم الميداني والنزوح اتجاه المناطق الغربية منها.

إعلان

ويرفض معظم السكان التوجه جنوبا نظرا لضيق المساحة التي خصصها الاحتلال لهم في منطقة مواصي خان يونس، التي تفتقر لأدنى الخدمات الأساسية، ولغياب الأمان هناك على خلاف ما يزعم الاحتلال.

وتبلغ مساحة منطقة المواصي 15 كيلومترا مربعا، وكان يقطنها قبل الحرب أقل من 20 ألف فلسطيني فقط نظرا لأن معظم أراضيها مخصصة للزراعة.

ومع مواصلة احتلال الجيش الإسرائيلي محافظة رفح وكل البلدات الشرقية لمحافظة خان يونس ووسط المدينة، يقطن منطقة المواصي حاليا نحو 800 ألف غزِّي يعيشون في ظروف إنسانية بالغة الصعوبة، وفق آخر إحصائية حصلت عليها الجزيرة نت من الجهات الحكومية بغزة.

وزعم الاحتلال الإسرائيلي توسعة "المنطقة الإنسانية" مؤخرا بإضافة أجزاء من محافظة خان يونس المدمَّرة لها، ليصل إجمالي المساحة التي حددها الاحتلال حوالي 30 كيلومترا مربعا، أي أقل من 10% من إجمالي مساحة قطاع غزة، ويريد أن يزجَّ فيها أكثر من 1.7 مليون إنسان.

ويقول المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة إن الاحتلال يريد أن يزيد من الضغط السكاني غير المسبوق على منطقة المواصي، ويجعل الأوضاع هناك غير قابلة للاستدامة، ويضاعف معاناة السكان في ظل انعدام مقومات الحياة الأساسية.

وفنَّد الثوابتة خلال حديثه للجزيرة نت ادعاء الاحتلال بأن هذه المنطقة "إنسانية وآمنة"، مؤكدا أنه تم قصفها 109 مرات أدت إلى استشهاد أكثر من 2000 مدني في مجازر متتالية داخل المساحة المحدودة.

وأضاف: هذه الأرقام تكشف الطبيعة الممنهجة لهجمات الاحتلال الإسرائيلي، وتؤكد أن مزاعم السلامة والأمان لا تمت للواقع بصلة، بل تستخدم كغطاء لتنفيذ سياسة التهجير القسري و الإبادة الجماعية .

ولفت إلى أنه لا توجد في مناطق المواصي أي مستشفيات أو بنية تحتية صحية حقيقية، كما أنها غير مهيأة لاستيعاب عدد كبير من السكان، ولا توفر أي خدمات طبية أو صحية، مما يزيد المخاطر الإنسانية ويشكل تهديدا مباشرا لحياة المدنيين، خاصة في ظل استمرار القصف وانعدام الغذاء والماء والدواء.

مصدر الصورة الغزيون يتنقلون من مكان لآخر داخل مدينة غزة ويرفضون في كل الأحوال النزوح إلى الجنوب (الجزيرة)

رفض النزوح

وفشلت محاولات أسر كثيرة بالبحث عن مأوى لها في منطقة المواصي بهدف الانتقال إليها، وقرروا البقاء في مدينة غزة رغم كل التهديدات الإسرائيلية.

وفي السياق قال طارق عثمان من سكان منطقة المواصي إن "العدد الهائل من نازحي خان يونس ورفح زاد من الضغط على البنية التحتية المتهالكة أساسا، ومعظم الخيام اضطرت للاستعانة بحفر امتصاصية لغياب إمدادات الصرف الصحي، ونعاني من قلة مياه الشرب أو المخصصة للاستخدام اليومي".

وأكد عثمان للجزيرة نت عدم وجود أي مرافق خدمية في المنطقة، ولا أي من مقومات الحياة الأساسية، ولا مآو مستدامة أو مياه نظيفة، ولا كهرباء، ولا خدمات صحية أو تعليمية، مما يجعل الظروف الإنسانية هناك بالغة القسوة مع انتشار الأمراض وفقدان الحماية الأساسية.

إعلان

وخرجت ظهر أمس الثلاثاء مسيرة في مدينة غزة شارك فيها الوجهاء والفعاليات المجتمعية وهم يحملون الأكفان رفضا للنزوح إلى جنوب القطاع، في حين ترتفع أصوات الغزيين على منصات التواصل الاجتماعي رفضا للتهجير، والتأكيد على أنهم باقون داخل المدينة عبر وسم "مش طالعين".

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة


الأكثر تداولا اسرائيل حماس نتنياهو

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا